العودة   منتديات الملوك > القسم الاسلامي > المنتدى الاسلامي
 
 

المنتدى الاسلامي هذا القسم يختص بكل مايتعلق بالقضايا والمناقشات الإسلامية ، اسلاميات ، متفرقات اسلاميه ، احاديث نبوية ، احاديث قدسية ، وعلى مذهب أهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
 
قديم 14-08-2009, 03:37 PM   #21
 

افتراضي

الحديث الحادي والعشرون: الاستقامه بالإسلام

عن أبي عمرو، وقيل: أبي عمرة ؛ سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه، قال: قلت: يا رسول الله ! قـل لي في الإسـلام قـولاً لا أسـأل عـنه أحــداً غـيـرك، قـال: { قُــل آمـنـت بالله، ثـم اسـتـقم }.

[رواه مسلم:38].


الحديث الحادي والعشرون من الأربعين النووية عن أبي عمرو وقيل: أبي عمرة سفيان بن عبدالله الثقفي قال: قلت يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك، قال: { قل آمنت بالله ثم استقم } يعني قولاً يكون جامعاً واضحاً بيّناً لا أسأل أحداً غيرك فيه، فقال له النبي : { قل آمنت بالله ثم استقم } آمنت بالله هذا بالقلب، والاستقامة تكون بالعمل، فأعطاه النبي كلمتين تتضمنان الدين كله فآمنت بالله يشمل إيماناً بكل ما أخبر الله به عزوجل عن نفسه وعن اليوم الآخر وعن رسله وعن كل ما أرسل به، وتتضمن أيضاً الانقياد ولهذا قال: { ثم استقم } وهو مبني على الإيمان ومن ثم أتي بـ { ثم } الدالة على الترتيب والاستقامة ولزوم الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، ومتى بنى الإنسان حياته على هاتين الكلمتين فهو سعيد في الدنيا وفي الآخرة.
في هذا الحديث من فوائد: حرص الصحابة رضي الله عنهم على السؤال عما ينفعهم في دينهم ودنياهم.
ومنها عقل أبي عمرو أو أبي عمرة، حيث سأل هذا السؤال العظيم الذي في النهاية ويستغني عن سؤال أي أحد، حيث قال: { قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك }.
ومنها أنه أجمع وصية وأنفع وصية ما تضمنه هذا الحديث، الإيمان بالله ثم الاستقامةعلى ذلك بقوله: { آمنت بالله ثم استقم }.
ومن فوائد هذا الحديث: أن الإيمان بالله لا يكفي عن الاستقامة، بل لا بد من إيمان بالله واستقامة على دينه.
ومن فوائد هذا الحديث: أن الدين الإسلامي مبني على هذين الأمرين، الإيمان ومحله القلب ،والاستقامة ومحلها الجوارح، وإن كان للقلب منها نصيب لكن الأصل أنها في الجوارح. والله أعلم

ميرغني س. محمد (تيتاوي) غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
 
 
 
قديم 14-08-2009, 03:38 PM   #22
 

افتراضي

الحديث الثاني والعشرون: الطريق إلى الجنة

عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما: أن رجلاً سأل رسول الله ، فقال: ( أرأيت إذا صليت المكتوبات، وصمت رمضان، وأحللت الحلال، وحرمت الحرام، ولم أزد على ذلك شيئاً؛ أأدخل الجنة؟ ) قال: { نعم }.

[رواه مسلم:15].


قال النووي: ( ومعنى حرمت الحرام: اجتنبته... ومعنى الحلال: فعلته معتقداً حله ).
قال الشيخ رحمه الله:
الحديث الثاني والعشرون: عن أبي عبدالله جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما أن رجلاً سأل رسول الله فقال: ( أرأيت ) بمعني: أخبرني.
( أرأيت إذا صليت المكتوبات ) بمعنى الفرائض، وهي الفرائض الخمس والجمعة.
( وصمت رمضان ) وهو الشهر الذي بين شعبان وشوال.
( وأحللت الحلال ) أي فعلته معتقداً حله.
( وحرمت الحرام ) أي اجتنبته معتقداً تحريمه.
( ولم أزد على ذلك، أأدخل الجنة؟ قال: { نعم } [رواه مسلم] ).
في هذا الحديث يسأل الرجل رسول الله إذا صلى المكتوبات وصام رمضان وأحل الحلال وحرم الحرام ولم يزد على ذلك شيئاً هل يدخل الجنة ؟ قال: { نعم }.
وهذا الحديث لم يذكر فيه الزكاة ولم يذكر فيه الحج، فإما أن يقال: إن ذلك داخلاً في قوله: ( حرمت الحرام ) لأن ترك الحج حرام وترك الزكاة حرام.
ويمكن أن يقال: أما بالنسبة للحج فربما يكون هذا الحديث قبل فرضه، وأما بالنسبة للزكاة فلعل النبي علم من حال هذا الرجل أنه فقير وليس من أهل الزكاة فخاطبه على قدر حاله.
في هذا الحديث من الفوائد: حرص الصحابة رضي الله عنهم على سؤال النبي .
وفيه: أن الغاية من هذه الحياة هي دخول الجنة.
وفيه أيضاً: أهمية الصلوات المكتوبات، وأنها سبب لدخول الجنة مع باقي ما ذكر في الحديث.
وفيه أيضاً: أهمية الصيام، وفيه وجوب إحلال الحلال وتحريم الحرام، أي أن يفعل الإنسان الحلال معتقداً حله وأن يتجنب الحرام معتقداً تحريمه، ولكن الحلال يخير فيه الإنسان إن شاء فعله وإن شاء لم يفعله، أما الحرام فلا بد أن يتجنبه ولا بد أن يصطحب هذا اعتقاداً. تفعل الحلال معتقداً حله، والحرام تجتنبه معتقداً تحريمه.
ومن فوائد هذا الحديث: أن السؤال معادٌ في الجواب فإن قوله: { نعم } يعني تدخل الجنة.
قال النووي رحمه الله: ( ومعنى حرمت الحرام: اجتنبته ) وينبغي أن يقال: ( اجتنبته معتقداً تحريمه ) والله أعلم.

ميرغني س. محمد (تيتاوي) غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
 
 
 
قديم 14-08-2009, 03:38 PM   #23
 

افتراضي

الحديث الثالث والعشرون: جوامع الخير

عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: { الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملأن - أو: تملأ - ما بين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك؛ كل الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها، أو موبقها }.

[رواه مسلم:223].


عن أبي مالك - الحارث بن عاصم - الأشعري قال: قال رسول الله : { الطهور شطر الإيمان } بضم الطاء يعني الطهارة.
شطر الإيمان أي نصفه وذلك أن الإيمان تخلي وتحلي، أما التخلي فهو التخلي عن الإشراك، لأن الشرك بالله نجاسة كما قال الله تعالى: إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا [التوبة:28].
فلهذا كان الطهور شطر الإيمان، وقيل: إن معناه أن الطهور للصلاة شطر الإيمان، لأن الصلاة إيمان ولا تتم إلا بطهور... لكن المعنى الأول أحسن وأعم.
وقال: { والحمد لله تملأ الميزان } الحمد لله تعني: وصف الله تعالى بالمحامد والكمالات الذاتية والفعلية، { تملأ الميزان } أي ميزان الأعمال لأنها عظيمة عند الله عزوجل ولهذا قال النبي : { كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم }.
وقال: { سبحان الله والحمد لله } يعني الجمع بينهما { تملأ } أو قال: { تملان ما بين السماء والأرض } وذلك لعظمهما ولاشتمالهما على تنزيه الله تعالى عن كل نقص، وعلى إثبات الكمال لله عزوجل، ففي التسبيح تنزيه الله عن كل نقص، وفي الحمد وصف الله تعالى بكل كمال، فلهذا كانتا تملان ما بين السماء والأرض.
ثم قال: { والصلاة نور } يعني: أن الصلاة نور في القلب وإذا استنار القلب استنار الوجه، وهي كذلك نور يوم القيامة قال تعالى: يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ... [الحديد:12]. وهي أيضاً نور بالنسبة للاهتداء والعلم وغير ذلك من كلما فيه النور.
وقال: { والصدقة برهان } أي دليل على صدق صاحبها، وأنه يحب التقرب إلى الله وذلك لأن المال محبوب إلى النفوس ولا يصرف المحبوب إلا في محبوب أشد منه حباً وكل إنسان يبذل المحبوب من أجل الثواب المرتجى وهو برهان على صحة إيمانه وقوة يقينه.
قال: { والصبر ضياء } الصبر أقسامه ثلاثة: صبر على طاعة الله، وصبر على معصية الله، وصبر على أقدار الله.
وقال: { ضياء } نوراً مع حرارة كما قال تعالى: هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً [يونس:5].
والشمس فيها النور والحرارة، والصبر كذلك لأنه شاق على النفس فهو يعاني كما يعاني الإنسان من الحرارة ومن الحار.
وقال أيضاً: { والقرآن حجة لك أو عليك } والقرآن حجة لك، أي عند الله عزوجل أو حجة عليك ...
فإن عملت به كان حجة لك، وإن أعرضت عنه كان حجة عليك، ثم بين النبي أن كل الناس يغدون، أي يذهبون الصباح إلي أعمالهم.
وقال: { فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها } كل الناس يغدون ويكدحون ويتعبون أنفسهم، فمنهم من يعتق نفسه ومنم من يوبقها أي يهلكها بحسب عمله، فإن عمل بطاعة الله واستقام على شريعته فقد اعتق نفسه، أي: حررها من رق الشيطان.

ففي الحديث فوائد:
1 - الحث على الطهور وبيان منزلته من الدين، وأنه شطر الإيمان.
2 - الحث على حمد الله وتسبيحه، وأن ذلك يملأ الميزان، وأن الجمع بين التسبيح والحمد يملأ ما بين السماء والأرض.
3 - الحث على الصلاة، وأنها نور يتفرع على هذه الفائدة أنها تفتح للإنسان باب العلم والفقه.
4 - الحث على الصدقة، وبيان أنها برهان، ودليل عل صدق إيمان صاحبها.
5 - الحث على الصبر وأنه ضياء وأنه يحصل منه مشقة على الإنسان كما تحصل المشقة بالحرارة.
6 - أن القرآن حجة للإنسان أوعليه، وليس هناك واسطة بحيث لا يكون حجة للإنسان أو حجة عليه، بل إما كذا وإما كذا، فنسأل الله أن يجعله حجة لنا نافعاً لنا.
ومن فوائد الحديث: أن كل الناس لا بد أن يعملوا لقوله: { كل الناس يغدو } وثبت عن النبي أنه قال: { أصدق الأسماء حارث وهمام } لأن كل إنسان حارث وهمام.
ومن فوائد الحديث: أن العامل إما أن يعتق نفسه وإما أن يوبقها، فإن عمل بطاعة الله واجتنب معصيته فقد أعتق نفسه وحررها من رق الشيطان وإن كان الأمر بالعكس فقد أوبقها، أي أهلكها.
ومن فوائد الحديث: أن الحرية حقيقة هي: القيام بطاعة الله وليست إطلاق الإنسان نفسه ليعمل كل شيء أراده، قال ابن القيم رحمه الله في النونية:
هربوا من الرق الذي خلقوا له *** وبلوا برق النفس والشيطان
فكل إنسان يفر من عبادة الله، فإنه سيبقى في رق الشيطان ويكون عابدا للشيطان.

ميرغني س. محمد (تيتاوي) غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
 
 
 
قديم 14-08-2009, 03:39 PM   #24
 

افتراضي

الحديث الرابع والعشرون: من فضل الله على الناس

عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، عن النبي صلي الله علية وسلم، فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى، أنه قال:
{ يا عبادي: إني حرمت الظلم على نفسي، وجعـلته بيـنكم محرماً؛ فلا تـظـالـمـوا }
{ يا عبادي ! كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم }
{ يا عبادي ! كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم }
{ يا عبادي ! كلكم عار إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم }
{ يا عبادي ! إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم }
{ يا عبادي ! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني }
{ يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في ملكي شيئاً }
{ يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا علي أفجر قلب رجل واحد منكم، ما نقص ذلك من ملكي شيئاً }
{ يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد، فسألوني، فأعطيت كل واحد مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر }
{ يا عبادي ! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها؛ فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه }.

[رواه مسلم:2577].



عن أبي ذر الغفاري عن النبي واله وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل وهذا الحديث وأشباهه يسمى الحديث القدسي، لأنه يرويه النبي عن الله عز وجل قال: { يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما } فبين الله عز وجل في هذا الحديث أنه حرم الظلم على نفسه فلا يظلم أحداً لا بزيادة سيئة ولا بنقص حسنة كما قال تعالى: وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا [طه:112].
{ وجعلته بينكم محرماً } أي جعلت الظلم بينكم محرماً، فيحرم عليكم أن يظلم بعضكم بعضاً، ولهذا قال: { فلا تظالموا } والفاء للتفريع على ما سبق { يا عبادي، كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم } العباد كلهم ضال في العلم وفي العمل إلا من هداه الله عزوجل وإذا كان الأمر كذلك فالواجب طلب الهداية من الله، ولهذا قال: { فاستهدوني أهدكم } أي اطلبوا مني أهدكم، والهداية هنا تشمل هداية العلم وهداية التوفيق، { يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم }، وهذه كالتي قبلها بين سبحانه وتعالى أن العباد كلهم جياع إلا من أطعمه الله ثم يطلب من عباده أن يستطعموه ليطعمهم، وذلك لأن الذي يخرج الزرع ويدر الضرع هو سبحانه وتعالى كما قال سبحانه وتعالى: أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ* أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ *لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ [الواقعة:63-65] ثم المال الذي يحصل بهالحرث هو لله عزوجل.
{ يا عبادي كلكم عار } أي قد بدت عورته إلا من كساه الله ويسر له الكسوة، ولهذا قال: { إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم }اطلبوا مني الكسوة أكسكم، لأن كسوة بني ادم مما أخرجه الله تعالى من الأرض، ولو شاء الله تعالى لم يتيسر ذلك.
{ يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم } وهذا كقوله في الحديث الصحيح: { كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون } فالناس يخطئون ليلاً ونهاراً أي يرتكبون الخطأ وهو مخالفة أمر الله ورسوله بفعل المحذور أو ترك المأمور، ولكن هذا الخطأ له دواء – ولله الحمد – وهو قوله: { فاستغفروني أغفر لكم } أي اطلبوا مغفرتي أغفر لكم، والمغفرة: ستر الذنب مع التجاوز عنه.
{ يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني } لأن الله سبحانه وتعالى غني عن العالمين ولو كفر كل أهل الأرض فلن يضروا الله شيئاً، ولو آمن كل أهل الأرضلن ينفعوا الله شيئاً، لأنه غني بذاته عن جميع مخلوقاته.
{ يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنكسم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا } لأن طاعة الطائع إنما تنفع الطائع نفسه أما الله عزوجل فلا ينتفع بها لأنه غني عنها، فلو كان الناس كلهم على أتقى قلب رجل واحد ما زاد ذلك ملك الله شيئاً.
{ يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنكسم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئاً } وذلك لأن الله غني عنا، فلو كان الناس والجن على أفجر قلب رجل مانقص ذلك من ملك الله شيئاً.
{ يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنكسم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر } وذلك لكمال جوده وكرمه وسعة ما عنده، فإنه لو أعطى كل إنسان مسألته لم ينقصه شيئاً، وقوله: { إلا كما ينقص المخيط إذا دخل البحر } وهذا من باب تأكيد عدم النقص، لأنه من المعلوم أن المخيط إذا دخل في البحر ثم نزع منه فإنه لا ينقص البحر شيئاً لأن البلل الذي لحق هذا المخيط ليس بشيء.
{ يا عبادي إنما أعمالكم أحصيها لكم } أي أعدها لكم وتكتب على الإنسان [ ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه } ومع هذا فإنه سبحانه يجزي الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ويجزي السيئة بمثلها أو يعفو ويصفح فيما دون الشرك والله أعلم.
وهذا حديث عظيم حديث أبي ذر الغفاري فيما يرويه عن النبي عن ربه تبارك وتعالى أنه قال: { إني حرمت الظلم على نفسي } وقد شرحه شيخ الإسلام رحمه الله في رسالة جيدة كما شرحه ابن رجب ضمن الأحاديث الأربعين النووية.
وفيه من الفوائد: رواية النبي عن ربه وهو ما يسميه أهل العلم بالحديث القدسي.
ومن فوائده: أن الله عزوجل حرم الظلم عل نفسه لكمال عدله جل وعلا، فهو قادر على أن يظلم، قادر على أن يبخس المحسن من حسناته وأن يضيف إلى المسيء أكثر من سيئاته ولكنه لكمال عدله حرم ذلك على نفسه جل وعلا.
ومن فوائده: أن الظلم بيننا محرم وقد بين الرسول أنه يكون في الدماء والأموال والأعراض قال عليه الصلاة والسلام في مِنى يوم { إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا }.
ومن فوائد هذا الحديث: أن الأصل في الإنسان الضلال والجهل بقوله تعالى: وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا [النحل:78] وقوله في هذا الحديث: { يا عبادي كلكم ضال إلامن هديته فاستهدوني أهدكم }. والأصل فيه أيضاً الغي والظلم.
ومن فوائده: وجوب طلب الهداية من الله لقوله تعالى في الحديث { استهدوني أهدكم }.
ومن فوائد الحديث: أن الإنسان بل كل العباد جائعون مضطرون إلى الطعام إلا من أطعمه الله عزوجل , ويترتب على هذهالفائدة سؤال الإنسان ربه واستغناؤه بسؤال الله عن سؤال عباد الله , ولهذا قال - فاستطعموني أطعمكم - .
ومن فوائد هذا الحديث: أن العباد عراة إلا من كساه الله عزوجل ويسر له الكسوة وسهلها له، ولهذا قال: { فاستكسوني أكسكم } أي اطلبوا مني الكسوة أكسيكم، وإنما ذكر الله عز وجل العري بعد ذكر الطعام، لأن الطعام كسوة الداخل واللباس كسوة الظاهر.
ومن فوائد هذا الحديث: أن بني آدم خطاء يخطئون كثيراً في الليل والنهار، ولكن هذا الخطأ يقابله مغفرة الله عز وجل لكل ذنب، وأن الله يغفر الذنوب جميعاً، كما قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا [الزمر:53]، ويترتب على هذا أن الإنسان يعرف قدر نفسه، فكلما أخطأ استغفر الله عز وجل.
ومن فوائد هذا الحديث: أن الذنوب مهما كثرت فإن الله تعالى يغفرها إذا استغفر الله الإنسان ربه، لقوله تعالى في الحديث القدسي: { وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفرلكم } وقوله: { يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولنتبلغوا نفعي فتنفعوني } وذلك لأن الله سبحانه وتعالى مستغن عن جميع خلقه، ومن أسمائه العزيز وهو الذي عز أن يناله ضرر، وكذلك هو الغني الحميد فلا حاجة إلى أن يسعى أحد لنفعه ولن يبلغ أحد ضرره لكمال غناه جل وعلا.
{ يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً } وذلك لكمال غناه عزوجل فلو كان الناس كلهم من إنس وجن على أتقى قلب رجل فأن ذلك لا يزيد من ملك الله شيئاًً.
{ يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنكسم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئاً } وذلك لكمال غناه فلا تنفعه طاعة الطائعين، ولا تضره معصية العاصين والمقصود من هاتين الجملتين: الحث على طاعة الله عز وجل والبعد عن معصيته.
{ يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنكسم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر } وذلك لكمال غناه جل وعلا وسعته، فيستفاد من هذه الجملة: أن الله سبحانه وتعالى واسع الغنى والكرم وقوله: { إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر } سبق لنا أن المقصود بذلك المبالغة في أن ذلك لا ينقص من الله شيئاً.
وقوله: { يا عبادي إنما أعمالكم ...} الخ فيستفاد منها الحث على العمل الصالح حتى يجد الإنسان الخير.
ومن فوائده أيضاً: أن الله سبحانه وتعالى لا يظلم الناس شيئاً.
ومن فوائده: أن العاصي سوف يلوم نفسه إذا كان في وقت لا ينفعه اللوم ولا الندم لقوله: { ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه }.

ميرغني س. محمد (تيتاوي) غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
 
 
 
قديم 14-08-2009, 03:40 PM   #25
 

افتراضي

الحديث الخامس والعشرون: فضل الذكر

عن أبي ذر أيضاً، أن ناساً من أصحاب رسول الله قالوا للنبي : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور؛ يُصلُّون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويـتـصـدقــون بفـضـول أمـوالهم. قـال : { أولـيـس قـد جعـل الله لكم ما تصدقون؟ إن لكم بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، وفي بضع أحـد كم صـدقـة }.

قالوا : يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟

قال: { أرأيتم لو وضعها في حرام، أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال، كان له أجر }.

[رواه مسلم:1006].


يعني بالإضافة إلى الحديث السابق القدسي أن أناساً من أصحاب رسول الله قالوا للنبي { يا رسول الله } وهؤلاء فقراء، قالوا: { يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور } يعني أهل الأموال ذهبوا بالأجور، يعني اختصموا بها.
{ يُصلُّون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم } فهم شاركوا الفقراء في الصلاة والصوم وفضولهم في الصدقة.
قال النبي : { أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون... } إلخ.
لما اشتكى الفقراء إلى رسول الله أنه ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما يصلون ويصومون كما يصومون ويتصدقون بفضول أموالهم يعني والفقراء لا يتصدقون. بيّن لهم النبي الصدقة التي يطيقونها فقال: { أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون به، إن لكم بكل تسبيحة صدقة } يعني أن يقول الإنسان سبحان الله صدقة { وبكل تكبيره صدقة } يعني إذا قال: ( الله أكبر ) فهذه صدقة { وكل تحميده صدقة } يعني إذا قال: ( الحمد لله ) فهذه صدقة { وكل تهليلة صدقة } يعني إذا قال: ( لا إله إلا الله ) فهذه صدقة { وأمر بالمعروف } يعني إذا أمر شخصاً أن يفعل طاعة فهذه صدقة { ونهي عن منكر } يعني إذا نهى شخصاً عن منكر فإن ذلك صدقة { وفي بضع أحدكم صدقة } يعني إذا أتى الرجل زوجته فإن ذلك صدقة وكل له فيها أجر ذكروا ذلك لتقرير قوله { وفي بضع أحدكم صدقة } وليس للشك في هذا، لأنهم يعلمون أن ما قاله النبي فهو حق لكن أرادوا أن يقرروا ذلك فقالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ ونظير ذلك قول زكريا عليه السلام: قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ [آل عمران:40] ... أراد أن يقرر ذلك ويثبته مع أنه مصدق به.
قال: { أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ } والجواب: نعم يكون عليه وزر قال: { فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر } وهذا القياس سمونه قياس العكس يعني كما أن عليه وزراً في الحرام يكون له أجراً في الحلال فقال { فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر }.
في هذا الحديث من الفوائد:
حرص الصحابة رضي الله عنهم على السبق إلى الخيرات.
ينبغي للإنسان إذا ذكر شيئاً أن يذكر وجهه لأن الصحابة رضي الله عنهم لما قالوا: ( ذهب أهل الدثور بالأجور ) بيّنوا وجه ذلك فقالوا: ( يصلون كما نصلي... ) إلخ.
أن كل قول يقرب إلى الله تعالى فهو صدقة كالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فكله صدقة.
الترغيب في الإكثار من هذه الأذكار، لأن كل كلمة منه تعتبر صدقة تقرب المرء إلى الله عزوجل.
أن الاكتفاء بالحلال والحرام يجعل الحلال قربة وصدقة لقوله : { وفي بضع أحدكم صدقة }.
جواز الاستثبات في الخبر ولو كان صادراً من صادق لقولهم: ( أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ ).
حسن تعليم الرسول بإيراد كلامه على سبيل الاستفهام حتى يقنع المخاطب بذلك ويطمئن قلبه، وهذا قوله عليه الصلاة والسلام حين سئل عن بيع الرطب بالتمر: { أينقص إذا جف؟ } قالوا: نعم، فنهى عن ذلك
.

ميرغني س. محمد (تيتاوي) غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
 
 
 
قديم 14-08-2009, 03:40 PM   #26
 

افتراضي

الحديث السادس والعشرون: كثرة طرق الخير

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله : { كل سُلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة، وتعين الرجل فى دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعة صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها إلي الصلاة صدقة، وتميط الأذي عن الطريق صدقة }.

[رواه البخاري:2989، ومسلم:1009].


عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { كل سُلامى من الناس صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس } كل سُلامى أي كل عضو ومفصل من الناس عليه صدقة { كل يوم تطلع فيه الشمس } أي صدقة في كل يوم تطلع فيه الشمس فقوله { كل سُلامى } مبتدأ و { عليه صدقة } جملة خبر المبتدأ { وكل يوم } ظرف، والمعنى أنه كلما جاء يوم صار على كل مفصل من مفاصل الإنسان صدقة يؤديها شكراً لله تعالى على نعمة العافية وعلى البقاء ولكن هذه الصدقة ليست صدقة المال فقط بل هي أنواع.
{ تعدل بين اثنين صدقة } أي تجد اثنين متخاصمين فتحكم بينهما بالعدل فهذه صدقة وهي أفضل الصدقات لقوله تبارك وتعالى: لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ... [النساء:114]
{ وتعين الرجل على دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة } وهذا أيضاً من الصدقات أن تُعين أخاك المسلم في دابته إما أن تحمله عليها إن كان لا يستطيع أن يحمل نفسه أو ترفع له على دابته متاعه يعني - عفشه - هذا أيضاً لأنها إحسان والله يحب المحسنين.
{ والكلمة الطيبة صدقة } الكلمة الطيبة، كل كلمة تقرب إلى الله كالتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقراءة القران وتعليم العلم، وغير ذلك كل كلمة طيبة فهي صدقة.
{ وبكل خطوة تخطوها إلى الصلاة فإنها صدقة } وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن الإنسان إذا توضأ في بيته وأسبغ الوضوء ثم خرج من بيته إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لا يخطو خطوة إلا رفع الله له بها درجة وحط بها خطيئة.
{ وتميط الأذى عن الطريق صدقة } إماطة الأذى يعني إزالة الأذى عن الطريق، والأذى ما يؤذي المارة من ماء أو حجر أو زجاج أو شوك أوغير ذلك وسواء أكان يؤذيهم من الأرض أو يؤذيهم من فوق كما لو كان هناك أغصان شجرة متدلية تؤذي الناس فأماطها فإن هذه صدقة.
وفي هذا الحديث فوائد منها:
1 - أن كل إنسان عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس على عدد مفاصله وقد قيل إن المفاصل ثلاثمائة وستون مفصلاً –والله أعلم.
2 - أن كلما يقرب إلى الله من عبادة وإحسان إلى خلقه فإنه صدقة، وما ذكره النبي فهو أمثلة على ذلك وقد جاء في حديث آخر: { أن يجزئ عن ذلك ركعتان يركعهما من الضحى }.

ميرغني س. محمد (تيتاوي) غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
 
 
 
قديم 14-08-2009, 03:41 PM   #27
 

افتراضي

الحديث السابع والعشرون: تعريف البر والإثم

عن النواس بن سـمعـان رضي الله عـنه، عـن النبي صلى الله عـليه وسلم قـال: { الـبـر حـسـن الـخلق والإثـم ما حـاك في نـفـسـك وكـرهـت أن يـطـلع عــلـيـه الـنـاس }.
[رواه مسلم:2553].
وعن وابصه بن معبد رضي الله عنه، قال: أتيت رسول الله صلي الله عليه وسلم، فقال: { جئت تسأل عن البر؟ } قلت: نعم؛ فقال: { استفت قلبك؛ البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك }.
[حديث حسن، رويناه في مسندي الإمامين أحمد بن حنبل:4/ 227، والدارمي:2/ 246 بإسناد حسن].



عن النواس بن سمعان عن النبي قال: { البر حسن الخلق } البر كلمة تدل على الخير وكثرة الخير، وحسن الخلق يعني أن يكون الإنسان واسع البال منشرح الصدر والسلام مطمئن القلب حسن المعاملة، فيقول عليه الصلاة والسلام: { إن البر حسن الخلق } فإذا كان الإنسان حسن الخُلق مع الله ومع عباد الله حصل له الخير الكثير وانشرح صدره للإسلام واطمأن قلبه بالإيمان وخالق الناس بخلق حسن، وأما الإثم فبيّنه النبي عليه الصلاة والسلام بأنه: { ما حاك في نفسك } وهو يخاطب النواس بن سمعان، والنواس ابن سمعان صحابي جليل فلا يحيك في نفسه ويتردد في نفسه ولا تأمنه النفس إلا ما كان إثماً ولهذا قال: { ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس } وأما أهل الفسق والفجور فإن الآثام لا تحيك بنفوسهم ولا يكرهون أن يطلع عليها الناس بل بعضهم يتبجح ويخبر بما يصنع من الفجور والفسق، ولكن الكلام مع الرجل المستقيم فإنه إذا هم بسيئة حاك ذلك في نفسه وكره أن يطلع الناس على ذلك، وهذا الميزان الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام إنما يكون مع أهل الخير والصلاح.
ومثل الحديث عن وابصة بن معد قال: أتيت النبي فقال: { جئت تسأل عن البر؟ } قلت: نعم، قال: { استفت قلبك } يعني لا تسأل أحداً واسأل قلبك واطلب منه الفتوى { البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب }، فمتى وجدت نفسك مطمئنة وقلبك مطمئن إلى شيء فهذا هو البر فافعله { والإثم ما حاك نفسك } في النفس وتردد في الصدر، فإذا رأيت هذا الشيء حاك في نفسك وتردد في صدرك فهو إثم، قال: { وإن أفتاك الناس وأفتوك } يعني إن أفتاك الناس بأنه ليس فيه إثم وأفتوك مرة بعد مرة، وهذا يقع كثيراً تجد الإنسان يتردد في الشيء ولا يطمئن إليه ويتردد فيه ويقول له الناس: هذا حلال وهذا لابأس به، لكن لم ينشرح صدره بهذا ولم تطمئن إليه نفسه فيقال: مثل هذا إنه إثم فاجتنبه.
ومن فوائد هذا الحديث والذي قبله: فضيلة حسن الخلق حيث فعل النبي حسن الخلق هو البر.
ومن فوائده أيضاً: أن ميزان الإثم أن يحيك بالنفس ولا يطمئن إليه القلب.
ومن فوائده: أن المؤمن يكره أن يطلع الناس على عيوبه بخلاف المستهتر الذي لا يبالي، فإنه لا يهتم إذا اطلع الناس على عيوبه.
ومن فوائدها: فراسة النبي حيث أتى إليه وابصة فقال: { جئت تسأل عن البر ؟ }.
ومن فوائدها: إحالة حكم الشيء إلى النفس المطمئنة التي تكره الشر وتحب الخير، لقوله: { البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب }.
ومن فوائد الحديثين أيضاً: أن الإنسان ينبغي له أن ينظر إلى مايكون في نفسه دون ما يفتيه الناس به فقد يفتيه الناس الذين لا علم لهم بشيء لكنه يتردد فيه ويكرهه فمثل هذا لا يرجع إلى فتوى الناس وإنما يرجع إلى ما عنده.
ومن فوائدهما: أنه متى أمكن الاجتهاد فإنه لايعدل إلى التقليد لقوله: { وإن أفتاك الناس وأفتوك
}.

ميرغني س. محمد (تيتاوي) غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
 
 
 
قديم 14-08-2009, 03:42 PM   #28
 

افتراضي

الحديث الثامن والعشرون: السمع والطاعة

عن أبي نجـيـج العـرباض بن سارية رضي الله عنه، قال: وعـظـنا رسول الله صلي الله عليه وسلم موعـظة وجلت منها القلوب، وذرفت منها الدموع، فـقـلـنا: يا رسول الله ! كأنها موعـظة مودع فـأوصنا، قال: { أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد، فإنه من يعــش منكم فسيرى اخـتـلافـا كثيراً، فعـليكم بسنتي وسنة الخفاء الراشدين المهديين عـضو عـليها بالـنـواجـذ، واياكم ومـحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلاله }.

[رواه أبو داود:4607، والترمذي:2676، وقال: حديث حسن صحيح].



قوله: { وعظنا } الوعظ: هو التذكير المقرون بالترغيب أو الترهيب، وكان النبي يتخول أصحابه بالموعظة ولا يكثر عليهم مخافة السآمة، قوله: { وجلت منها القلوب } أي خافت، { وذرفت منها العيون } أي بكت حتى ذرفت دموعها، ( فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودعٍ فأوصنا ) لأن موعظة المودع تكون موعظة بالغة قوية فأوصنا قال: { أوصيكم بتقوى الله عزوجل } وهذا من فقه الصحابة رضي الله عنهم أنهم استغلوا هذه الفرصة ليوصيهم النبي بما فيه خير، قال: { أوصيكم بتقوى الله عزوجل } وتقوى الله اتخاذ وقاية من عقابه بفعل أوامره واجتناب نواهيه وهذا حق الله عزوجل { والسمع والطاعة } يعني لولاة الأمور أي اسمعوا ما يقولون وما به يأمرون واجتنبوا ما عنه ينهون، [ وإن تأمر عليكم عبد } يعني وإن كان الأميرعبداً فأسمعوا له وأطيعوه، وهذا هو مقتضى عموم الآية: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء:59].
قوله: { فإنه من يعش منكم } أي من تطول حياته فسيرى اختلافاً كثيراً، ووقع ذلك كما أخبرالنبي فقد حصل الاختلاف الكثير في زمن الصحابة رضي الله عنهم ثم أمر بأن نلتزم بسنته أي بطريقته وطريقة الخلفاء الراشدين المهدين، والخلفاء الذين خلفوا النبي في أمته علماً وعبادة ودعوة وعلى رأسهم الخلفاء الأربعة أبوبكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم.
{ المهديين } وصف كاشف، لأن كل رشاد فهو مهدي ومعنى المهدين الذين هدوا أي هداهم الله عزوجل لطريق الحق.
{ عضو عليها بالنواجذ } وهي أقصى الأضراس وهو كناية عن شدة التمسك بها، ثم حذر النبي من محدثات الأمور فقال: { إياكم } أي أحذركم من محدثات الأمور، وهي ما أحدث في الدين بلا دليل شرعي وذلك لأنه لما لأمر بلزوم السنة والحذر من البدعة وقال: { فإن كل بدعة ضلالة } [رواه أبوداود والترمذي وقال حديث حسن صحيح].
وفي الحديث فوائد منها: حرص النبي على موعظة أصحابه، حيث يأتي بالمواعظ المؤثرة التي توجل لها القلوب وتذرف منها الأعين.
ومنها: أن الإنسان المودع الذي يريد أن يغادر إخوانه ينبغي له أن يعظهم موعظة تكون ذكرى لهم، موعظة مؤثرة بليغة، لأن المواعظ عند الوداع لا تنسى.
ومنها: الوصية بتقوى الله عزوجل، فهذه الوصية هي وصية الله في الأولين والآخرين لقوله تعالى: وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّه [النساء:131].
ومنها:الوصية بالسمع والطاعة لولاة الأمور وقد أمر الله بذلك في قوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء:59]... وهذا الأمر مشروط بأن لا يؤمر بمعصية الله، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة في معصية الله لقول النبي : { إنما الطاعة في المعروف } ومن هنا نتبين الفائدة في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء:59] ... حيث لم يعد الفعل عند ذكر طاعة أولياء الأمور بل جعلها تابعة لطاعة الله ورسوله.
ومن فوائد هذا الحديث: حرص النبي على موعظة أصحابه كما أنه حريص على أن يعظهم أحياناً بتبليغهم الشرع، فهو أيضاً يعظهم مواعظ ترقق القلوب وتؤثر فيها.
ومنها: أن ينبغي للواعظ أن يأتي بموعظة مؤثرة في الأسلوب وكيفية الإلقاء ولكن بشرط ألا يأتي بأحاديث ضعيفة أو موضوعة، لأن بعض الوعاظ يأتي بالأحاديث الضعيفة والموضوعة يزعم بأنها تفيد تحيرك القلوب، ولكنها وإن أفادت في هذا تضر، فقد ثبت عن النبي أنه قال: { من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين }.
ومن فوائد هذا الحديث: أن العادة إذا أراد شخص أن يفارق أصحابه وإخوانه فإنه يعظهم موعظة بليغة، لقوله: { كأنها موعظة مودع }.
ومنها: طلب الوصية من أصحاب العلم.
ومنها: أن لا وصية أفضل ولا أكمل من الوصية بتقوى الله عز وجل، قال تعالى: وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ [النساء:131]، وقد سبق شرحها , وقد سبق شرحها.
ومنها: الوصية بالسمع والطاعة لولاة الأمور وإن كانوا عبيداً لقوله : { والسمع والطاعة وإن تأمر عليك عبدٌ } لأن السمع والطاعة لهم تنتفي به شرور كثيرة وفوضى عظيمة.
ومن فوائد الحديث: ظهور آية من آيات الرسول حيث قال: { من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً } والذين عاشوا من الصحابة رأوا اختلافاً كثيراً كما يعلم ذلك من التاريخ.
ومن فوائد الحديث: لزوم التمسك بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام لا سيما عند الاختلاف والتفرق ولهذا قال: { فعليكم بسنتي }.
ومنها: أنه ينبغي التسمك الشديد حتى يعض عليها بالنواجذ، لئلا تفلت من الإنسان.
ومن فوائد الحديث: التحذير من محدثات الأمور، والمراد بها المحدثات في الدين، وأما ما يحدث في الدنيا فينظر فيه إذا كان فيه مصلحة فلا تحذيرمنه، أما ما يحصل في الدين فإنه يجب الحذر منه لما فيه التفرق في دين الله، والتشتت وتضيع الأمة بعضها بعضاً.
ومن فوائد الحديث: أن كل بدعة ضلالة، وأنه ليس في البدع ما هو مستحسن كما زعمه بعض العلماء، بل كل البدع ضلالة فمن ظن أن البدعة حسنة فإنها لا تخلو من أحد أمرين: إما أنها ليست بدعة وظنها الناس بدعة، وإما أنها ليست حسنة وظن هو أنها حسنة، وأما أنتكون بدعة وحسنة فهذا مستحيل بقول النبي : { فإن كل بدعة ضلالة }.

ميرغني س. محمد (تيتاوي) غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
 
 
 
قديم 14-08-2009, 03:42 PM   #29
 

افتراضي

الحديث التاسع والعشرون: أبواب الخير

عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال: قلت: يا رسول الله ! أخبرني بعملٍ يدخلني الجنه ويباعدني عن النار، قال: { لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه: تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت } ثم قال: { ألا أدلك على أبواب الخير ؟: الصوم جنة، والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل } ثم تلا: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ حتى بلغ يَعْمَلُونَ [السجدة:17،16] ثم قال: { ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ } قلت: بلى يا رسول الله، قال: { رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد }. ثم قال: { ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ } فقلت: بلى يا رسول الله ! فأخذ بلسانه وقال: { كف عليك هذا }، قلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال: { ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على وجوههم – أو قال : (على مناخرهم ) - إلا حصائد ألسنتهم ؟! }.
[رواه الترمذي:2616، وقال: حديث حسن صحيح].



عن معاذ بن جبل قال: قلت: ( يا رسول الله أخبرني عن عمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار ) الجنة هي الدار التي أعدها الله عزوجل لعباده المتقين، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، والنار هي الدار التي أعدها الله عز وجل للكافرين، وفيها من العذاب الشديد ما هو معلوم في الكتاب والسنة، سأل عن هذا الأمر لأنه أهم شيء عنده وينبغي لكل مؤمن أن يكون هذا أهم شيء عنده، أن يدخل الجنة ويباعد عن النار.

وهذا هو غاية الفوز لقوله تعالى: فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ [ال عمران:185] فقال النبي : { لقد سألت عن عظيم } أي شيء ذي عظمة وهو الفوز بالجنة والنجاة من النار ولكن قال: { وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه } ويحتمل أن يكون قوله: { عن عظيم } عن العمل الذي يدخل الجنة ويباعده عن النار { وإنه } أي ذلك العمل { ليسير عن من يسره الله تعالى عليه } أي سهل على من سهله الله عليه ثم فصل له ذلك بقوله: { تعبد الله ولا تشرك به شيئاً } وعبادة الله سبحانه وتعالى هي القيام بطاعته امتثالاً لأمره واجتناباً لنهيه مخلصاً له { لا تشرك به شيئاً } أي لا ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً، لأنه من شرط العبادة والإخلاص له عزوجل.

والأمر الثاني: من العمل الذي يدخل الجنة ويباعد عن النار إقامة الصلاة حيث قال: { وتقيم الصلاة } ومعنى إقامتها أن تأتي بها مستقيمة تامة الأركان والواجبات والشروط وتكميلها بمكملاتها.

الأمر الثالث: { وتؤتي الزكاة } وهي المال الذي أوجبه الله عز وجل يخرجه الإنسان من أموال معينة بشروط معروفة إلى أهلها المستحقين لها، وهذا معروف في كتب العلماء رحمهم الله.

الأمر الرابع: أي شهر رمضان وهو أيضاً معلوم والصوم هو التعبد لله تعالى بالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.

الأمر الخامس: { وتحج البيت } أي تقصد البيت الحرام وهو الكعبة لأداء المناسك.

وهذه أركان الإسلام الخمسة، تعبد الله لا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت.

وشهادة أن محمداً رسول الله داخلة في شهادة أن لا إله إلا الله إذا لم تذكر معها، لأن شهادة أن لا إله إلا الله معناها لا معبود حق إلا الله ومن عبادة الله التصديق برسوله واتباعه.

ثم قال أي النبي : { ألا أدلك على أبواب الخير؟ } يعني على ما تتوصل به إلى الخير، كأنه قال نعم، فقال النبي : { الصوم جُنة } يعني أنه وقاية يقي من المعاصي في حال الصوم ويقيه من النار يوم القيامة ثم قال : { والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار } الصدقة: هي بذل المال للفقير المحتاج تقرباً لله سبحانه وتعالى وتقرباً وإحساناً إلى الفقير وهذه الصدقة تطفئ الخطيئة، أي ما أخطأ به الإنسان من ترك واجب أو فعل محرم { كما يطفئ الماء النار } وكلنا يعرف أن إطفاء الماء للنار لا يبقي من النار شيئاً، كذلك الصدقة لا تبقي من الذنوب شيئاً.

{ وصلاة الرجل في جوف الليل } أي تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وجوف الليل وسطه وأفضل صلاة الليل النصف الثاني أو ثلث الليل بعد النصف الأول وقد كان داود عليه السلام ينام نصف اللي ويقوم ثلثه وينام سدسه ثم قرأ: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُون*فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونََ [السجدة:17،16].. قرأها استشهاداً بها، و الاية كما هو ظاهر فيها أنها تتجافى جنوبهم عن المضاجع يعني للصلاة في الليل وينفقون مما رزقهم الله وهاتان هما الصدقة وصلاة الليل اللتان ذكرها رسول الله في هذا الحديث.

ثم قال : { ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ } قلت بلى يا رسول الله، قال: { رأس الأمر الإسلام } يعني الشأن الذي هو أعظم الشئون ورأسه الإسلام يعلو ولا يعلى عليه وبالإسلام يعلو الإنسان على شرار عباد الله من الكفار والمشركينوالمنافقين، { وعموده } أي عمود الإسلام { الصلاة } لأن عمود الشيء ما يبنى عليه الشيء ويستقيم به الشيء ولا يستقيم إلا به وإنما كانت الصلاة عمود الإسلام، لأن تركها يخرج الإنسان من الإسلام إلى الكفر والعياذ بالله { وذروة سنامه الجهاد } في سبيل الله والسنام ما علا ظهر البعير وذروة أعلاه وإنما ذروة سنام الإسلام الجهاد في سبيل الله، لأن به يعلو المسلمون على أعدائهم.

ثم قال : { ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ } أي بما به ملاك هذا الأمر كله، فقلت بلى يا رسول الله فأخذ بلسانه وقال: { كف عليك هذا } يعني لا تطلقه بالكلام لأنه خطر، ( قلت يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم؟ ) هذه جملة استفهامية والمعنى هل نحن مؤاخذون بما نتكلم به ؟

فقال النبي : { ثكلتك أمك } أي فقدتك حتى كانت ثكلى من فقدك، وهذه الجملة لا يراد بها معناها، وإنما يراد بها الحث والإغراء، على فهم ما يقال، فقال: { ثكلتك أمك، وهل يكب الناس في النار على وجوههم } أو قال: { على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ؟ }، أوهنا للشك من الراوي هل قال النبي : { على وجوههم } أو قال: { على مناخرهم إلاحصائد ألسنتهم } أي إلا ما تحصد ألسنتهم من الكلام والمعنى أن اللسان إذا أطلقه الإنسان كان سبباً أن يُكب على وجهه في النار والعياذ بالله.


وهذا الحديث فيه فوائد كثيرة:

حرص الصحابة رضي الله عنهم على الأعمال التي تدخلهم الجنة وتباعدهم من النار وأن هذا هو أهم شيء عندهم ولهذا سأل معاذ بن جبل النبي عن عمل يدخله الجنة ويباعده عن النار.

ومنها: إثبات الجنة والنار وهما الآن موجودتان وهما لا يفنيان أبداً.

ومنها: بيان أن سؤال معاذ بن جبل عظيم لأن عوضه عظيم والعوض على قدر المعوض ولهذا قال رسول الله : { لقد سألت عن عظيم } أي سألت عن عمل عظيم بدليل ما ترتب عليه من جزاء.

ثم بيّن النبي أن هذا الشيء العظيم يسير على من يسره الله عليه، فيستفاد من هذا أنه ينبغي للإنسان أن يلجأ إلى الله عزوجل في طلب تيسير الأمور وليعلم أن من أسباب تيسير الله تقوى الله لقوله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4].

ومن فوائد هذا الحديث: أن أول شيء وأعظمه توحيد الله عزوجل والإخلاص لله لقوله: { تعبد الله ولا تشرك به شيئاً }.

ومن فوائد هذا الحديث: أهمية الصلاة لأن الرسول ذكرها بعد الإخلاص فإن قال قائل: أين الشهادةالثانية ؟ شهادة أن محمداً رسول الله، قلنا: إنها معلومة من قوله: { تعبد الله لا تشرك به شيئاً } وسبق بيان ذلك.

ومن فوائد الحديث: تقديم الزكاة على الصوم لأنها آكد.

ومن فوائد الحديث: تقديم الصوم على الحج لأنه يتكرر كل عام بخلاف الحج فإنه لا يجب إلا في مرة في العمر.

ومن فوائد الحديث: الإشارة في هذه الجملة إلى أركان الإسلام الخمسة { تعبد الله لا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت }.

ومن فوائد الحديث: عرض المسألة على الطالب بالتشويق لقوله: { ألا أدلك على أبواب الخير ؟ }.

ومن فوائد الحديث: أن للخير أبواباً وهذه الأبواب لها مداخل وهو يشبه قول الرسول : { الإيمان بضع وسبعون شعبة }.

ومن فوائد الحديث: أن الصوم جنة، أي مانع للصائم من اللغو والرفث ومن قول الزور والعمل به والجهل، وهو أيضاً جنة للصائم من النار يقيه النار لقوله تعالى: { الصوم لي وأنا أجزي به }.

ومن فوائد الحديث: فضيلة الصدقة لقوله : { والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار }.

ومن فوائد هذا الحديث: أن صلاة الرجل في جوف الليل تطفئ الخطيئة لقول النبي : { والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلاة الرجل في جوف الليل }.

ومن فوائد الحديث: أن النبي يستدل بالقرآن لأنه تلى قوله تعالى: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُون*فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونََ [السجدة:17،16].

ومن فوائد هذا الحديث: أن النبي يعرض المسائل بصيغة الاستفهام لتنبيه المخاطب كما مر في هذا الحديث.

ومن فوائد هذا الحديث: { أن الأمر } أي شأن الخلق له رأس وله عمود وله ذروة سنام { فرأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة } يعني عمود الإسلام الصلاة، { وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله }.

ومن فوائد هذا الحديث: أن تارك الصلاة كافر لقوله : { وعموده }أي عمود الإسلام { الصلاة } ومعلوم أن العمود إذا سقط سقط البنيان وهذا القول الراجح من أقوال أهل العلم بأدلة من كتاب الله وسنة رسوله وأقوال الصحابة وقد بينا ذلك في رسالة لنا في هذا الأمر.

ومن فوائد هذا الحديث: أن الجهاد في سبيل الله فيه علو الإسلام ورفعته لقوله: { ذروة سنامه الجهاد }.

ومن فوائد هذا الحديث: أن الذي يملك هذا كله هو حفظ اللسان لقوله : { ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ } فقلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلساني وقال: { كف عليك هذا }.

ومن فوائد هذا الحديث: جواز التعليم بالإشارة، لأنه أخذ بلسان نفسه وقال: { كف عليك هذا }.

ومن فوائد هذا الحديث: خطر اللسان على الإنسان لقوله : { ثكلتك أمك، وهل يكب الناس في النار على وجوههم } أو قال: { على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ؟! }.

ومن فوائد هذا الحديث: تحري ما نقل في الحديث من أقوال رسول الله حيث قال: { على وجوههم أو على مناخرهم }، وهذا يدل على الأمانة التامة في نقل الحديث، والحمد لله.

ميرغني س. محمد (تيتاوي) غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
 
 
 
قديم 14-08-2009, 03:43 PM   #30
 

افتراضي

الحديث الثلاثون: الوقوف عند حدود الشرع

عن أبي ثعلبة الخشني جرثوم بن ناشر رضي الله عنه، عن رسول الله ، قال: { إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدوداً فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمةً لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها }.

[حديث حسن، رواه الدارقطني في سننه:4/ 184، وغيره].



قوله : { إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها } أي: أوجب إيجاباً حتمياً على عباده فرائض معلومة ولله الحمد كالصلوات الخمس والزكاة والصيام والحج وبر الوالدين وصلة الأرحام وغيرذلك.
{ فلا تضيعوها } أي: لا تهملوها إما بالترك أو بالتهاون أو ببخسها أو نقصها.
{ وحد حدوداً } أي: أوجب واجبات وحددها بشروط وقيود.
{ فلا تعتدوها } أي: لا تتجاوزوها.
{ وحرم أشياء فلا تنتهكوها } حرم أشياء مثل الشرك وعقوق الوالدين وقتل النفس التي حرمها الله إلا بالحق والخمر والسرقة وأشياء كثيرة.
{ فلا تنتهكوها } أي: فلا تقعوا فيها، فإن وقوعكم فيها انتهاك لها.
{ وسكت عن أشياء } أي: أي لم يفرضها ولم يوجبها ولم يحرمها.
{ رحمةً بكم } من أجل الرحمة والتخفيف عليكم.
{ غير نسيان } فإن الله تعالى لا ينسى كما قال موسى عليه الصلاة والسلام: لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى [طه:52] فهو تركها جل وعلا رحمةً بالخلق، وليس نسيان لها.
{ فلاتسألوا عنها } أي: لا تبحثوا عنها.
فوائد هذا الحديث:
حسن بيان الرسول ، حيث ساق الحديث بهذا التقسيم الواضح البين.
ومن فوائد هذا الحديث: أن الله تعالى فرض على عباده فرائض أوجبها عليهم على الحتم واليقين، والفرائض قال أهل العلم: أنها تنقسم إلى قسمين: فرض كفاية، وفرض عين. فأما فرض الكفاية: فإنه ما قصد فعله بقطع النظر عن فاعله، وحكمه إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين، وفرض العين هو: ما قصد به الفعل والفاعل ووجب على كل أحد بعينه.
فأما الأول: فمثله الآذان والإقامة وصلاة الجنازة وغيرها.
وأما الثاني: فمثل الصلوات الخمس والزكاة والصوم والحج.
وقوله: { وحد حدوداً } أي: أوجب واجبات محددة ومعينة بشروطها.
فيستفاد من هذا الحديث: أنه لا يجوز للانسان أن يتعدى حدود الله، ويتفرع من هذه الفائدة أنه لا يجوز المغالاة في دين الله، ولهذا أنكر النبي على الذين قال أحدهم: ( أنا أصوم ولا أفطر )، وقال الثاني: ( أنا أقوم ولا أنام )، وقال الثالث: ( أنا لا أتزوج النساء ) أنكر عليهم وقال: { وأما أنا فأصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني }.
ومن فوائد الحديث: تحريم انتهاك المحرمات لقوله: { فلا تنتهكوها } ثم إن المحرمات نوعان كبائر وصغائر:
فالكبائر: لا تغفر إلا بالتوبة، والصغائر: تكفرها الصلاة والحج والذكر وما أشبه ذلك
ومن فوائد الحديث: أن ما سكت الله عنه فهو عفو، فإذا أشكل علينا حكم الشي هل هو واجب أم ليس بواجب ولم نجد له أصلاً في الوجوب؛ فهو مما عفا الله عنه، وإذا شككنا هل هذا حرام أم ليس حراماً وهو ليس أصله التحريم؛ كان هذا أيضاً مما عفا الله عنه.
ومن فوائد الحديث: إنتفاء النسيان عن الله عز وجل، وهذا يدل على كمال علمه وأن الله عز وجل بكل شئ عليم فلا ينسى ما علم ولم يسبق علمه جهلاً، بل هو بكل شئ عليم أزلاً وأبداً.
ومن فوائد الحديث: أنه لا ينبغي في البحث والسؤال إلا ما دعت إليه الحاجة، وهذا في عهد النبي ؛ لأنه عهد التشريع ويخشى أن أحداً يسأل عن شئ لم يجب فيوجبه من أجل مسألته أو لم يحرم فيحرم من أجل مسألته ولهذا نهى النبي عن البحث عنها فقال: { فلا تبحثوا عنها }.

ميرغني س. محمد (تيتاوي) غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
 
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:41 AM.


فهم أصول وتاريخ منتديات الملوك

تعتبر منتديات "الملوك" أحد المظاهر البارزة في المجتمعات العربية عبر الإنترنت، حيث تُعد منصة افتراضية لتبادل الآراء والمعرفة بين أفراد مختلفين من جميع أنحاء العالم العربي. تحمل هذه المنتديات تاريخًا غنيًا وأصولًا عميقة، وتساهم في تشكيل الحوارات الرقمية والتواصل الثقافي بين الأفراد. يهدف هذا المقال إلى فهم أصول وتطور هذه المنتديات ودورها في بناء المجتمعات الافتراضية العربية.

أصول منتديات "الملوك": تعود جذور منتديات "الملوك" إلى فترة مبكرة من تطور الإنترنت في العالم العربي، حيث بدأت الحاجة إلى منصات تفاعلية تسمح للأفراد بالتواصل وتبادل الآراء والمعلومات. بدأت هذه المنتديات كمبادرات مجتمعية بسيطة، ولكنها سرعان ما نمت لتصبح مساحات حوار شاملة تجمع بين أفراد مهتمين بمواضيع مختلفة.

تطور التاريخي: شهدت سنوات التطور المبكرة لمنتديات "الملوك" نموًا ملحوظًا في عدد الأعضاء وتنوع المحتوى. بدأت المناقشات تتنوع بين المواضيع الاجتماعية والثقافية والسياسية والدينية وغيرها، مما أدى إلى تعزيز التواصل وتبادل الخبرات بين المشاركين. مع تطور تكنولوجيا الإنترنت، أصبح من السهل الوصول إلى المنتديات والمشاركة فيها، مما دفع بمزيد من الأفراد إلى الانضمام إلى هذه المجتمعات الرقمية.

أثر المنتديات على الثقافة الرقمية: تلعب منتديات "الملوك" دورًا حيويًا في تشكيل الثقافة الرقمية في العالم العربي، حيث تسهم في تعزيز التواصل وتبادل المعرفة وتشجيع الحوار البناء. تعتبر هذه المنتديات مكانًا للتعبير عن الآراء بحرية، وتعزيز التواصل الثقافي بين الأفراد من خلفيات ومناطق مختلفة. بالإضافة إلى ذلك، تشكل المنتديات مساحة للتعرف على وجهات النظر المتنوعة والتعلم من تجارب الآخرين، مما يعزز الفهم المتبادل والتعاون الثقافي.

التحديات والجدل: على الرغم من أهمية منتديات "الملوك"، إلا أنها تواجه تحديات متعددة، بما في ذلك الصعوبات في إدارة المحتوى وحل النزاعات وضمان الأمان الرقمي. قد تتعرض هذه المنتديات أيضًا للانتقادات بسبب انتشار المعلومات غير الموثقة أو التحريضية، مما يؤثر على سمعتها وشعبيتها.

التطلعات المستقبلية: رغم التحديات، يتوقع أن تستمر منتديات "الملوك" في النمو والتطور في المستقبل، خاصة مع تطور تكنولوجيا الإنترنت وزيادة الوعي الرقمي بين الأفراد. من المهم تعزيز الحوار البناء والتعاون المشترك بين المشاركين في هذه المنتديات، وتعزيز التوجه نحو الرقمنة والتكنولوجيا الحديثة في تقديم الخدمات وتحسين تجربة المستخدم.

تُعتبر منتديات "الملوك" أحد أهم الأدوات في بناء المجتمعات الرقمية العربية، حيث تسهم في تشكيل الحوارات الثقافية وتعزيز التواصل الاجتماعي وتبادل المعرفة. يجب على الأفراد المشاركين العمل معًا للمحافظة على هذه المنتديات كمساحات آمنة ومثيرة للاهتمام للتفاعل والتعلم والتواصل.

تطور وتنوع المواضيع في منتديات الملوك: نافذة على التنوع الثقافي والاجتماعي في العالم العربي

تعتبر منتديات الملوك منصة رقمية فريدة في العالم العربي، حيث تجتمع فيها مختلف الأفكار والآراء لتشكيل حوارات مثيرة ومفيدة. يتنوع محتوى هذه المنتديات بين المواضيع الثقافية والسياسية والاقتصادية والدينية، مما يعكس تنوع المجتمع وتعدد الهويات في العالم العربي. يهدف هذا المقال إلى استكشاف تطور وتنوع المواضيع المطروحة في منتديات الملوك، ودور هذا التنوع في تعزيز الحوارات وتحقيق التواصل الثقافي.

تطور المواضيع في المنتديات: شهدت منتديات الملوك تطورًا ملحوظًا في المواضيع المطروحة على مر السنين. بدأت المناقشات بالتركيز على المواضيع الثقافية والأدبية، مثل الشعر والأدب والتاريخ، ومن ثم توسعت لتشمل المواضيع السياسية والاجتماعية والدينية والعلمية. مع تطور التكنولوجيا وتوسع نطاق الإنترنت، زادت تنوع المواضيع واتسعت دائرة المشاركة.

تنوع المواضيع وتعدد الهويات: يعكس تنوع المواضيع المطروحة في منتديات الملوك تعدد الهويات والثقافات في العالم العربي. تجد في هذه المنتديات مواضيع تتناول قضايا الهوية العربية والتراث الثقافي، بجانب المواضيع الحديثة والعصرية التي تتناول التطورات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية. يعكس هذا التنوع غنى وتعدد المجتمع العربي، ويعزز التفاعل والتبادل الثقافي بين أفراده.

أثر التنوع على الحوارات الثقافية: يسهم تنوع المواضيع في منتديات الملوك في إثراء الحوارات الثقافية وتوسيع آفاق المشاركين. فمن خلال تبادل وجهات النظر المتنوعة، يتم تعزيز التفاهم والتسامح وتقبل الآخر. يمثل هذا النوع من الحوارات بيئة مثلى لنقل المعرفة وتبادل الخبرات بين الأفراد، مما يعزز التطور الثقافي والاجتماعي في المجتمع العربي.

التحديات والفرص: على الرغم من أهمية تنوع المواضيع في منتديات الملوك، إلا أنه يواجه تحديات عديدة مثل التطرف والتحريض ونشر المعلومات الكاذبة. يتطلب الحفاظ على هذا التنوع التحديث المستمر لسياسات المنتديات وتشجيع الحوار البناء والتعاون بين المشاركين. بالتالي، يمكن أن يكون التنوع في المواضيع فرصة لتحقيق التغيير الإيجابي وتعزيز التعايش السلمي في المجتمع العربي.

تشكل منتديات الملوك مساحة رقمية هامة لتبادل الآراء والمعرفة في العالم العربي. يعكس تنوع المواضيع المطروحة فيها تعدد الهويات والثقافات، ويسهم في تعزيز التفاعل والتبادل الثقافي بين أفراد المجتمع. من المهم الاستفادة من هذه الفرصة لتعزيز الحوارات البناءة وتحقيق التقدم والتطور في المجتمع العربي.

دور منتديات الملوك في بناء المجتمع الرقمي العربي: تحليل شامل وتقييم للتأثير تعتبر منتديات الملوك من أبرز الظواهر الرقمية في المجتمع العربي، حيث تشكل مساحة هامة لتبادل الأفكار والخبرات والمعرفة بين أفراد متنوعين. يُعتبر دور هذه المنتديات في بناء المجتمع الرقمي العربي ذا أهمية بالغة، حيث تسهم في تعزيز التواصل الاجتماعي، وتعميق الحوارات الثقافية، وتحفيز التفكير النقدي. يهدف هذا المقال إلى استعراض دور منتديات الملوك في بناء المجتمع الرقمي العربي، وتحليل تأثيرها على الثقافة الرقمية والتفاعل الاجتماعي.

التواصل وتبادل الخبرات: تُعتبر منتديات الملوك مكانًا مثاليًا لتواصل الأفراد وتبادل الخبرات والمعرفة. من خلال هذه المنصة، يمكن للمستخدمين طرح الأسئلة، والمناقشة في المواضيع المختلفة، والحصول على إجابات وآراء من أشخاص آخرين لديهم خبرات متنوعة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأعضاء أن يقدموا المشورة والدعم لبعضهم البعض، مما يساهم في بناء مجتمع رقمي تعاوني ومترابط.

تعزيز الثقافة الرقمية: تساهم منتديات الملوك في تعزيز الثقافة الرقمية في المجتمع العربي من خلال منصة للتفاعل الفعّال بين الأفراد. يتم طرح مواضيع متنوعة تشمل الثقافة والتاريخ والأدب والعلوم والتكنولوجيا، مما يسهم في توسيع آفاق المستخدمين وتحفيزهم على استكشاف مجالات جديدة من المعرفة. كما تُعد هذه المنتديات مكانًا لتبادل الآراء والتجارب حول الثقافة العربية وتعزيز التفاهم والتسامح بين الأعضاء.

تحفيز التفكير النقدي: يساهم دور منتديات الملوك في تحفيز التفكير النقدي لدى أفراد المجتمع الرقمي العربي. يتم تناول المواضيع الساخنة والجدلية، ويُشجع الأعضاء على التعبير عن آرائهم بحرية ومناقشة القضايا بشكل مباشر. هذا يعمل على توسيع آفاق الأفراد وتطوير مهاراتهم في التفكير النقدي واتخاذ القرارات المدروسة.

تحقيق التواصل الاجتماعي: تُعد منتديات الملوك مكانًا مثاليًا للتواصل الاجتماعي في المجتمع الرقمي العربي، حيث يتم بناء علاقات وصداقات جديدة بين الأعضاء. يمكن للمنتديات أن تكون منصة لتنظيم الفعاليات والنشاطات الاجتماعية التي تعزز التواصل بين الأفراد وتعزز الانتماء إلى المجتمع الرقمي.

باعتبارها مساحة رقمية ديناميكية، تُعد منتديات الملوك أداة قوية في بناء المجتمع الرقمي العربي. تساهم في تعزيز التواصل الاجتماعي، وتعميق الحوارات الثقافية، وتحفيز التفكير النقدي، وتعزيز التواصل الاجتماعي بين الأفراد. لذلك، يجب على المستخدمين والمشرفين في هذه المنتديات أن يستمروا في دعم هذه البيئة الرقمية الإيجابية وتعزيز دورها في بناء مجتمع رقمي مزدهر في العالم العربي.

تحديات وفرص تطوير منتديات الملوك في المستقبل: رؤية لتعزيز المجتمع الرقمي العربي

منتديات الملوك تعتبر منصة حوارية رقمية هامة في المجتمع العربي، حيث تسهم في تبادل الأفكار والمعرفة وتعزيز التواصل الاجتماعي. ومع تطور التكنولوجيا وزيادة انتشار الإنترنت، يواجه منتديات الملوك مجموعة من التحديات والفرص التي يجب التعامل معها بشكل فعال لضمان تطويرها المستدام في المستقبل. في هذا المقال، سنستعرض بعض التحديات والفرص التي تواجه منتديات الملوك وسبل التعامل معها لتحقيق التطور والنجاح في المستقبل.

التحديات التقنية: تعتبر التحديات التقنية واحدة من أبرز التحديات التي تواجه منتديات الملوك في المستقبل، حيث يجب مواكبة التطور التكنولوجي المستمر وتحسين تجربة المستخدمين. من بين هذه التحديات يمكن ذكر الحاجة إلى تحسين أداء المنتديات، وتوفير واجهات مستخدم جذابة وسهلة الاستخدام، وتطوير تقنيات الأمان لحماية بيانات المستخدمين.

التحديات الثقافية: تتمثل التحديات الثقافية في تعدد اللغات والثقافات في المجتمع العربي، مما يتطلب توجيه جهود لتعزيز التفاهم والتعايش الثقافي بين مختلف الأفراد. يجب على منتديات الملوك تطوير استراتيجيات لجذب المشاركين من مختلف الثقافات وتوفير بيئة ملائمة للتفاعل وتبادل الآراء بينهم.

التحديات في مجال الإدارة والتشغيل: تتضمن التحديات في مجال الإدارة والتشغيل ضرورة تطوير أنظمة إدارة فعالة تتيح للمشرفين إدارة المنتديات بكفاءة ومرونة. كما يتعين على المنتديات التحديث المستمر لسياسات الاستخدام وتطبيق القوانين بشكل عادل ومنصف.

الفرص للتطوير: رغم التحديات، فإن هناك فرصًا كبيرة لتطوير منتديات الملوك وتعزيز دورها في المجتمع الرقمي العربي. يمكن استغلال التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات لتحسين تجربة المستخدمين وتوجيه المحتوى بشكل أكثر دقة وفاعلية.

الاستثمار في التعليم والتوعية: تشكل التعليم والتوعية بشأن استخدام المنتديات بشكل آمن ومسؤول فرصة هامة لتعزيز مستوى الوعي والمشاركة الفعّالة للأعضاء. يمكن تطوير برامج تدريبية وحملات توعية للتأكيد على أهمية السلوك الرقمي الإيجابي ومكافحة التحريض والتطرف على الإنترنت.

يتطلب تطوير منتديات الملوك في المستقبل التعامل بشكل فعّال مع التحديات والاستفادة من الفرص المتاحة. يجب الاستمرار في تحسين التقنيات والتوجيه نحو تعزيز التفاعل الاجتماعي والثقافي، بالإضافة إلى تطوير سياسات إدارة فعّالة تضمن استمرارية نجاح المنتديات في المستقبل.

استراتيجيات التفاعل والمشاركة في منتديات الملوك: دليل شامل لتعزيز التفاعل الاجتماعي والثقافي

تعتبر منتديات الملوك مساحة هامة لتبادل الأفكار والمعرفة في المجتمع العربي، ولكن الفاعلية في المنتديات تعتمد بشكل كبير على مدى التفاعل والمشاركة بين أعضائها. يهدف هذا المقال إلى استعراض استراتيجيات التفاعل والمشاركة في منتديات الملوك، وتقديم دليل شامل لتحقيق تفاعل أكبر ومشاركة أفضل في هذه المنصات الرقمية الهامة.

فهم الجمهور واحتياجاته: أول خطوة في وضع استراتيجيات التفاعل والمشاركة هي فهم الجمهور المستهدف للمنتدى واحتياجاتهم. يجب أن تتضمن هذه الخطوة تحليلًا دقيقًا لسلوكيات المستخدمين واهتماماتهم المختلفة، وذلك من خلال دراسة البيانات واستطلاعات الرأي والتفاعل المباشر مع الأعضاء.

تحفيز التفاعل الاجتماعي: تعتمد نجاح المنتديات بشكل كبير على مستوى التفاعل الاجتماعي بين الأعضاء. يمكن تحفيز التفاعل من خلال إنشاء مواضيع مثيرة للاهتمام والتحفيز للمناقشة، والتفاعل النشط مع التعليقات والمشاركات، وتنظيم فعاليات وأنشطة تشجع على المشاركة الفعالة.

تشجيع المشاركة المتنوعة: يجب تشجيع المشاركة المتنوعة من خلال توفير منصة متنوعة للمواضيع والمواهب. يمكن تحقيق ذلك من خلال إطلاق تحديات ومسابقات متنوعة، وإتاحة فرص لعرض الأعمال الإبداعية والمشاركة في مناقشات متعددة الجوانب.

توفير بيئة آمنة ومحترمة: يجب أن تكون المنتديات بيئة آمنة ومحترمة لجميع الأعضاء، حيث يشعرون بالراحة للتعبير عن آرائهم دون خوف من الانتقاد أو التحرش. يتعين على المشرفين تطبيق سياسات صارمة للحفاظ على الاحترام والمسؤولية في المنتديات.

تشجيع التعاون والتفاعل البناء: يعتبر التعاون والتفاعل البناء أساسًا في نجاح المنتديات. يمكن تحقيق ذلك من خلال تشجيع المشاركين على تبادل المعرفة والخبرات، ومساعدة بعضهم البعض في حل المشاكل والاستفسارات، والمشاركة في المشروعات والفعاليات المشتركة.

تقديم المكافآت والتكريم: تعتبر المكافآت والتكريم وسيلة فعالة لتشجيع المشاركة الفعّالة في المنتديات. يمكن تقديم جوائز للأعضاء الأكثر تفاعلاً وإبداعًا، وتكريمهم عند تحقيق إنجازات معينة، مما يعزز شعورهم بالانتماء والتقدير.

الاستثمار في التحسين المستمر: يجب أن تكون المنتديات عملية مستمرة للتحسين والتطوير، استجابةً لاحتياجات الأعضاء وتطلعاتهم. يجب على الإدارة العمل على تحسين تجربة المستخدمين وتوفير المزيد من الخدمات والميزات المفيدة بناءً على ردود الفعل والاقتراحات.

تعتبر استراتيجيات التفاعل والمشاركة أساسية لضمان نجاح واستمرارية منتديات الملوك في المستقبل. من خلال تبني الاستراتيجيات المناسبة والاستماع لملاحظات الأعضاء، يمكن تعزيز التفاعل والمشاركة وبناء مجتمع رقمي فعال ومزدهر.

تأثير منتديات الملوك في تبادل المعرفة والخبرات: قوة التواصل الرقمي في بناء مجتمع المعرفة العربي

تعتبر منتديات الملوك أحد أهم الوسائل الرقمية التي تسهم في تبادل المعرفة والخبرات في المجتمع العربي. فهي تمثل منصة مثالية للتواصل والتفاعل بين أفراد متنوعين من خلفيات ثقافية ومهنية مختلفة. يهدف هذا المقال إلى استكشاف تأثير منتديات الملوك في تبادل المعرفة والخبرات، ودورها في تعزيز ثقافة المشاركة وبناء مجتمع المعرفة العربي.

تعزيز ثقافة المشاركة: تلعب منتديات الملوك دورًا هامًا في تعزيز ثقافة المشاركة في المجتمع العربي، حيث توفر منصة مفتوحة للتواصل والتفاعل بين الأعضاء. يمكن للمستخدمين طرح الأسئلة ومشاركة الخبرات والمعرفة في مجالات مختلفة، مما يعزز التفاعل الاجتماعي ويشجع على التعلم المستمر.

توفير فرص التعلم والتطوير: تعد منتديات الملوك مصدرًا غنيًا بالمعرفة والخبرات، حيث يمكن للأعضاء تبادل المعلومات والتجارب والنصائح في مجالات متعددة. هذا يوفر فرصًا للتعلم والتطوير المستمر، سواء في المجالات العلمية والتقنية أو الثقافية والفنية.

توسيع دائرة الاتصالات الاجتماعية: تسهم منتديات الملوك في توسيع دائرة الاتصالات الاجتماعية للأفراد، حيث يمكن للأعضاء التواصل مع أشخاص من مختلف الثقافات والبلدان والمجالات المهنية. يعزز هذا التواصل التبادل الثقافي والتفاهم المتبادل، مما يثري تجربة الأفراد ويفتح آفاقًا جديدة للتعلم والتطوير.

تعزيز التفاعل الاجتماعي والتعاون: تشجع منتديات الملوك على التفاعل الاجتماعي الفعّال والتعاون بين الأعضاء من خلال المناقشات والمشاركات المتنوعة. يمكن للمستخدمين أن يتعاونوا في حل المشاكل وتبادل الخبرات، مما يعزز روح التعاون والمساعدة المتبادلة.

تحفيز الابتكار والإبداع: تعتبر منتديات الملوك بيئة مثالية لتحفيز الابتكار والإبداع، حيث يمكن للأعضاء تبادل الأفكار والمشاريع الجديدة والحصول على تعليقات واقتراحات بناءة. يعزز هذا التبادل الإبداعي التطور والتقدم في مختلف المجالات.

توفير فرص الشبكة الاجتماعية والمهنية: تساهم منتديات الملوك في توفير فرص للشبكة الاجتماعية والمهنية للأعضاء، حيث يمكن للمشاركين بناء علاقات جديدة وتوسيع شبكاتهم الاجتماعية والمهنية. يمكن لهذه العلاقات أن تفتح أبوابًا جديدة للفرص الوظيفية والشراكات المستقبلية.

تؤثر منتديات الملوك بشكل كبير في تبادل المعرفة والخبرات في المجتمع العربي، وتلعب دورًا هامًا في بناء مجتمع المعرفة العربي المزدهر. من خلال تعزيز التواصل والتفاعل وتشجيع التعلم والتعاون، يمكن لهذه المنتديات أن تسهم في تعزيز التطور والتقدم في مختلف المجالات.

تأثير المنتديات الاجتماعية الأخرى على شعبية منتديات الملوك: دراسة تحليلية للتنافس والتأثير في المجتمع الرقمي العربي

تعتبر منتديات الملوك من أبرز المنصات الرقمية في المجتمع العربي، ولكن مع تزايد عدد منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، يطرح التساؤل حول تأثير هذه المنصات على شعبية منتديات الملوك. يهدف هذا المقال إلى إجراء دراسة تحليلية لتأثير المنتديات الاجتماعية الأخرى على شعبية منتديات الملوك في المجتمع الرقمي العربي.

المنافسة بين المنصات الاجتماعية: يشهد المجتمع الرقمي العربي تنافسًا شديدًا بين مختلف المنصات الاجتماعية، بما في ذلك منتديات الملوك ومنصات أخرى مثل فيسبوك، تويتر، وإنستغرام. يتنافس هذه المنصات على جذب انتباه المستخدمين وتحقيق أعلى مستويات التفاعل والمشاركة.

تأثير التوجهات الاجتماعية والثقافية: تؤثر التوجهات الاجتماعية والثقافية على اختيار المنصات الاجتماعية التي يفضلها الأفراد. فمن الممكن أن يتغير اتجاه الأفراد نحو استخدام منصات معينة بناءً على الاتجاهات الاجتماعية والثقافية في المجتمع.

التأثير الإعلاني والتسويقي: تعتمد شعبية المنصات الاجتماعية بشكل كبير على حملات التسويق والإعلانات التي تنفذها. يمكن للترويج والإعلانات عبر منصات مثل فيسبوك وإنستغرام أن تلعب دورًا كبيرًا في جذب المستخدمين وزيادة شعبية هذه المنصات.

تأثير الخصوصية والأمان: تؤثر مسائل الخصوصية والأمان على اختيار المستخدمين للمنصات الاجتماعية، حيث يفضل البعض المنصات التي توفر سياسات صارمة لحماية البيانات الشخصية والخصوصية.

تأثير التطور التكنولوجي: يمكن أن يؤثر التطور التكنولوجي على شعبية المنصات الاجتماعية، حيث قد تظهر منصات جديدة تقدم تجارب مستخدم مبتكرة ومثيرة تجذب الأفراد.

المميزات والخدمات المقدمة: تتنافس المنصات الاجتماعية على تقديم مميزات وخدمات تجذب المستخدمين، مثل خدمات البث المباشر والقصص القصيرة والميزات الإبداعية الأخرى.

تظهر دراسة تأثير المنتديات الاجتماعية الأخرى على شعبية منتديات الملوك أن هناك تنافسًا قويًا بين المنصات الاجتماعية، وأن عوامل متعددة تؤثر على اختيار المستخدمين للمنصة المفضلة لديهم. يتطلب هذا التحدي مزيدًا من البحث والدراسة لفهم الديناميات وراء تفضيل المستخدمين للمنصات الاجتماعية معينة وتأثير ذلك على منتديات الملوك وغيرها من المنصات الرقمية في المستقبل.