واوور الحكاوي القديمة ..

انت وين من زمان يا زوول
غايتو غالبني الكلام تب
وما عندي كلام ابلغ من ( كدي فوقك ) يا ريس

شكرا أحمد بنا

هنالك العديد من الموضوعات الطريفة حقا أخي أحمد أرجو أن نبدأ معا في توثيقها، خاصة وأن بنا كانت من المناطق التي أكثر من زياراتها،وحتى الأعراس كنا حضورا في معظمها، وطاحونة مكاوي كانت هي الطاحونة الوحيدة التي نلجأ اليها، وكانت هنالك أشجار التمرهندي بالقرب من الطاحونة كثيرا ما كنت أحاول جني ثمارها
وفي الأمسيات كان عبد النبي من بنا العقبة يتحفنا بأروع الألحان، فقد كان من الماهرين في العزف على الطمبور ، ومن الذين يؤدون الأغنيات الحديثة على الطمبور ، وأذكر ان أغنية (أنا قلى ووا بودل) سمعتها أول مرة منه، وفي ذلك العصر ، كان عازفو الطمبور ما يزالون يرددون أغنيات (ارشدينا ووا آمنه) و (ووا الهي اننينيقي آو، سمتى تالقي أن بيا قوسوا) وهو دعاء بأن يحقق الله المبتغي وييسر الزواج وما شابه، وعند تحول الشباب الى التأثر بالزيدانيات، كانت أغنيات مثل (نتلاقى نتلاقى في الرملة الدقاقة) ، و( انت لمبة ولا رتينا .. انت ساعة والله رتينا) وهلم جرا.. تحية لكافة أهلى في بنا ..
مع خالص مودتي

سيف الدين عيسى مختار
غفر الله له

[QUOTE=سيف الدين عيسى مختار;72151]الأخت الكريمة سميرة طه

لك التحية والتقدير، وشكرا على المرور، والحديث عن الأشجار، وخاصة أشجار اللبخ يقودنا بالضرورة الى نظرة الناس هنالك الى الأشجار وتقديسهم لها، وهنالك حادثة وقعت لي وأنا صغير ما زالت حية في خيالي، فعلى جدول المشروع الزراعي بالزورات هنالك مجموعة من أشجار السيال (القندى) يعتقد الناس أن من يلتقط أغصانها يصاب بضرر كبير كالشلل وغيره من الأمراض.. كنت أسير رفقة أختي بالطريق العام (الميري) فالتقطت أختى بعض الأغصان اليابسة من تحت شجرة القندي، فاذا باحدى قريباتنا تنتزعها بقوة من يد أختى محذرة أياها أن تفعل ذلك ان أرادت السلامة، منذ ذلك الوقت وتلك الصورة في مخيلتي تماثل الشجرة ذات الأنواط التي كان يعبدها العرب في جاهليتهم.
وفي منزل العم مكاوي بغرب بنا (أو في ضيعته على أدق تعبير) كانت تحيط بالمنزل أشجار وارفة الظلال، وكان هو يجلس على أريكته تحت ظلالها في سويعات الأصيل، على كرسي قماش، فاذا رآني في صالة الطاحونة منتظرا دوري في الطحين، كان يناديني (تعال يا ود العمدة) فاستمتع بكاسات الشاي المنعنع والزلابية، ريثما ينتهي الأوسطى (هنتل) وهذا كان اسمه من طحن القمح الذي أحمله. رحم الله العم مكاوي رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته..
أما شجرة اللبخ الكبيرة أمام مسجد الزورات، فيقال أن الشيخ محمد عثمان (أو محمد فقير) عليه رحمة الله تعالى رعاها وأنبتها بماء الوضوء وتعهدها حتى غدت شجرة ضخمة أصولها ثابتة وفروعها مشرأبة الى السماء، واعتقد أن القدسية التي تجدها الأشجار الضخمة أمام مساجد دنقلا تأتي من أنها تسفى مما يهريق عليها من مياه الوضوء فتصبح أشجارا مباركة ظليلة ، ثم انتقلت الأشجار الى منازل العمد والمشايخ حتى تكون مأوى للضيوف الذين لا تخلو منهم منازلهم.
وبالمناسبة .. كان والدي عيسى مختار رحمه الله كثير الترحم والدعاء للعمدة طه عليه رحمة الله، وذلك لأنه العمدة طه جاء زائرا لوالدي في بداية أواسط الأربعينات فوجده منهمكا في تحديد المكان الذي سيقيم فيه منزله، فقال له العمدة طه(ان أردت مشورتي فسأدلك على أفضل موقع تقيم فيه منزلك، فدله على موقع غرب الطريق العام(الميري) ، وما كان الناس وقتها يبنون منازلهم غربي الطريق، ربما لأنهم كانوا يريدون أن يكونوا قرب النيل ما تيسر لهم القرب، ، وبالفعل أخذ والدي بمشورة العمدة طه واكتشف أن ذلكم الموقع من أفضل المواقع .. رحمهم الله جميعا وأسكنهم فسيح جناته ..

سيف الدين عيسى مختار[/
لك الشكر والتقدير اخى الكريم سيف الدين عيسى مختار وانت تسرد لنا علاقة هذه الاشجار الظليلة التى اهتموا بها اهلنا وراعوها حتى اصبحت معالم لبيوتهم ومما اعجبنى ايضا هذه العلاقة الحميمية الجميلة التى كانت تربطهم ببعض مما يدل على طيبة معشرهم رحمهم الله جميعا

أكتب هذه الحكاية وأنا شبه مغمض العينين، أردت أن أعلقها، أو استمدها من الواوور، فالمعذرة ان كانت هنالك بعض الأخطاء المطبعية أو الاملائية، ولو قوة دفع الى الكتابة استمدها من حضوركم البهي في دواخلي لعقلت دابتي التي امتطيها في رحلة القلم ولوضعت اليراع جانبا، لكنها غريزة الواصل معكم تشدني الى المتواليات اللغوية حتى وان استعصت في بعض الأحيان، فلنواصل هذا السفر الجميل معا، فهي حكاياتنا نحن عشناها في يوم من الأيام أو كنا شهودا في مسرحها، ونريد أن نسجلها للذكرى فالذكرى تنفع الذين يأتون من بعد في عالم مختلف، هل هي أنانية منا أن نحاول قدر المستطاع أن نحمل قدرنا، ونمط حياتنا الى الأجيال القادمة؟ أم هي غريزة الحياة ترفض أن تتحول الى النسيان وتصر على أن تبقى حية أبد الأزمان؟ لست أدري، غير أنني متيقن أن الكثير جدا من أحداثها هي عالمية السنه سرمدية الطابع تتكرر على مر الأيام والسنين بأشكال مختلفة، وذلك ما يجعلها ممتعة عبر العصور، على العموم دعنا نكتب ما استطعنا فالأجيال القادمة هي التي ستختار ما يلزمها مما نكتب أو نقول.
في الحكايات التالية سأتحدث عن الزوجات غير السودانيات اللائي ارتبطن بدنقلا بصورة من الصور، وهي حكايات ممتعة. فالماضي لم يكن مثل الحاضر، وكانت الحياة في دنقلا صعبة على من هن لم يتعودن عليها، على سبيل المثال احدى اللبنانيات تزوجت من قرية (أبو فاطمة) في الخمسينات، ولم يكن في القرية بكاملها- كعادة جميع القرى- حمام (أقصد به بيت الماء) الحمام الوحيد كان في الشفخانة التي تبعد كثيرا عن منزلها، فالنساء كن يخرجن في وقت معين كل ليلة ليقصين حاجتهنن، ثم يبقين طوال اليوم، أو هكذا كان يخيل الي، تصوروا المعاناة التي مرت بها تلك المسكينة، قصة أخرى لمصرية تزوجها أحد أبناء الزورات في الخمسينات أيضا وأتى بها الى القرية ثم تركها في منزل ناء في عقبة بين الزورات وبنا ثم عاد هو الى مصر ليواصل عمله في سلاح الحدود، لكن هذه المرأة وزرعت حديقة من النخيل أمام منزلها ، وكانت مثال المرأة الفاضلة ، ولها قصص تعبر بصدق عن احساس الأمومة سنحكيها في الحلقات القادمة ان شاء الله تعالى.
وبهذه المناسبة أحيي المرأة الدنقلاوية على وجه الخصوص، فهي ليست مجرد شريكة تقاسم الحياة، ولكنها انسانة تحمل المسئولية كاملة ، فهي حين يهاجر زوجها، هي التي تحفظ العقاب، تحافظ على الزرع والمواشي، وتحفظ البيت، وتراعي الأطفال ، بل وتراعي والدا الزوج أيضا فتكون هي التي تسهر على راحتهم وتمرضهم وتقوم كافة أمورهم، فلها مني التحية مثنى وثلاث ورباع والى أن نلتقى في حلقات هذا الموضوع المهم أترككم في رعاية الله وحفظه..

سيف الدين عيسى مختار
عفا الله عنه

أكتب هذه الحكاية وأنا شبه مغمض العينين، أردت أن أعلقها، أو استمدها من الواوور، فالمعذرة ان كانت هنالك بعض الأخطاء المطبعية أو الاملائية، ولولا قوة دفع الى الكتابة استمدها من حضوركم البهي في دواخلي لعقلت دابتي التي امتطيها في رحلة القلم ولوضعت اليراع جانبا، لكنها غريزة التواصل معكم تشدني الى المتواليات اللغوية حتى وان استعصت في بعض الأحيان، فلنواصل هذا السفر الجميل معا. فهي حكاياتنا عشناها في يوم من الأيام أو كنا شهودا في مسرحها، ونريد أن نسجلها للذكرى فالذكرى تنفع الذين يأتون من بعدنا في عالم مختلف، هل هي أنانية منا أن نحاول قدر المستطاع أن نحمل قدرنا، ونمط حياتنا الى الأجيال القادمة؟ أم هي غريزة الحياة ترفض أن تتحول الى النسيان وتصر على أن تبقى حية أبد الأزمان؟ لست أدري، غير أنني متيقن أن الكثير جدا من أحداثها هي عالمية السنخ سرمدية الطابع تتكرر على مر الأيام والسنين بأشكال مختلفة، وذلك ما يجعلها ممتعة عبر العصور، على العموم دعنا نكتب ما استطعنا فالأجيال القادمة هي التي ستختار ما يلزمها مما نكتب أو نقول.
في الحكايات التالية سأتحدث عن الزوجات غير السودانيات اللائي ارتبطن بدنقلا بصورة من الصور، وهي حكايات ممتعة. فالماضي لم يكن مثل الحاضر، وكانت الحياة في دنقلا صعبة على من هن لم يتعودن عليها، على سبيل المثال احدى اللبنانيات تزوجت من قرية (أبو فاطمة) في الخمسينات، ولم يكن في القرية بكاملها- كعادة جميع القرى- حمام (أقصد به بيت الماء) الحمام الوحيد كان في الشفخانة التي تبعد كثيرا عن منزلها، فالنساء كن يخرجن في وقت معين كل ليلة ليقصين حاجتهنن، ثم يبقين طوال اليوم، أو هكذا كان يخيل الي، تصوروا المعاناة التي مرت بها تلك المسكينة، قصة أخرى لمصرية تزوجها أحد أبناء الزورات في الخمسينات أيضا وأتى بها الى القرية ثم تركها في منزل ناء في عقبة بين الزورات وبنا ثم عاد هو الى مصر ليواصل عمله في سلاح الحدود، لكن هذه المرأة زرعت حديقة من النخيل أمام منزلها ، وكانت مثال المرأة الفاضلة ، ولها قصص تعبر بصدق عن احساس الأمومة سنحكيها في الحلقات القادمة ان شاء الله تعالى.
وبهذه المناسبة أحيي المرأة الدنقلاوية على وجه الخصوص، فهي ليست مجرد شريكة تقاسم الحياة، ولكنها انسانة تحمل المسئولية كاملة ، فهي حين يهاجر زوجها، هي التي تحفظ العقاب، تحافظ على الزرع والمواشي، وتحفظ البيت، وتراعي الأطفال ، بل وتراعي والدي الزوج أيضا فتكون هي التي تسهر على راحتهما وتمرضهما وتقوم كافة أمورهما فلها مني التحية مثنى وثلاث ورباع والى أن نلتقى في حلقات هذا الموضوع المهم أترككم في رعاية الله وحفظه..

سيف الدين عيسى مختار
عفا الله عنه

اخي الحبيب/ سيف استميحك عزراً واستاذنك لاضع هنا بعضاً من امتعتي التى ارهقت كاهلي في الحل والترحال وكادت ان تندثر بمرور الزمن فعسى ولعل ان تبقى هنا هنيهة لحين ان ارتاح قليلاً فهذه الكليمات قد تكون لها زكريات واشواق لكل دنقلاوي قح واليك ببعضها :
. ( ألُومْ تِسِود ) ود أخت التمساح ونسميه ( صديق التمساح ) وهو ذاك العصفور الملازم للتمساح والذي ينظف له أسنانه ( ولا أذكر أسمه بالعربي ) فأرجو تعريبه .
أي أن التمساح خاله وللنظر لعلاقة الخال مع أبن أخته فيه شيء من الحب العميق والحميمية المفرطة لذا نجد الولد يكون صريحاً وله مكانة خاصة عند خاله لذا أطلق على هذا العصفور أسم ( ألُومْ تِسود ) . وهنا مقولة جميلة لهذا ( تِسود ) ود الأخت بالرطانة يقول ( أسُود سُوتي نيق مَرَن كرنيق ) كناية عن أنه ذي الولعة ( الولد ) والمعنى الكلي ولد أختي ذي نار قطع خشب السنط طبعاً ناره مُلَهلِب وذي زهرة الذرة في نضاره .
2. ( جَنْجلُوم أو جَنْجلسيه أو جَنْدلُوم ) وهو السحلية مثال ( جَنْجلُوم إجييينقي بَيَنْ ) بمعنى السحلية بيقتل العقرب ( بَيَنْ ) بفتح الباء والياء وسكون النون بمعنى يقتل. وكون أن السحلية تقتل العقرب فيه حكاية ومشاهدة أغرب من الخيال حيث أن السحلية حينما يريد القضاء على العقرب أولاً يبحث عن نبات الرِجلة ومن هنا يبدأ المتاعب مع العقرب لأن في نبات الرِجلة مخدر و تركيبة تفسد سُم العقرب ( سبحان الله ) فنجد السحلية بعد أن يلدغها العقرب تجري حتى تأكل بعضاً من ورق الرِجلة ثم يعود للعراك مع العقرب حتى يفرغ من العقرب كل سمومه وبعده يلتهمه. ومن هنا أخذ بعض أهل السودان بأن يأكل ملدوغ العقرب الرِجلة كمخدر وعلاج.
3. ( أسي باج ) والترجمة الحرفية كاتب الماء ولا أدري أسمه صراحة بالعربي ولتقريب الوصف هو ذاك الطائر الذي نجده دوماً يخط خطوطاً على الماء ثم يعاود التكرار وله قصة كذلك حيث تباري هو ( أسِي باج ) ومنافسه ( كُوقندار أو كُقنداره ) الخنفساء وذلك فيمن يفوز بالقمر كزوجة وطلب القمر من كل واحد منهم أن يقوم بمهمة معينة ومن ينتهي من عمله أولاً هو عريس المستقبل فقرر أن يقوم ( أسِي باج ) بالكتابة على الماء ( النيل، البحر ) بحيث يكون كل خطوطه ظاهره ولا يختفى الأول حتى يأتي بالأخير لذا نجده حتى اليوم يخط ويرجع فيجد ما خطه قد مسح فيعاوده الحنين للقمر ( و تلقاه تاني بادي من الألف ) ولسان حاله يقول ( ما بنختلف ) والخنفساء مهمته أن ينظف الأرض من كل القاذورات ويضعها في حفرة ثم يدفنها والمسكين شغال لحد ما أنا خليت البلد . نقلاً ( من قصص الحبوبات ) .
4. ( دَرِقْ ) وهو السلحفاة مثال قولنا ( دَرِق كُوسقي كُومون ) بمعنى السلحفاة ليس به لحم وذلك لكبر القدح الذي في ظهره وكقولنا ( سُوتقي نوق دَرِق كِرِي ) أسرع شوية عامل كدة ذي السلحفاة كناية عن البطء في المشي .
5. ( أيَوْ كولْ ) الترجمة الحرفية ( أبو ذنب أو الضنب ) وهو الثعلب مثال ( أيَوْ كول أن دُمرنجي كَلَ أوسون ) بمعنى الثعلب أكل دجاجاتنا وكقولنا لمن يراوغ في تصرفاته بوصفه أنه كالثعلب ( أيَوْكول كِرِي ) وكقول الشاعر ( يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويزوغ منك كما يزوغ الثعلب ) مع بعض التصرف في البيت .
6. ( تُوسابه ) وهو حيوان يشبه الثعلب ولكنه أقصر من الثعلب وفمه طويل ولا يظهر إلاّ ليلاً ويضرب به المثل في قباحة الفتاة كقولنا ( بُرو تُسابن كونج كول ) البت عاملة وشها ذي وش التُوسابه.
وأذكر أغنية كانت تغنى في الماضي بهذا الشأن كلماتها تقول ( الله الله وو جلابة بُرتود تشبه التُوسابه ) وأدندن به حتى الآن عندما أكون رايقاً.
7. ( هنُو ) ويعني الحمار مثال ( مَنْ هنُو أروقي أقْرد تاريه ) بمعنى أركب الحمار الأبيض داك وجيبو . وكقولنا ( إن مِنليه إن هنُو ) وهو كناية عن البلادة أو قوة التحمل.
8. ( كَمْ ) وهو الجمل كقولنا ( مَنْ كَمْقي نْلْدْ ) شوف الجمل داك وكذلك نقول ( كَمْ أقدِن برْرْ دابل ) بمعنى جمل بين النعاج كناية عن الذي يجلس مع من هم أصغر منه سناً .
9. ( قُرْ ) بمعنى الثور مثال ( تِن بلر قُرْ ويكي قوجورّن ) بمعنى في عرسهم ذبحوا ثور .
10. ( تِي ) بمعنى البقر كقولنا ( مَنْ تيقي جُّوري ) بمعنى أحلب البقرة ديك .
ولي عودة إنشاء الله

اخى سيف الدين متعك الله بالصحة وصالح الولد
ياخى ان واوورو فرو كوج بول دامن ولا سرون نبد تنتر سولى بول دامن
زدنا زادك الله نورا

أستاذانا ومعلمنا الرائع سيف الدين عيسى
بكل صراحة عليك غرامة ثلاثة حكاوى للواوور . وكما ذكرت لك الواوور واوورا ماكن ، واوور عمدة ، مش واوور عادى ، تقل المعاليق ، وما تخليها كلها عراريق .. كبر الحكاوى الجميلة وكترها ونحن منتظرين ، ومعاى كل الدناقلة الرائعين ..
هذه الاتكاءة الدنقلاوية رائعة بحق .

حبيبنا احمد بنا ، والله بكلماتك نقلتنى فى طرفة عين الى طرف جدول المشروع باوربى ، عند المغيب ، شىء فى الخاطر لا يمكن ان ينسى .

متعكم الله جميعا بالصحة والعافية ، ودمتم اينما انتم قامات سامقات ، تشرفون دنقلا تلك الديار الرائعة بحق وحقيقة ولا عنصرية ............
محمد يوسف

قد يسأل سائل لماذا لم يؤثر شعر كثير بالدنقلاوية عند الدناقلة؟ وهو سؤال مرتبط الى حد ما بالغناء، ومن مثل هذه الأسئلة جاؤت مقولة أن الدناقلة (لا يغنون)، والأسباب التي ساقها البعض لتعليل ذلك، ومنها العبارة الشهيرة التي أطلقها أولا عمنا (عبد الله حاج محمد) عليه رحمة الله تعالى من أن الدناقلة (ملوك لذا فانهم لا يغنون بل يقصدهم المغنون في اغنياتهم)، والحقيقة أن الدناقلة هم أكثر أهل السودان غناء ومنهم أشهر الموسيقيين والملحنين، وهم رواد المسرح والتمثيل، والسعر العربي في السودان، حقائق سنفصلها في وقت لاحق ان شاء الله تعالى.
الأمر الذي أريد التركيز عليه هو أن الدناقلة برعوا في السرد الشفهي بلغتهم، وبلغوا بها مستويات عالية من البلاغة، ولا تكاد تخلو قرية من قرى دنقلا من عدد من الأشخصاص الذين برعوا في هذا المجال، وعندنا في قرية الزورات مجموعة منهم حتى أن بعضهم ربما اتهموا بالسحر لدقة وصفهم وبلاغة تشبيهاتهم، ومنهم من اتصف بسحر البيان وحلاوة اللسان اذكر على سبيل المثال عمنا عبد العزيز مانجل عليه رحمة الله تعالى فقد كان شاعرا ينظم بالعربية الدارجة، وبليغا في الدنقلاوية، وهي بلاغة تغني عن النظم، اذ كان في سرده ايقاع الشعر، وحسن التقسيم، واعمال الخيال الى أبعد درجة وأقصى غاية، وسنأتي الى بعض حكاويه في هذا الواوور.
من ذلك أنه في اول اجتماع لموظفي التعاون مع لجنة مشروع الزورات الزراعي، قام مسئول التعاون لشرح دور ادارة التعاون في عمل المشاريع، فقام أحد الحاضرين وسأل الموظف قائلا (نحن تحزمنا وأتينا بالمشروع، فماذا سيقدم لنا التعاون؟) أجاب موظف التعاون (نحن سنساعدكم في ادارة المشروع وفي ضبط الحسابات) أردف السائل ( هل ستقدمون لنا الوقود والزيوت) أجاب الموظف (لا هذه مسئولية لجنة المشروع) عندها جلس السائل وهو يردد (في زول جمع ليهو قروش وغلبوا يعدها) فاستشاط موظف التعاون غضبا وقال (أنتم أكثر دهاء ومكرا مما كنت أظن) .. فتأمل وتعجب عزيزي القاريء. ونواصل

كتب ذلكم
سيف الدين عيسى مختار
عفا الله عنه

يا أيها الحكيم .. بعض خطاوي النور تأتلق في مسرى كلماتك، فتحاول عيس الكلمات أن ترمل في طريق لاحب ما بين نهايات الفكر الثاقب المتدفق وعيا في ذاكرتك النيلية وبدايات الحب الطاغي لتلك التي تتكيء على مخدات الأصالة عند انحناءة ابيها النيل.. آه لو أدرك الجميع شعاع النور الذي يخرج من مشكاتك، لو ابصروا وهج الفكرة وهي تدحو عصارة التجربة ، لو أدركوا ذلكم الحب الجارف لوطن اسمه السودان، لأتوا جميعا عند بؤرتك التي تتلاقى فيها كل الأضواء ولرقصنا على موسيقى الجمال الذي يتجلى منك وفيك ولسرنا معا مشوار النبل اللذيذ.. يا ايها الحكيم هذا الواوور قبس من تجلياتك فانثر علينا بعض الألق لنحكي عن رحلة الشعاع، وليقص علينا أهل دنقلا حكاوي النور، فهي التي ستجعل من هذا الواوور مشكاة الطهر والنقاء ،( والله نور السموات والأرض ) ..

سيف الدين عيسى مختار
غفر الله له