أغنية رطانة أبلغ ما يكون

كلمات أعجبت بها في أغاني لهجتنا وسوف أبدأ ببعض لوحات الأخ الغالي ( عثمان حميدة ) لأول مرة أحاول أن أقتني شريط أغاني مهما كان المغني فقد سطر حبيبنا عثمان وإستطاع أن يتغلغل في أعماقنا بكلماته وأريحيته وبساطته في تطويع ألوان مشاعرنا وأحاسيسنا في لوحة الغربة القاتمة ليخرج لنا منها لوحة نادرة التكوين ممزوجة بحبه وولهه لكل ما هو جميل وتمكنه من أن يعيش المعاني والكلمات كأنه يعيش كل أوضاعنا زيادة على وضعه هو والشكر لصاحب الكلمة الذي أبدع عثمان في توصيله وتحميله المشاعر التي تصور الواقع المطلوب .
ومن لوحاته التي تؤثر في كل طائر هاجر في إتجاهات الكون الأربعة مغادراً عشه وموطن عشقه وحبه وصفحات نشأته حتى يصيب بعضاً من نعم الله في أرضه وقد ملأ كل واحد منهم جيوبه العاطفية بزاد يمكنه من أن يعيش به لحظاته في الغربة كأن به جن أو تخدير من سموم الفراق أو كابوس مزعج وقد نشف ريقه من بلل الشوق وتيبست أراضي الحنان إلاّ ما يهطل عليه من أشواق الأهل القادمة من بلد الطيبة والطيبين . وهنا يأتي ( عثمان حميدة ) ليكون طائر المحبة وعصفور الأمل ويحلق في فضاءات مشاعرنا ويلطف أجواءنا ببعض ذرات العشق الحميمي .
وهذه لقطة من لوحاته أرجو أن أصيب فيه بعض حقائق ريشته .
( حبيب أنبكيه بداريه غربقي شوندي باجُد تارييه ) أو ( غربة شوندي باجو تارييه ) فهنا نرى أن المحبوب أو المشتاق يطلب من هذا الذي أصبح الغربة في مجرى دمه وكان سبباً في البعد والفراق وتأجيج لهيب الشوق في هشيم قلبه أن يعود ( حبيب أنبكيه بداريه ) نجد أن أول الكوبليه بدأ بأرقى الكلمات التي تفتح كل القلوب التي أصابها الصدأ ( حبيب ) ومن ثم يأتي بعد ذلك بأحب خلق الله لنا ( النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يستحلف المحبوب هذا المغترب بأعظم خلقه الله ( صلى الله عليه وسلم ) بأن يعود ولاحظوا أحبتي كلمة ( بداريه ) فالأصل في هذا الكلمة ( بِدْآ ) بمعنى يلا وهو المشي سوياً فكأن المحبوب أتى به الشوق لمكان المغترب والصورة كأن المحبوب يريد أن يكون يده بيد المغترب ليعودا سوياً فهذا يصور لنا البعد العاطفي الذي يجمعهم وأن هذا المغترب أقرب له مما نتصور وبعد أن تحدث عن القرب العاطفي جاء الكلمة ليدرك و لا ينسى المغترب بأنه بعيد بعداً جغرافياً يمنع المحبوب من أن يكحل عينيه برؤية حبيبه ( تَاريْيْه ) كأن الأمر أصبح بعيد المنال ويطلبه بأن يرجع له ولأهله ويترك ( الغربة ) لأن الأشواق والحب لا تروى ولا تشبع بالمال أو الجاه والزمن والساعات المستقطعة من عمرنا لا يعود مرة أخرى وليس المطلوب أي رجوع ولكن رجعة دون فراق ولو لبرهة كأن من يطلب عودة المغترب يحس بأنه قد فقد بعضاً من نفسه أو كله ويريد أن يعيش كل لحظاته مع المغترب حتى يكون له ( كالشهيق والزفير ) أو الأكسدة والإختزال .
ونجد أن طلب العودة مرهونة بطلبات يلزم تحقيقها حتى تكون العودة كما تنبغي وهنا يأتي كيفية الرجعة والصورة المطلوبة تحقيقه من المغترب بأروع ما تكون الألوان النرجسية (شوندي) أي أنفض عنك الغربة نفضاً بأن لا يبقى هنالك ذكرى في مخيلتك من صور الغربة والملاحظ لكلمة ( شّوّنّدّيّ ) الأحساس في النطق نجد أن كل حروفها مشددة وهذا ما يصور ما يجيش بخاطر الحبيب من شوق ووله ووجد ليس بعده شيء وإذا أكتفى الحبيب بذلك لهان الأمر ولكن ما تبعه من تأكيدات يجعل الأمر في غاية الروعة والشاعرية مع الغيرة من الغربة وأسباب الإغتراب وهي كلمة ( بْاْجْ ) بأن يكون الطلاق بالثلاث لا رجعة فيه وهنا نجد الحروف المساعدة في الجملة وفي نهاية الكلمة ( باجُد ) فالدال هنا تقرير وتأكيد للمغترب أن يفعل ما لحق به هذا الحرف أي إن لم يطلق الغربة طلاق التلاتة فهي بالنسبة للحبيب كالضّرة ولن يستقيم معه مشاعره وعلاقته مع المغترب والمعروف ( أن طلاق الإكراه لا يقع ) لذا كان المطلوب من المغترب أن يختار إما الغربة أو المحبوب وهو في كامل وعيه فإن لم يحصل المطلوب فرجعته لا قيمته له حتى يكون الغربة بالنسبة له كالمطلقة بالثلاثة لأن المحبوب لا يريد شيئاً يشاركه في قلب الحبيب أو تفكيره .
وكلمة ( بْاْج ) تأخذ معناها من حيث وضعه في الجملة ولكن نجد هنا في هذه الأغنية أخذت كل معانيها الحقيقة ولا توجد فيها مجاز فكلمة ( بْاْج ) تعني الكتابة أي مطلوب من المغترب إقرار بتركه للغربة تركاً نهائياً وإن أدى ذلك لتوقيعه على هذا الإقرار بمحض إرادته وكذلك المعنى الآخر ( الطلاق ) فكل المعاني مطلوبة وذلك حتى يطمئن المحبوب بأن حبيبه رجع إليه كما يحب وكما كان قبل الإغتراب .
[align=center]ولنا عودة بإذن الله بالجديد [/align]

[overline]«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»شكراً يابناوي1 فهي بالفعل كلمات بليغة جداً«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»[/overline]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بناوى1 لك الشكر واصل ونتابع معك
هل هى شوندى باي ولا شوندى باج
شوندى باي باي يعنى انفصل كليا عنه واظن انه شوندى بايو تاريه

مشكورييين الأحبة ( كابتوداوي ) وريسنا الهميم ( كمال ) على مداخلتكم الراقية وإثراءكم هذا البوست
حبيبنا ( كمال ) الرواية التي سمعت بها الأغنية هي ( باجو تاريه ) و أما إن كان الأمر كما تفضلتم ( بايو ) فهذا اللفظ يعني النهي الجازم وعدم العودة مرة أخرى لنفس الفعل أو الحال وكذلك هنالك لفظ ( مُقْ ) ومن مترادفات اللفظ السابق ولكن اللفظ هنا يعني طلب أترك أيضاً ولكن مع إمكانية الرجعة لنفس الحال أو الفعل مرة أخرى .
ولكم محبتي