https://www.high-endrolex.com/33

https://www.high-endrolex.com/33

غزوة تبوك - منتديات الملوك
حساب الحمل | سيو | الاخت مسلمة
نقل عفش بالرياض | نقل عفش جدة | نقل عفش مكة | نقل عفش بالمدينة المنورة | شركة تنظيف برياض | افضل شركة تنظيف بجدة | شركة نظافة بمكة | شركه تنظيف بالمدينه المنوره | مكافحة حشرات بالرياض | مكافحة حشرات بجدة | مكافحة الحشرات بالمدينة المنورة | شركه رش حشرات بمكه | طارد الحمام بالرياض | شركة طارد الحمام بجدة | تركيب طارد الحمام بالمدينة المنورة | سباك الرياض | معلم سباك بجدة | معلم سباك بالمدينة المنورة | سباك بمكه | افضل نجار في الرياض | معلم نجار بجده | نجار المدينة المنورة | نجار مكه | كهربائي منازل بالرياض | كهربائي منازل جدة | كهربائي منازل بالمدينة المنورة | فني كهربائي مكه | معلم دهانات بالرياض | معلم دهان جده | معلم دهانات بالمدينة المنورة | معلم بويه مكه | كشف تسربات المياه بالرياض | كشف تسربات المياه بجدة | كشف تسربات المياه بمكة | كشف تسربات المياه بالمدينة المنورة | نقل عفش حولى | هاف لوري الجهراء | نقل عفش المنطقه العاشره | نقل عفش السالميه | نقل العفش الكويت | نقل عفش السلام | شركة نقل عفش الزهراء | الجزيرة لنقل العفش | شركة نقل عفش الفحيحيل | نقل عفش الفروانيه | شركة نقل عفش مبارك الكبير | نقل عفش الاحمدى | نقل عفش الفنطاس | شركة نقل عفش العدان | نقل عفش الجابريه | نقل عفش القرين | نقل اثاث صباح السالم | نقل عفش سلوي | نقل عفش كيفان | نقل عفش جابر الاحمد | نقل عفش صباح الأحمد | نقل عفش مشرف | نقل عفش القصور | صباغين الكويت | صباغ مبارك الكبير | اصباغ الفروانية | صباغ حولى | صباغ الاحمدي | صباغ بالجهراء | شركة كشف خرير المياه بالكويت | شركة كشف تسربات المياه بالكويت | سباك صحي الكويت | سباك صحي الجهراء | سباك صحي السالمية | رش حشرات الكويت | مكافحة الحشرات حولي | شركة مكافحة حشرات الجهراء | مكافحة القوارض بلدية الكويت | شركة رش صراصير الكويت | شركة تنظيف الكويت | تنظيف منازل الكويت | تنظيف شقق الكويت | شركة تنظيف كنب بالكويت | ستلايت الكويت
نقل عفش بالرياض | نقل عفش جدة | نقل عفش مكة | نقل عفش بالمدينة المنورة | شركة تنظيف برياض | افضل شركة تنظيف بجدة | شركة نظافة بمكة | شركه تنظيف بالمدينه المنوره | مكافحة حشرات بالرياض | مكافحة حشرات بجدة | مكافحة الحشرات بالمدينة المنورة | شركه رش حشرات بمكه | طارد الحمام بالرياض | شركة طارد الحمام بجدة | تركيب طارد الحمام بالمدينة المنورة | سباك الرياض | معلم سباك بجدة | معلم سباك بالمدينة المنورة | سباك بمكه | افضل نجار في الرياض | معلم نجار بجده | نجار المدينة المنورة | نجار مكه | كهربائي منازل بالرياض | كهربائي منازل جدة | كهربائي منازل بالمدينة المنورة | فني كهربائي مكه | معلم دهانات بالرياض | معلم دهان جده | معلم دهانات بالمدينة المنورة | معلم بويه مكه | كشف تسربات المياه بالرياض | كشف تسربات المياه بجدة | كشف تسربات المياه بمكة | كشف تسربات المياه بالمدينة المنورة | نقل عفش حولى | هاف لوري الجهراء | نقل عفش المنطقه العاشره | نقل عفش السالميه | نقل العفش الكويت | نقل عفش السلام | شركة نقل عفش الزهراء | الجزيرة لنقل العفش | شركة نقل عفش الفحيحيل | نقل عفش الفروانيه | شركة نقل عفش مبارك الكبير | نقل عفش الاحمدى | نقل عفش الفنطاس | شركة نقل عفش العدان | نقل عفش الجابريه | نقل عفش القرين | نقل اثاث صباح السالم | نقل عفش سلوي | نقل عفش كيفان | نقل عفش جابر الاحمد | نقل عفش صباح الأحمد | نقل عفش مشرف | نقل عفش القصور | صباغين الكويت | صباغ مبارك الكبير | اصباغ الفروانية | صباغ حولى | صباغ الاحمدي | صباغ بالجهراء | شركة كشف خرير المياه بالكويت | شركة كشف تسربات المياه بالكويت | سباك صحي الكويت | سباك صحي الجهراء | سباك صحي السالمية | رش حشرات الكويت | مكافحة الحشرات حولي | شركة مكافحة حشرات الجهراء | مكافحة القوارض بلدية الكويت | شركة رش صراصير الكويت | شركة تنظيف الكويت | تنظيف منازل الكويت | تنظيف شقق الكويت | شركة تنظيف كنب بالكويت | ستلايت الكويت

 
 
العودة   منتديات الملوك > القسم الاسلامي > المنتدى الاسلامي > أحداث وشخصيات غيرت حياتنا
 
 

Tags H1 to H6

منتديات الملوك

غزوة تبوك

غزوة تبوك
إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 26-08-2010, 03:11 AM
ودنقلا غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1938
 تاريخ التسجيل : Jul 2008
 فترة الأقامة : 5779 يوم
 أخر زيارة : 21-10-2010 (12:19 AM)
 المشاركات : 277 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : ودنقلا is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي غزوة تبوك



غزوة تبوك في رجب (سنة 9هـ)
إن غزوة فتح مكة كانت غزوة فاصلة بين الحق والباطل، لم يبق بعدها مجال للريبة والظن في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم عند العرب، ولذلك انقلب المجرى تماماً، ودخل الناس في دين اللَّه أفواجاً - كما سيظهر ذلك مما نقدمه في فصل الوفود، ومن العدد الذي حضر في حجة الوداع - وانتهت المتاعب الداخلية واستراح المسلمون؛ لتعليم شرائع اللَّه، وبث دعوة الإسلام.

سبب الغزوة: إلا أنها كانت هناك قوة تعرضت للمسلمين من غير مبرر، وهي قوة الرومان - أكبر قوة عسكرية ظهرت على وجه الأرض في ذلك الزمان - وقد عرفنا فيما تقدم أن بداية هذا التعرض كانت بقتل سفير رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم - الحارث بن عمير الأزدي. على يدي شرحبيل بن عمرو الغساني، حينما كان السفير يحمل رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى عظيم بصرى، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل بعد ذلك سرية زيد بن حارثة التي اصطدمت بالرومان اصطداماً عنيفاً في مؤتة، ولم تنجح في أخذ الثأر من أولئك الظالمين المتغطرسين، إلا أنها تركت أروع أثر في نفوس العرب، قريبهم وبعيدهم. ولم يكن قيصر ليصرف نظره عما كان لمعركة مؤتة من الأثر الكبير لصالح المسلمين، وعما كان يطمح إليه بعد ذلك كثير من قبائل العرب من استقلالهم عن قيصر، ومواطأتهم للمسلمين، إن هذا كان خطراً يتقدم ويخطو إلى حدوده خطوة بعد خطوة، ويهدد الثغور الشامية التي تجاور العرب، فكان يرى أن القضاء يجب على قوة المسلمين قبل أن تتجسد في صورة خطر عظيم لا يمكن القضاء عليها. وقبل أن تثير القلاقل والثورات في المناطق العربية المجاورة للرومان. ونظراً إلى هذه المصالح لم يقض قيصر بعد معركة مؤتة سنة كاملة حتى أخذ يهيىء الجيش من الرومان والعرب التابعة لهم من آل غسان وغيرهم، وبدأ يجهز لمعركة دامية فاصلة. الأخبار العامة عن استعداد الرومان وغسان: وكانت الأنباء تترامى إلى المدينة بإعداد الرومان؛ للقيام بغزوة حاسمة ضد المسلمين، حتى كان الخوف يتسورهم كل حين. لا يسمعون صوتاً غير معتاد إلا ويظنونه زحف الرومان. ويظهر ذلك جلياً مما وقع لعمر بن الخطاب، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم آلى من نسائه شهراً في هذه السنة (9هـ). وكان هجرهن واعتزل عنهن في مشربة له، ولم يفطن الصحابة إلى حقيقة الأمر في بدايته فظنوا أن النبي صلى الله عليه وسلم طلقهن، فسرى فيهم الهم والحزن والقلق. يقول عمر بن الخطاب - وهو يروي هذه القصة - وكان لي صاحب من الأنصار إذا غبت أتاني بالخبر، وإذا غاب كنت آتيه أنا بالخبر - وكانا يسكنان في عوالي المدينة، ويتناوبان إلى النبي صلى الله عليه وسلم - ونحن نتخوف ملكاً من ملوك غسان ذكر لنا أنه يريد أن يسير إلينا، فقد امتلأت صدورنا منه، فإذا صاحبي الأنصاري يدق الباب، فقال: افتح، فاتح، فقلت جاء الغساني؟ فقال: بل أشد من ذلك، اعتزل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أزواجه. الحديث. وفي لفظ آخر (أنه قال وكنا تحدثنا أن آل غسان تنعل النعال لغزونا، فنزل صاحبي يوم نوبته، فرجع عشاء، فضرب بابي ضرباً شديداً وقال: أنائم هو؟ ففزعت، فخرجت إليه، وقال: حدث أمر عظيم. فقلت ما هو؟ أجاءت غسان؟ قال: لا بل أعظم منه وأطول، طلق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نساءه. الحديث. وهذا يدل على خطورة الموقف، الذي كان يواجهه المسلمون بالنسبة إلى الرومان ويزيد ذلك تأكداً ما فعله المنافقون حينما نقلت إلى المدينة أخبار إعداد الرومان، فبرغم ما رآه هؤلاء المنافقون من نجاح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في كل الميادين وأنه لا يوجل من أيِّ سلطان على ظهر الأرض، بل يذيب كل ما يعترض في طريقه من عوائق - برغم هذا كله - طفق هؤلاء النافقون يأملون في تحقيق ما كانوا يخفونه في صدورهم، وما كانوا يتربصونه من الشر بالإسلام وأهله. ونظراً إلى قرب تحقق آمالهم أنشأوا وكرا للدس والتآمر، في صورة مسجد، وهو مسجد الضرار، أسسوه كفراً وتفريقاً بين المؤمنين وإرصاداً لمن حارب اللَّه ورسوله، وعرضوا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يصلي فيه، وإنما غرضهم بذلك أن يخدعوا المؤمنين فلا يفطنوا ما يؤتى به في هذا المسجد من الدس والمؤامرة ضدهم، ولا يلتفوا إلى من يرده ويصدر عنه، فيصير وكرة مأمونة لهؤلاء إلى قفوله من الغزوة - لشغله بالجهاز، ففشلوا في مرامهم وفضحهم اللَّه - حتى قام الرسول صلى الله عليه وسلم بهدم المسجد بعد القفول من الغزو، بدل أن يصلي فيه. الأخبار الخاصة عن استعداد الرومان وغسان: كانت هذه هي الأحوال والأخبار التي يواجهها ويتلقاها المسلمون، إذ بلغهم من الأنباط الذين يقدمون بالزيت من الشام إلى المدينة أن هرقل قد هيأ جيشاً عرمرماً قوامه أربعون ألف مقاتل، وأعطى قيادته لعظيم من عظماء الروم، وأنه أجلب معهم قبائل لخم وجذام وغيرهما من متنصرة العرب. وأن مقدمتهم بلغت إلى البلقاء. وهكذا تمثل أمام المسلمين خطر كبير. زيادة خطورة الموقف: والذي كان يزيد خطورة الموقف أن الزمان كان فصل القيظ الشديد، وكان الناس في عسرة وجدب من البلاء وقلة من الظهر، وكانت الثمار قد طابت، فكانوا يحبون المقام في ثمارهم وظلالهم، ويكرهون الشخوص على الحال، من الزمان الذي هم فيه، ومع هذا كله كانت المسافة بعيدة، والطريق وعرة صعبة. الرسول صلى الله عليه وسلم يقرر القيام بإقدام حاسم: ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ينظر إلى الظروف والتطورات بنظر أدق وأحكم من هذا كله، إنه كان يرى أنه لو توانى وتكاسل عن غزو الرومان في هذه الظروف الحاسمة، وترك الرومان لتجوس خلال المناطق التي كانت تحت سيطرة الإسلامي ونفوذه، وتزحف إلى المدينة كان له أسوأ أثر على الدعوة الإسلامية وعلى سمعة المسلمين العسكرية، فالجاهلية التي تلفظ نفسها الأخير بعد ما لقيت من الضربة القاصمة في حنين ستحيا مرة أخرى، والمنافقون الذين يتربصون الدوائر بالمسلمين، ويتصلون بملك الرومان بواسطة أبي عامر الفاسق سيبعجون بطون المسلمين بخناجرهم من الخلف، في حين تهجم الرومان بحملة ضارية ضد المسلمين من الأمام، وهكذا يخفق كثير من الجهود التي بذلها هو وأصحابه في نشر الإسلام وتذهب المكاسب التي حصلوا عليها بعد حروب دامية ودوريات عسكرية متتابعة متواصلة تذهب هذه المكاسب بغير جدوى. كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يعرف كل ذلك جيداً، ولذلك قرر القيام - مع ما كان فيه من العسرة والشدة - بغزوة فاصلة يخوضها المسلمون ضد الرومان في حدودهم. ولا يمهلونهم حتى يزحفوا إلى دار الإسلام. الإعلان بالتهيؤ لقتال الرومان: ولما قرر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الموقف أعلن في الصحابة أن يتجهزوا للقتال. وبعث إلى القبائل من العرب وإلى أهل مكة يستنفرهم. وكان كل ما يريد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها. ولكنه نظراً إلى خطورة الموقف وإلى شدة العسرة أعلن أنه يريد لقاء الرومان. وجلى للناس أمرهم؛ ليتأهبوا أهبة كاملة. وحضهم على الجهاد، ونزلت قطعة من سورة براءة تثيرهم على الجلاد، وتحثهم على القتال. ورغبهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في بذل الصدقات، وإنفاق كرائم الأموال في سبيل اللَّه. المسلمون يتسابقون إلى التجهز للغزو: ولم يكن من المسلمين أن سمعوا صوت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يدعو إلى قتال الروم إلا وتسابقوا إلى امتثاله، فقاموا يتجهزون للقتال بسرعة بالغة، وأخذت القبائل والبطون تهبط إلى المدينة من كل صوب وناحية، ولم يرض أحد من المسلمين أن يتخلف عن هذه الغزوة - إلا الذين في قلوبهم مرض وإلا ثلاثة نفر - حتى كان يجيء أهل الحاجة والفاقة يستحملون رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ؛ ليخرجوا إلى قتال الروم، فإذا قال لهم: {لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ} [التوبة: 92]. كما تسابق المسلمون في إنفاق الأموال وبذل الصدقات، كان عثمان بن عفان قد جهز عيراً للشام، مائتا بعير بأقتابها وأحلاسها، ومائتا أوقية، فتصدق بها ثم تصدق بمائة بعير بأحلاسها وأقتابها، ثم جاء بألف دينار فنثرها في حجره صلى الله عليه وسلم . فكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقلبها ويقول ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم، ثم تصدق وتصدق حتى بلغ مقدار صدقته تسعمائة بعير ومائة فرس سوى النقود. وجاء عبد الرحمن بن عوف بمائتي أوقية فضة، وجاء أبو بكر بماله كله ولم يترك لأهله إلا اللَّه ورسوله - وكانت أربعة آلاف درهم، وهو أول من جاء بصدقته. وجاء عمر بنصف ماله، وجاء العباس بمال كثير. وجاء طلحة وسعد بن عبادة ومحمد بن مسلمة، كلهم جاؤوا بمال. وجاء عاصم بن عدي بتسعين وسقا من التمر. وتتابع الناس بصدقاتهم قليلها وكثيرها، حتى كان منهم من أنفق مداً أو مدين لم يكن يستطيع غيرها. وبعثت النساء ما قدرن عليه من مسك ومعاضد وخلاخل وقرط وخواتم. ولم يمسك أحد يده، ولم يبخل بماله إلا المنافقون: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ} [التوبة: 79]. الجيش الإسلامي إلى تبوك: وهكذا تجهز الجيش، فاستعمل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على المدينة محمد بن مسلمة الأنصاري، وقيل سباع بن عرفطة، وخلف على أهله علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه، وأمره بالإقامة فيهم، وغمص عليه المنافقون، فخرج فلحق برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، فرده إلى المدينة وقال: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي. ثم تحرك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم الخميس نحو الشمال يريد تبوك، ولكن الجيش كان كبيراً - ثلاثون ألف مقاتل، لم يخرج المسلمون في مثل هذا الجمع الكبير قبله قط - فلم يستطع المسلمون مع ما بذلوه من الأموال أن يجهزوه تجهيزاً كاملاً. بل كانت في الجيش قلة شديدة بالنسبة إلى الزاد والمراكب، فكان ثمانية عشر رجلاً يتعقبون بعيراً واحداً. وربما أكلوا أوراق الأشجار حتى تورمت شفاههم، واضطروا إلى ذبح البعير - مع قلتها - ليشربوا ما في كرشه من الماء، ولذلك سمي هذا الجيش جيش العسرة. ومر الجيش الإسلامي في طريقه إلى تبوك بالحجر - ديار ثمود الذين جابوا الصخر بالواد، أي وادي القرى فاستقى الناس من بئرها، فلما راحوا قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لا تشربوا من مائها ولا تتوضأوا منه للصلاة. وما كان من عجين عجنتموه فاعلفوه الإبل، ولا تأكلوا منه شيئاً، وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كانت تردها ناقة صالح عليه السلام. وفي الصحيحين عن ابن عمر قال: لما مر النبي صلى الله عليه وسلم بالحجر قال: لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم إلا أن تكونوا باكين، ثم قنع رأسه وأسرع بالسير حتى جاز الوادي. واشتدت في الطريق حاجة الجيش إلى الماء حتى شكوا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، فدعا اللَّه، فأرسل اللَّه سحابة فأمطرت حتى ارتوى الناس، واحتملوا حاجاتهم من الماء. ولما قرب من تبوك قال: إنكم ستأتون غداً إن شاء اللَّه تعالى عين تبوك، وإنكم لن تأتوها حتى يضحى النهار، فمن جاءها فلا يمس من مائها شيئاً حتى آتي قال معاذ: فجئنا وقد سبق إليهما رجلان، والعين تبض بشيء من مائها، فسألهما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم هل مسستما من مائها شيئاً؟ قالا نعم. وقال لهما ما شاء اللَّه أن يقول. ثم غرف من العين قليلاً قليلاً حتى اجتمع الوشل، ثم غسل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فيه وجهه ويده، ثم أعاده فيها فجرت العين بماء كثير فاستقى الناس، ثم قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما ههنا قد ملىء حناناً. وفي الطريق أو لما بلغ تبوك - على اختلاف الروايات - قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم تهب عليكم الليلة ريح شديدة، فلا يقم أحد منكم، فمن كان له بعير فليشد عقاله، فهبت ريح شديدة، فقام رجل فحملته الريح حتى ألقته بجبلي طيء. وكان دأب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في الطريق أنه كان يجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء جمع التقديم وجمع التأخير كليهما. الجيش الإسلامي بتبوك: نزل الجيش الإسلامي بتبوك، فعسكر هناك، وهو مستعد للقاء العدو، وقام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فيهم خطيباً، فخطب خطبة بليغة، أتى بجوامع الكلم وحض على خير الدنيا والآخرة. وحذر وأنذر، وبشر وأبشر، حتى رفع معنوياتهم، وجبر بها ما كان فيهم من النقص والخلل من حيث قلة الزاد والمادة والمؤنة. وأما الرومان وحلفاؤهم فلما سمعوا بزحف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أخذهم الرعب فلم يجترئوا على التقدم واللقاء، بل تفرقوا في البلاد في داخل حدودهم، فكان لذلك أحسن أثر بالنسبة إلى سمعة المسلمين العسكرية، في داخل الجزيرة وأرجائها النائية. وحصل بذلك المسلمون على مكاسب سياسية كبيرة وخطيرة بما لم يكونوا يحصلون عليها لو وقع هناك اصطدام بين الجيشين. جاء يحنة بن روبة صاحب أيلة، فصالح الرسول صلى الله عليه وسلم وأعطاه الجزية، وأتاه أهل جرباء وأهل أذرح، فأعطوه الجزية، وكتب لهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كتاباً فهو عندهم، وكتب لصاحب أيلة بسم اللَّه الرحمن الرحيم، هذه أمنة من اللَّه ومحمد النبي رسول اللَّه ليحنة بن روبة وأهل أيلة، سفنهم وسياراتهم في البر والبحر لهم ذمة اللَّه وذمة محمد النبي، ومن كان معه من أهل الشام وأهل البحر، فمن أحدث منهم حدثاً، فإنه لا يحول ماله دون نفسه، وإنه طيب لمن أخذه من الناس، وأنه لا يحل أن يمنعوا ماء يردونه، ولا طريقاً يريدونه من بر أو بحر. وبعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى أكيدر دومة الجندل في أربعمائة وعشرين فارساً، وقال له إنك ستجده بصيد البقر، فأتاه خالد، فلما كان من حصنه بمنظر العين، خرجت بقرة، تحك بقرونها باب القصر، فخرج أكيدر لصيده - وكانت ليلة مقمرة - فتلقاه خالد في خيله، فأخذه وجاء به إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، فحقن دمه، وصالحه على ألفي بعير، وثمانمائة رأس، وأربعمائة درع، وأربعمائة رمح، وأقر بإعطاء الجزية، فقاضاه مع يحنة على قضية دومة وتبوك وأيلة وتيماء. وأيقنت القبائل التي كانت تعمل لحساب الرومان أن اعتمادها على سادتها الأقدمين قد فات أوانه، فانقلبت لصالح المسلمين، وهكذا توسعت حدود الدولة الإسلامية، حتى لاقت حدود الرومان مباشرة، وشهد عملاء الرومان نهايتهم إلى حد كبير. الرجوع إلى المدينة: رجع المسلمون من تبوك مظفرين منصورين، لم ينالوا كيداً، وكفى اللَّه المؤمنين القتال، وفي الطريق عند عقبة حاول اثنا عشر رجلاً من المنافقين الفتك بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك أنه حينما كان يمر بتلك العقبة كان معه عمار يقود بزمام ناقته، وحذيفة بن اليمان يسوقها، وأنخذ الناس ببطن الوادي، فانتهز أولئك المنافقون هذه الفرصة، فبينما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وصاحباه يسيران إذ سمعوا وكزة القوم من ورائهم قد غشوه وهم ملتثمون، فبعث حذيفة فضرب وجوه رواحلهم بمحجن كان معه، فأرعبهم اللَّه، فأسرعوا في الفرار حتى لحقوا بالقوم. وأخبر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بأسمائهم، وبما هموا به، فلذلك كان حذيفة يسمى بصاحب سر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم . وفي ذلك يقول اللَّه تعالى: {وهموا بما لم ينالوا}. ولما لاحت للنبي صلى الله عليه وسلم معالم المدينة من بعيد قال: هذه طابة، وهذا أحد، جبل يحبنا ونحبه، وتسامع الناس بمقدمه، فخرج النساء والصبيان والولائد يقابلن الجيش بحفاوة بالغة ويقلن: طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعا للَّه داع وكان خروجه صلى الله عليه وسلم إلى تبوك في رجب وعودته في رمضان، واستغرقت هذه الغزوة خمسين يوماً، أقام منها عشرين يوماً في تبوك. والبواقي قضاها في الطريق جيئة وذهاباً. وكانت هذه الغزوة آخر غزواته صلى الله عليه وسلم . المخلفون: وكانت هذه الغزوة - لظروفها الخاصة بها - اختباراً شديداً من اللَّه تعالى، امتاز به المؤمنون من غيرهم. كما هو دأبه تعالى في مثل هذه المواطن، حيث يقول: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [آل عمران: 179] فقد خرج لهذه الغزوة كل من كان مؤمناً صادقاً، حتى صار التخلف أمارة على نفاق الرجل، فكان الرجل إذا تخلف وذكروه لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال لهم دعوه، فإن يكن فيه خير فسيلحقه اللَّه بكم، وإن يكن غير ذلك فقط أراحكم منه، فلم يتخلف إلا من حبسهم العذر، أو الذين كذبوا اللَّه ورسوله من المنافقين، الذين قعدوا بعد أن استأذنوا للقعود كذباً، أو قعدوا ولم يستأذنوا رأساً. نعم كان هناك ثلاثة نفر من المؤمنين الصادقين تخلفوا من غير مبرر. وهم الذين أبلاهم اللَّه، ثم تاب عليهم. ولما دخل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المدينة بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ثم جلس للناس، فأما المنافقون - وهم بضعة وثمانون رجلاً فجاؤوا يعتذرون بأنواع شتى من الأعذار. وطفقوا يحلفون له، فقبل منهم علانيتهم، وبايعهم، واستغفر لهم، ووكل سرائرهم إلى اللَّه. وأما النفر الثلاثة من المؤمنين الصادقين - وهم كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أمية - فاختاروا الصدق، فأمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الصحابة أن لا يكلموا هؤلاء الثلاثة، وجرت ضد هؤلاء الثلاثة مقاطعة شديدة، وتغير لهم الناس، حتى تنكرت لهم الأرض، وضاقت عليهم بما رحبت، وضاقت عليهم أنفسهم، وبلغت بهم الشدة أنهم بعد أن قضوا أربعين ليلة من بداية المقاطعة أمروا أن يعتزلوا نساءهم، حتى تمت على مقاطعتهم خمسون ليلة، ثم أنزل اللَّه توبتهم: {وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة: 118]. وفرح المسلمون، وفرح الثلاثة فرحاً لا يقاس مداه وغايته، فبشروا وأبشروا واستبشروا وأجازوا وتصدقوا، وكان أسعد يوم من أيام حياتهم. وأما الذين حبسهم العذر فقد قال تعالى فيهم: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ}، الآيتين [التوبة: 91-92] وقال فيهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين دنا من المدينة: إن بالمدينة رجالاً ما سرتم مسيراً، ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم، حبسهم العذر، قالوا: يا رسول اللَّه، وهم بالمدينة؟ قال: وهم بالمدينة. أثر الغزوة: وكان لهذه الغزوة أعظم أثر في بسط نفوذ المسلمين وتقويته على جزيرة العرب، فقد تبين للناس أنه ليس لأي قوة من القوات أن تعيش في العرب سوى قوة الإسلام، وبطلت بقايا أمل وأمنية كانت تتحرك في قلوب بقايا الجاهليين المنافقين الذين كانوا يتربصون الدوائر بالمسلمين، وكانوا قد عقدوا آمالهم بالرومان فقد استكانوا بعد هذه الغزوة، واستسلموا للأمر الواقع، الذي لم يجدوا عنه محيداً ولا مناصاً. ولذلك لم يبق للمنافقين أن يعاملهم المسلمون بالرفق واللين، وقد أمر اللَّه بالتشدد عليهم، حتى نهى عن قبول صدقاتهم، وعن الصلاة عليهم، والاستغفار لهم والقيام على قبرهم، وأمر بهدم وكرة دسهم وتآمرهم التي بنوها باسم المسجد، وأنزل فيهم آيات افتضحوا بها افتضاحاً تاماً، لم يبق في معرفتهم بعدها أي خفاء، كأن الآيات قد نصت على أسمائهم لمن يسكن بالمدينة. ويعرف مدى أثر هذه الغزوة من أن العرب وإن كانت قد أخذت في التوافد إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعد غزوة فتح مكة، بل وما قبلها، إلا أن تتابع الوفود وتكاثرها بلغ إلى القمة بعد هذه الغزوة. نزول القرآن حول موضوع الغزوة: نزلت آيات كثيرة من سورة براءة حول موضوع الغزوة، نزل بعضها قبل الخروج، وبعضها بعد الخروج - وهو في السفر - وبعض آخر منها بعد الرجوع إلى المدينة. وقد اشتملت على ذكر ظروف الغزوة، وفضح المنافقين، وفضل المجاهدين المخلصين، وقبول التوبة من المؤمنين الصادقين، الخارجين منهم في الغزوة والمتخلفين، إلى غير ذلك من الأمور. بعض الوقائعالمهمة في هذه السنة: وفي هذه السنة وقعت عدة وقائع لها أهمية في التاريخ: 1. بعد قدوم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من تبوك وقع اللعان بين عويمر العجلاني وامرأته. 2. رجمت المرأة الغامدية التي جاءت فاعترفت على نفسها بالفاحشة، رجمت بعدما فطمت ابنها. 3. توفي النجاشي أصحمة ملك الحبشة وصلى عليهرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صلاة الغائب. 4. توفيت أم كلثوم بنت النبي صلى الله عليه وسلم ، فحزن عليها حزناً شديداً. وقال لعثمان لو كانت عندي ثالثة لزوجتكها. 5. مات رأس المنافقين عبد اللَّه بن أبي ابن سلول بعد مرجع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من تبوك، فاستغفر له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، وصلى عليه بعد أن حاول عمر منعه عن الصلاة عليه، وقد نزل القرآن بعد ذلك بموافقة عمر. حج أبي بكر رضي اللَّه عنه: وفي ذي القعدة أو ذي الحجة من نفس السنة (9هـ) بعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق رضي اللَّه عنه أميراً على الحج؛ ليقيم بالمسلمين المناسك. ثم نزلت أوائل سورة براءة بنقض المواثيق ونبذها على سواء، فبعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب ليؤدي عنه ذلك، وذلك تمشياً منه على عادة العرب في عهود الدماء والأموال، فالتقى علي بأبي بكر بالعرج أو بضجنان، فقال أبو بكر: أمير أو مأمور؟ قال علي: لا، بل مأمور. ثم مضيا، وأقام أبو بكر للناس حجهم، حتى إذا كان يوم النحر، قام علي بن أبي طالب عند الجمرة، فأذن في الناس بالذي أمره رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، ونبذ إلى كل ذي عهد عهده، وأجل لهم أربعة شهور، وكذلك أجل أربعة أشهر لمن لم يكن له عهد، وأما الذين لم ينقصوا المسلمين شيئاً، ولم يظاهروا عليهم أحداً فأبقى عهدهم إلى مدتهم. وبعث أبو بكر رضي اللَّه عنه رجالاً ينادون في الناس ألا لا يحج بعد هذا العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان. وكان هذا النداء بمثابة إعلان نهاية الوثنية في جزيرة العرب، وأنها لا تبدىء ولا تعيد بعد هذا العام. نظرة على الغزوات إذا نظرنا إلى غزوات النبي - صلى الله عليه وسلم وبعوثه وسراياه لا يمكن لنا ولا لأحد ممن ينظر في أوضاع الحروب وآثارها وخلفياتها لا يمكن لنا إلا أن نقول إن النبي صلى الله عليه وسلم كان أكبر قائد عسكري في الدنيا، وأسدهم وأعمقهم فراسة وتيقظاً، إنه صاحب عبقرية فذة في هذا الوصف، كما كان سيد الرسل وأعظمهم في صفة النبوة والرسالة، فلم يخض معركة من المعارك إلا في الظرف ومن الجهة اللذين يقتضيهما الحزم والشجاعة والتدبير. ولذلك لم يفشل في أي معركة من المعارك التي خاضها لغلطة في الحكمة وما إليها من تعبئة الجيش وتعيينه على المراكز الاستراتيجية، واحتلال أفضل المواضع وأوثقها للمجابهة، واختيار أفضل خطة لإدارة دفة القتال بل أثبت في كل ذلك أن له نوعاً آخر من القيادة غير ما عرفتها، وتعرف الدنيا في القواد ولم يقع ما وقع في أحد وحنين إلا من بعض الضعف في أفراد الجيش - في حنين - أو من جهة معصيتهم أوامره، وتركهم التقيد والالتزام بالحكمة والخطة اللتين كان أوجبهما عليهم من حيث الوجهة العسكرية. وقد تجلت عبقريته صلى الله عليه وسلم في هاتين الغزوتين عند هزيمة المسلمين فقد ثبت مجابهاً للعدو، واستطاع بحكمته الفذة أن يخيبهم في أهدافهم - كما فعل في أحد - أو يغير مجرى الحرب حتى يبدل الهزيمة انتصارا - كما في حنين - مع أن مثل هذا التطور الخطير، ومثل هذه الهزيمة الساحقة تأخذان بمشاعر القواد، وتتركان على أعصابهم أسوأ أثر، لا يبقى لهم بعد ذلك إلا هم النجاة بأنفسهم. هذه من ناحية القيادة العسكرية الخالصة، أما من نواح أخرى، فإنه استطاع بهذه الغزوات فرض الأمن وبسط السلام. وإطفاء نار الفتنة، وكسر شوكة الأعداء في صراع الإسلام والوثنية، وإلجائهم إلى المصالحة، وتخلية السبيل؛ لنشر الدعوة. كما استطاع أن يتعرف على المخلصين من أصحابه ممن هو يبطن النفاق، ويضمر نوازع الغدر والخيانة. وقد انشأ طائفة كبيرة من القواد، الذين لاقوا بعده الفرس والرومان في ميادين العراق والشام، ففاقوهم في تخطيط الحروب وإدارة دفة القتال؛ حتى استطاعوا إجلاءهم من أرضهم وديارهم وأموالهم من جنات وعيون وزروع ومقام كريم، ونعمة كانوا فيها فاكهين. كما استطاع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بفضل هذه الغزوات، أن يوفر السكنى والأرض والحرف والمشاغل للمسلمين، حتى قضى على كثير من مشاكل اللاجئين الذين لم يكن لهم مال ولا دار، وهيأ السلاح والكراع والعدة والنفقات. حصل على كل ذلك من غير أن يقوم بمثقال ذرة من الظلم والطغيان والبغي والعدوان على عباد اللَّه. وقد غير أغراض الحروب وأهدافها التي كانت تضطرم نار الحرب وجلها في الجاهلية، فبينما كانت الحرب عبارة عن النهب والسلب والقتل والإغارة والظلم والبغي والعدوان، وأخذ الثأر، والفوز بالوتر، وكبت الضعيف وتخريب العمران وتدمير البنيان، وهتك حرمات النساء، والقسوة بالضعاف والولائد والصبيان وإهلاك الحرث والنسل، والعبث والفساد في الأرض - في الجاهلية - إذ صارت هذه الحرب - في الإسلام - جهاداً في تحقيق أهداف نبيلة، وأغراض سامية وغايات محمودة، يعتز بها المجتمع الإنساني في كل زمان ومكان. فقد صارت الحرب جهاداً في تخليص الإنسان من نظام القهر والعدوان، إلى نظام العدالة والنصف، من نظام يأكل فيه القوي الضعيف، إلى نظام يصير فيه القوي ضعيفاً حتى يؤخذ منه، وصارت جهاداً في تخليص المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك ولياً، واجعل لنا من لدنك نصيرا، وصارت جهاداً في تطهير أرض اللَّه من الغدر والخيانة والإثم والعدوان إلى بسط الأمن والسلامة والرأفة والرحمة ومراعاة الحقوق والمروءة. كما شرع للحروب قواعد شريفة ألزم التقيد بها على جنوده وقوادها، ولم يسمح لهم الخروج عنها بحال، روى سليمان بن بريدة عن أبيه قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميراً على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى اللَّه عز وجل، ومن معه من المسلمين خيراً، ثم قال: اغزوا بسم اللَّه، في سبيل اللَّه، قاتلوا من كفر باللَّه، اغزوا، فلا تغلوا ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليداً.. الحديث، وكان يأمر بالتيسير ويقول يسروا ولا تعسروا، وسكنوا ولا تنفروا. وكان إذا جاء قوماً بليل لم يغر عليهم حتى يصبح، ونهى أشد النهي عن التحريق في النار، ونهى عن قتل الصبي، وقتل النساء وضربهن، ونهى عن النهب حتى قال: إن النهبى ليست بأحل من الميتة، ونهى عن إهلاك الحرث والنسل وقطع الأشجار إلا إذا اشتدت إليها الحاجة، ولا يبقى سواه سبيلاً. وقال عند فتح مكة لا تجهزن على جريح ولا تتبعن مدبرا ولا تقتلن أسيرا، وأمضى السنة بأن السفير لا يقتل، وشدد في النهي عن قتل المعاهدين حتى قال: من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها لتوجد من مسيرة أربعين عاماً..إلى غير ذلك من القواعد النبيلة التي طهرت الحروب من أدران الجاهلية حتى جعلتها جهاداً مقدساً.

غزوة تبوك في رجب (سنة 9هـ)

إن غزوة فتح مكة كانت غزوة فاصلة بين الحق والباطل، لم يبق بعدها مجال للريبة والظن في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم عند العرب، ولذلك انقلب المجرى تماماً، ودخل الناس في دين اللَّه أفواجاً - كما سيظهر ذلك مما نقدمه في فصل الوفود، ومن العدد الذي حضر في حجة الوداع - وانتهت المتاعب الداخلية واستراح المسلمون؛ لتعليم شرائع اللَّه، وبث دعوة الإسلام.

سبب الغزوة: إلا أنها كانت هناك قوة تعرضت للمسلمين من غير مبرر، وهي قوة الرومان - أكبر قوة عسكرية ظهرت على وجه الأرض في ذلك الزمان - وقد عرفنا فيما تقدم أن بداية هذا التعرض كانت بقتل سفير رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم - الحارث بن عمير الأزدي. على يدي شرحبيل بن عمرو الغساني، حينما كان السفير يحمل رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى عظيم بصرى، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل بعد ذلك سرية زيد بن حارثة التي اصطدمت بالرومان اصطداماً عنيفاً في مؤتة، ولم تنجح في أخذ الثأر من أولئك الظالمين المتغطرسين، إلا أنها تركت أروع أثر في نفوس العرب، قريبهم وبعيدهم. ولم يكن قيصر ليصرف نظره عما كان لمعركة مؤتة من الأثر الكبير لصالح المسلمين، وعما كان يطمح إليه بعد ذلك كثير من قبائل العرب من استقلالهم عن قيصر، ومواطأتهم للمسلمين، إن هذا كان خطراً يتقدم ويخطو إلى حدوده خطوة بعد خطوة، ويهدد الثغور الشامية التي تجاور العرب، فكان يرى أن القضاء يجب على قوة المسلمين قبل أن تتجسد في صورة خطر عظيم لا يمكن القضاء عليها. وقبل أن تثير القلاقل والثورات في المناطق العربية المجاورة للرومان. ونظراً إلى هذه المصالح لم يقض قيصر بعد معركة مؤتة سنة كاملة حتى أخذ يهيىء الجيش من الرومان والعرب التابعة لهم من آل غسان وغيرهم، وبدأ يجهز لمعركة دامية فاصلة. الأخبار العامة عن استعداد الرومان وغسان: وكانت الأنباء تترامى إلى المدينة بإعداد الرومان؛ للقيام بغزوة حاسمة ضد المسلمين، حتى كان الخوف يتسورهم كل حين. لا يسمعون صوتاً غير معتاد إلا ويظنونه زحف الرومان. ويظهر ذلك جلياً مما وقع لعمر بن الخطاب، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم آلى من نسائه شهراً في هذه السنة (9هـ). وكان هجرهن واعتزل عنهن في مشربة له، ولم يفطن الصحابة إلى حقيقة الأمر في بدايته فظنوا أن النبي صلى الله عليه وسلم طلقهن، فسرى فيهم الهم والحزن والقلق. يقول عمر بن الخطاب - وهو يروي هذه القصة - وكان لي صاحب من الأنصار إذا غبت أتاني بالخبر، وإذا غاب كنت آتيه أنا بالخبر - وكانا يسكنان في عوالي المدينة، ويتناوبان إلى النبي صلى الله عليه وسلم - ونحن نتخوف ملكاً من ملوك غسان ذكر لنا أنه يريد أن يسير إلينا، فقد امتلأت صدورنا منه، فإذا صاحبي الأنصاري يدق الباب، فقال: افتح، فاتح، فقلت جاء الغساني؟ فقال: بل أشد من ذلك، اعتزل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أزواجه. الحديث. وفي لفظ آخر (أنه قال وكنا تحدثنا أن آل غسان تنعل النعال لغزونا، فنزل صاحبي يوم نوبته، فرجع عشاء، فضرب بابي ضرباً شديداً وقال: أنائم هو؟ ففزعت، فخرجت إليه، وقال: حدث أمر عظيم. فقلت ما هو؟ أجاءت غسان؟ قال: لا بل أعظم منه وأطول، طلق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم نساءه. الحديث. وهذا يدل على خطورة الموقف، الذي كان يواجهه المسلمون بالنسبة إلى الرومان ويزيد ذلك تأكداً ما فعله المنافقون حينما نقلت إلى المدينة أخبار إعداد الرومان، فبرغم ما رآه هؤلاء المنافقون من نجاح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في كل الميادين وأنه لا يوجل من أيِّ سلطان على ظهر الأرض، بل يذيب كل ما يعترض في طريقه من عوائق - برغم هذا كله - طفق هؤلاء النافقون يأملون في تحقيق ما كانوا يخفونه في صدورهم، وما كانوا يتربصونه من الشر بالإسلام وأهله. ونظراً إلى قرب تحقق آمالهم أنشأوا وكرا للدس والتآمر، في صورة مسجد، وهو مسجد الضرار، أسسوه كفراً وتفريقاً بين المؤمنين وإرصاداً لمن حارب اللَّه ورسوله، وعرضوا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن يصلي فيه، وإنما غرضهم بذلك أن يخدعوا المؤمنين فلا يفطنوا ما يؤتى به في هذا المسجد من الدس والمؤامرة ضدهم، ولا يلتفوا إلى من يرده ويصدر عنه، فيصير وكرة مأمونة لهؤلاء إلى قفوله من الغزوة - لشغله بالجهاز، ففشلوا في مرامهم وفضحهم اللَّه - حتى قام الرسول صلى الله عليه وسلم بهدم المسجد بعد القفول من الغزو، بدل أن يصلي فيه. الأخبار الخاصة عن استعداد الرومان وغسان: كانت هذه هي الأحوال والأخبار التي يواجهها ويتلقاها المسلمون، إذ بلغهم من الأنباط الذين يقدمون بالزيت من الشام إلى المدينة أن هرقل قد هيأ جيشاً عرمرماً قوامه أربعون ألف مقاتل، وأعطى قيادته لعظيم من عظماء الروم، وأنه أجلب معهم قبائل لخم وجذام وغيرهما من متنصرة العرب. وأن مقدمتهم بلغت إلى البلقاء. وهكذا تمثل أمام المسلمين خطر كبير. زيادة خطورة الموقف: والذي كان يزيد خطورة الموقف أن الزمان كان فصل القيظ الشديد، وكان الناس في عسرة وجدب من البلاء وقلة من الظهر، وكانت الثمار قد طابت، فكانوا يحبون المقام في ثمارهم وظلالهم، ويكرهون الشخوص على الحال، من الزمان الذي هم فيه، ومع هذا كله كانت المسافة بعيدة، والطريق وعرة صعبة. الرسول صلى الله عليه وسلم يقرر القيام بإقدام حاسم: ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم كان ينظر إلى الظروف والتطورات بنظر أدق وأحكم من هذا كله، إنه كان يرى أنه لو توانى وتكاسل عن غزو الرومان في هذه الظروف الحاسمة، وترك الرومان لتجوس خلال المناطق التي كانت تحت سيطرة الإسلامي ونفوذه، وتزحف إلى المدينة كان له أسوأ أثر على الدعوة الإسلامية وعلى سمعة المسلمين العسكرية، فالجاهلية التي تلفظ نفسها الأخير بعد ما لقيت من الضربة القاصمة في حنين ستحيا مرة أخرى، والمنافقون الذين يتربصون الدوائر بالمسلمين، ويتصلون بملك الرومان بواسطة أبي عامر الفاسق سيبعجون بطون المسلمين بخناجرهم من الخلف، في حين تهجم الرومان بحملة ضارية ضد المسلمين من الأمام، وهكذا يخفق كثير من الجهود التي بذلها هو وأصحابه في نشر الإسلام وتذهب المكاسب التي حصلوا عليها بعد حروب دامية ودوريات عسكرية متتابعة متواصلة تذهب هذه المكاسب بغير جدوى. كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يعرف كل ذلك جيداً، ولذلك قرر القيام - مع ما كان فيه من العسرة والشدة - بغزوة فاصلة يخوضها المسلمون ضد الرومان في حدودهم. ولا يمهلونهم حتى يزحفوا إلى دار الإسلام. الإعلان بالتهيؤ لقتال الرومان: ولما قرر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الموقف أعلن في الصحابة أن يتجهزوا للقتال. وبعث إلى القبائل من العرب وإلى أهل مكة يستنفرهم. وكان كل ما يريد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها. ولكنه نظراً إلى خطورة الموقف وإلى شدة العسرة أعلن أنه يريد لقاء الرومان. وجلى للناس أمرهم؛ ليتأهبوا أهبة كاملة. وحضهم على الجهاد، ونزلت قطعة من سورة براءة تثيرهم على الجلاد، وتحثهم على القتال. ورغبهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في بذل الصدقات، وإنفاق كرائم الأموال في سبيل اللَّه. المسلمون يتسابقون إلى التجهز للغزو: ولم يكن من المسلمين أن سمعوا صوت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يدعو إلى قتال الروم إلا وتسابقوا إلى امتثاله، فقاموا يتجهزون للقتال بسرعة بالغة، وأخذت القبائل والبطون تهبط إلى المدينة من كل صوب وناحية، ولم يرض أحد من المسلمين أن يتخلف عن هذه الغزوة - إلا الذين في قلوبهم مرض وإلا ثلاثة نفر - حتى كان يجيء أهل الحاجة والفاقة يستحملون رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ؛ ليخرجوا إلى قتال الروم، فإذا قال لهم: {لا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ} [التوبة: 92]. كما تسابق المسلمون في إنفاق الأموال وبذل الصدقات، كان عثمان بن عفان قد جهز عيراً للشام، مائتا بعير بأقتابها وأحلاسها، ومائتا أوقية، فتصدق بها ثم تصدق بمائة بعير بأحلاسها وأقتابها، ثم جاء بألف دينار فنثرها في حجره صلى الله عليه وسلم . فكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقلبها ويقول ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم، ثم تصدق وتصدق حتى بلغ مقدار صدقته تسعمائة بعير ومائة فرس سوى النقود. وجاء عبد الرحمن بن عوف بمائتي أوقية فضة، وجاء أبو بكر بماله كله ولم يترك لأهله إلا اللَّه ورسوله - وكانت أربعة آلاف درهم، وهو أول من جاء بصدقته. وجاء عمر بنصف ماله، وجاء العباس بمال كثير. وجاء طلحة وسعد بن عبادة ومحمد بن مسلمة، كلهم جاؤوا بمال. وجاء عاصم بن عدي بتسعين وسقا من التمر. وتتابع الناس بصدقاتهم قليلها وكثيرها، حتى كان منهم من أنفق مداً أو مدين لم يكن يستطيع غيرها. وبعثت النساء ما قدرن عليه من مسك ومعاضد وخلاخل وقرط وخواتم. ولم يمسك أحد يده، ولم يبخل بماله إلا المنافقون: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ} [التوبة: 79]. الجيش الإسلامي إلى تبوك: وهكذا تجهز الجيش، فاستعمل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على المدينة محمد بن مسلمة الأنصاري، وقيل سباع بن عرفطة، وخلف على أهله علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه، وأمره بالإقامة فيهم، وغمص عليه المنافقون، فخرج فلحق برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، فرده إلى المدينة وقال: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي. ثم تحرك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوم الخميس نحو الشمال يريد تبوك، ولكن الجيش كان كبيراً - ثلاثون ألف مقاتل، لم يخرج المسلمون في مثل هذا الجمع الكبير قبله قط - فلم يستطع المسلمون مع ما بذلوه من الأموال أن يجهزوه تجهيزاً كاملاً. بل كانت في الجيش قلة شديدة بالنسبة إلى الزاد والمراكب، فكان ثمانية عشر رجلاً يتعقبون بعيراً واحداً. وربما أكلوا أوراق الأشجار حتى تورمت شفاههم، واضطروا إلى ذبح البعير - مع قلتها - ليشربوا ما في كرشه من الماء، ولذلك سمي هذا الجيش جيش العسرة. ومر الجيش الإسلامي في طريقه إلى تبوك بالحجر - ديار ثمود الذين جابوا الصخر بالواد، أي وادي القرى فاستقى الناس من بئرها، فلما راحوا قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لا تشربوا من مائها ولا تتوضأوا منه للصلاة. وما كان من عجين عجنتموه فاعلفوه الإبل، ولا تأكلوا منه شيئاً، وأمرهم أن يستقوا من البئر التي كانت تردها ناقة صالح عليه السلام. وفي الصحيحين عن ابن عمر قال: لما مر النبي صلى الله عليه وسلم بالحجر قال: لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم إلا أن تكونوا باكين، ثم قنع رأسه وأسرع بالسير حتى جاز الوادي. واشتدت في الطريق حاجة الجيش إلى الماء حتى شكوا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، فدعا اللَّه، فأرسل اللَّه سحابة فأمطرت حتى ارتوى الناس، واحتملوا حاجاتهم من الماء. ولما قرب من تبوك قال: إنكم ستأتون غداً إن شاء اللَّه تعالى عين تبوك، وإنكم لن تأتوها حتى يضحى النهار، فمن جاءها فلا يمس من مائها شيئاً حتى آتي قال معاذ: فجئنا وقد سبق إليهما رجلان، والعين تبض بشيء من مائها، فسألهما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم هل مسستما من مائها شيئاً؟ قالا نعم. وقال لهما ما شاء اللَّه أن يقول. ثم غرف من العين قليلاً قليلاً حتى اجتمع الوشل، ثم غسل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فيه وجهه ويده، ثم أعاده فيها فجرت العين بماء كثير فاستقى الناس، ثم قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما ههنا قد ملىء حناناً. وفي الطريق أو لما بلغ تبوك - على اختلاف الروايات - قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم تهب عليكم الليلة ريح شديدة، فلا يقم أحد منكم، فمن كان له بعير فليشد عقاله، فهبت ريح شديدة، فقام رجل فحملته الريح حتى ألقته بجبلي طيء. وكان دأب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في الطريق أنه كان يجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء جمع التقديم وجمع التأخير كليهما. الجيش الإسلامي بتبوك: نزل الجيش الإسلامي بتبوك، فعسكر هناك، وهو مستعد للقاء العدو، وقام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فيهم خطيباً، فخطب خطبة بليغة، أتى بجوامع الكلم وحض على خير الدنيا والآخرة. وحذر وأنذر، وبشر وأبشر، حتى رفع معنوياتهم، وجبر بها ما كان فيهم من النقص والخلل من حيث قلة الزاد والمادة والمؤنة. وأما الرومان وحلفاؤهم فلما سمعوا بزحف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أخذهم الرعب فلم يجترئوا على التقدم واللقاء، بل تفرقوا في البلاد في داخل حدودهم، فكان لذلك أحسن أثر بالنسبة إلى سمعة المسلمين العسكرية، في داخل الجزيرة وأرجائها النائية. وحصل بذلك المسلمون على مكاسب سياسية كبيرة وخطيرة بما لم يكونوا يحصلون عليها لو وقع هناك اصطدام بين الجيشين. جاء يحنة بن روبة صاحب أيلة، فصالح الرسول صلى الله عليه وسلم وأعطاه الجزية، وأتاه أهل جرباء وأهل أذرح، فأعطوه الجزية، وكتب لهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كتاباً فهو عندهم، وكتب لصاحب أيلة بسم اللَّه الرحمن الرحيم، هذه أمنة من اللَّه ومحمد النبي رسول اللَّه ليحنة بن روبة وأهل أيلة، سفنهم وسياراتهم في البر والبحر لهم ذمة اللَّه وذمة محمد النبي، ومن كان معه من أهل الشام وأهل البحر، فمن أحدث منهم حدثاً، فإنه لا يحول ماله دون نفسه، وإنه طيب لمن أخذه من الناس، وأنه لا يحل أن يمنعوا ماء يردونه، ولا طريقاً يريدونه من بر أو بحر. وبعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى أكيدر دومة الجندل في أربعمائة وعشرين فارساً، وقال له إنك ستجده بصيد البقر، فأتاه خالد، فلما كان من حصنه بمنظر العين، خرجت بقرة، تحك بقرونها باب القصر، فخرج أكيدر لصيده - وكانت ليلة مقمرة - فتلقاه خالد في خيله، فأخذه وجاء به إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، فحقن دمه، وصالحه على ألفي بعير، وثمانمائة رأس، وأربعمائة درع، وأربعمائة رمح، وأقر بإعطاء الجزية، فقاضاه مع يحنة على قضية دومة وتبوك وأيلة وتيماء. وأيقنت القبائل التي كانت تعمل لحساب الرومان أن اعتمادها على سادتها الأقدمين قد فات أوانه، فانقلبت لصالح المسلمين، وهكذا توسعت حدود الدولة الإسلامية، حتى لاقت حدود الرومان مباشرة، وشهد عملاء الرومان نهايتهم إلى حد كبير. الرجوع إلى المدينة: رجع المسلمون من تبوك مظفرين منصورين، لم ينالوا كيداً، وكفى اللَّه المؤمنين القتال، وفي الطريق عند عقبة حاول اثنا عشر رجلاً من المنافقين الفتك بالنبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك أنه حينما كان يمر بتلك العقبة كان معه عمار يقود بزمام ناقته، وحذيفة بن اليمان يسوقها، وأنخذ الناس ببطن الوادي، فانتهز أولئك المنافقون هذه الفرصة، فبينما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وصاحباه يسيران إذ سمعوا وكزة القوم من ورائهم قد غشوه وهم ملتثمون، فبعث حذيفة فضرب وجوه رواحلهم بمحجن كان معه، فأرعبهم اللَّه، فأسرعوا في الفرار حتى لحقوا بالقوم. وأخبر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بأسمائهم، وبما هموا به، فلذلك كان حذيفة يسمى بصاحب سر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم . وفي ذلك يقول اللَّه تعالى: {وهموا بما لم ينالوا}. ولما لاحت للنبي صلى الله عليه وسلم معالم المدينة من بعيد قال: هذه طابة، وهذا أحد، جبل يحبنا ونحبه، وتسامع الناس بمقدمه، فخرج النساء والصبيان والولائد يقابلن الجيش بحفاوة بالغة ويقلن: طلع البدر علينا من ثنيات الوداع وجب الشكر علينا ما دعا للَّه داع وكان خروجه صلى الله عليه وسلم إلى تبوك في رجب وعودته في رمضان، واستغرقت هذه الغزوة خمسين يوماً، أقام منها عشرين يوماً في تبوك. والبواقي قضاها في الطريق جيئة وذهاباً. وكانت هذه الغزوة آخر غزواته صلى الله عليه وسلم . المخلفون: وكانت هذه الغزوة - لظروفها الخاصة بها - اختباراً شديداً من اللَّه تعالى، امتاز به المؤمنون من غيرهم. كما هو دأبه تعالى في مثل هذه المواطن، حيث يقول: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [آل عمران: 179] فقد خرج لهذه الغزوة كل من كان مؤمناً صادقاً، حتى صار التخلف أمارة على نفاق الرجل، فكان الرجل إذا تخلف وذكروه لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال لهم دعوه، فإن يكن فيه خير فسيلحقه اللَّه بكم، وإن يكن غير ذلك فقط أراحكم منه، فلم يتخلف إلا من حبسهم العذر، أو الذين كذبوا اللَّه ورسوله من المنافقين، الذين قعدوا بعد أن استأذنوا للقعود كذباً، أو قعدوا ولم يستأذنوا رأساً. نعم كان هناك ثلاثة نفر من المؤمنين الصادقين تخلفوا من غير مبرر. وهم الذين أبلاهم اللَّه، ثم تاب عليهم. ولما دخل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المدينة بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ثم جلس للناس، فأما المنافقون - وهم بضعة وثمانون رجلاً فجاؤوا يعتذرون بأنواع شتى من الأعذار. وطفقوا يحلفون له، فقبل منهم علانيتهم، وبايعهم، واستغفر لهم، ووكل سرائرهم إلى اللَّه. وأما النفر الثلاثة من المؤمنين الصادقين - وهم كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أمية - فاختاروا الصدق، فأمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الصحابة أن لا يكلموا هؤلاء الثلاثة، وجرت ضد هؤلاء الثلاثة مقاطعة شديدة، وتغير لهم الناس، حتى تنكرت لهم الأرض، وضاقت عليهم بما رحبت، وضاقت عليهم أنفسهم، وبلغت بهم الشدة أنهم بعد أن قضوا أربعين ليلة من بداية المقاطعة أمروا أن يعتزلوا نساءهم، حتى تمت على مقاطعتهم خمسون ليلة، ثم أنزل اللَّه توبتهم: {وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة: 118]. وفرح المسلمون، وفرح الثلاثة فرحاً لا يقاس مداه وغايته، فبشروا وأبشروا واستبشروا وأجازوا وتصدقوا، وكان أسعد يوم من أيام حياتهم. وأما الذين حبسهم العذر فقد قال تعالى فيهم: {لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ}، الآيتين [التوبة: 91-92] وقال فيهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين دنا من المدينة: إن بالمدينة رجالاً ما سرتم مسيراً، ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم، حبسهم العذر، قالوا: يا رسول اللَّه، وهم بالمدينة؟ قال: وهم بالمدينة. أثر الغزوة: وكان لهذه الغزوة أعظم أثر في بسط نفوذ المسلمين وتقويته على جزيرة العرب، فقد تبين للناس أنه ليس لأي قوة من القوات أن تعيش في العرب سوى قوة الإسلام، وبطلت بقايا أمل وأمنية كانت تتحرك في قلوب بقايا الجاهليين المنافقين الذين كانوا يتربصون الدوائر بالمسلمين، وكانوا قد عقدوا آمالهم بالرومان فقد استكانوا بعد هذه الغزوة، واستسلموا للأمر الواقع، الذي لم يجدوا عنه محيداً ولا مناصاً. ولذلك لم يبق للمنافقين أن يعاملهم المسلمون بالرفق واللين، وقد أمر اللَّه بالتشدد عليهم، حتى نهى عن قبول صدقاتهم، وعن الصلاة عليهم، والاستغفار لهم والقيام على قبرهم، وأمر بهدم وكرة دسهم وتآمرهم التي بنوها باسم المسجد، وأنزل فيهم آيات افتضحوا بها افتضاحاً تاماً، لم يبق في معرفتهم بعدها أي خفاء، كأن الآيات قد نصت على أسمائهم لمن يسكن بالمدينة. ويعرف مدى أثر هذه الغزوة من أن العرب وإن كانت قد أخذت في التوافد إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بعد غزوة فتح مكة، بل وما قبلها، إلا أن تتابع الوفود وتكاثرها بلغ إلى القمة بعد هذه الغزوة. نزول القرآن حول موضوع الغزوة: نزلت آيات كثيرة من سورة براءة حول موضوع الغزوة، نزل بعضها قبل الخروج، وبعضها بعد الخروج - وهو في السفر - وبعض آخر منها بعد الرجوع إلى المدينة. وقد اشتملت على ذكر ظروف الغزوة، وفضح المنافقين، وفضل المجاهدين المخلصين، وقبول التوبة من المؤمنين الصادقين، الخارجين منهم في الغزوة والمتخلفين، إلى غير ذلك من الأمور. بعض الوقائعالمهمة في هذه السنة: وفي هذه السنة وقعت عدة وقائع لها أهمية في التاريخ: 1. بعد قدوم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من تبوك وقع اللعان بين عويمر العجلاني وامرأته. 2. رجمت المرأة الغامدية التي جاءت فاعترفت على نفسها بالفاحشة، رجمت بعدما فطمت ابنها. 3. توفي النجاشي أصحمة ملك الحبشة وصلى عليهرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صلاة الغائب. 4. توفيت أم كلثوم بنت النبي صلى الله عليه وسلم ، فحزن عليها حزناً شديداً. وقال لعثمان لو كانت عندي ثالثة لزوجتكها. 5. مات رأس المنافقين عبد اللَّه بن أبي ابن سلول بعد مرجع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من تبوك، فاستغفر له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، وصلى عليه بعد أن حاول عمر منعه عن الصلاة عليه، وقد نزل القرآن بعد ذلك بموافقة عمر. حج أبي بكر رضي اللَّه عنه: وفي ذي القعدة أو ذي الحجة من نفس السنة (9هـ) بعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق رضي اللَّه عنه أميراً على الحج؛ ليقيم بالمسلمين المناسك. ثم نزلت أوائل سورة براءة بنقض المواثيق ونبذها على سواء، فبعث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب ليؤدي عنه ذلك، وذلك تمشياً منه على عادة العرب في عهود الدماء والأموال، فالتقى علي بأبي بكر بالعرج أو بضجنان، فقال أبو بكر: أمير أو مأمور؟ قال علي: لا، بل مأمور. ثم مضيا، وأقام أبو بكر للناس حجهم، حتى إذا كان يوم النحر، قام علي بن أبي طالب عند الجمرة، فأذن في الناس بالذي أمره رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، ونبذ إلى كل ذي عهد عهده، وأجل لهم أربعة شهور، وكذلك أجل أربعة أشهر لمن لم يكن له عهد، وأما الذين لم ينقصوا المسلمين شيئاً، ولم يظاهروا عليهم أحداً فأبقى عهدهم إلى مدتهم. وبعث أبو بكر رضي اللَّه عنه رجالاً ينادون في الناس ألا لا يحج بعد هذا العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان. وكان هذا النداء بمثابة إعلان نهاية الوثنية في جزيرة العرب، وأنها لا تبدىء ولا تعيد بعد هذا العام. نظرة على الغزوات إذا نظرنا إلى غزوات النبي - صلى الله عليه وسلم وبعوثه وسراياه لا يمكن لنا ولا لأحد ممن ينظر في أوضاع الحروب وآثارها وخلفياتها لا يمكن لنا إلا أن نقول إن النبي صلى الله عليه وسلم كان أكبر قائد عسكري في الدنيا، وأسدهم وأعمقهم فراسة وتيقظاً، إنه صاحب عبقرية فذة في هذا الوصف، كما كان سيد الرسل وأعظمهم في صفة النبوة والرسالة، فلم يخض معركة من المعارك إلا في الظرف ومن الجهة اللذين يقتضيهما الحزم والشجاعة والتدبير. ولذلك لم يفشل في أي معركة من المعارك التي خاضها لغلطة في الحكمة وما إليها من تعبئة الجيش وتعيينه على المراكز الاستراتيجية، واحتلال أفضل المواضع وأوثقها للمجابهة، واختيار أفضل خطة لإدارة دفة القتال بل أثبت في كل ذلك أن له نوعاً آخر من القيادة غير ما عرفتها، وتعرف الدنيا في القواد ولم يقع ما وقع في أحد وحنين إلا من بعض الضعف في أفراد الجيش - في حنين - أو من جهة معصيتهم أوامره، وتركهم التقيد والالتزام بالحكمة والخطة اللتين كان أوجبهما عليهم من حيث الوجهة العسكرية. وقد تجلت عبقريته صلى الله عليه وسلم في هاتين الغزوتين عند هزيمة المسلمين فقد ثبت مجابهاً للعدو، واستطاع بحكمته الفذة أن يخيبهم في أهدافهم - كما فعل في أحد - أو يغير مجرى الحرب حتى يبدل الهزيمة انتصارا - كما في حنين - مع أن مثل هذا التطور الخطير، ومثل هذه الهزيمة الساحقة تأخذان بمشاعر القواد، وتتركان على أعصابهم أسوأ أثر، لا يبقى لهم بعد ذلك إلا هم النجاة بأنفسهم. هذه من ناحية القيادة العسكرية الخالصة، أما من نواح أخرى، فإنه استطاع بهذه الغزوات فرض الأمن وبسط السلام. وإطفاء نار الفتنة، وكسر شوكة الأعداء في صراع الإسلام والوثنية، وإلجائهم إلى المصالحة، وتخلية السبيل؛ لنشر الدعوة. كما استطاع أن يتعرف على المخلصين من أصحابه ممن هو يبطن النفاق، ويضمر نوازع الغدر والخيانة. وقد انشأ طائفة كبيرة من القواد، الذين لاقوا بعده الفرس والرومان في ميادين العراق والشام، ففاقوهم في تخطيط الحروب وإدارة دفة القتال؛ حتى استطاعوا إجلاءهم من أرضهم وديارهم وأموالهم من جنات وعيون وزروع ومقام كريم، ونعمة كانوا فيها فاكهين. كما استطاع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بفضل هذه الغزوات، أن يوفر السكنى والأرض والحرف والمشاغل للمسلمين، حتى قضى على كثير من مشاكل اللاجئين الذين لم يكن لهم مال ولا دار، وهيأ السلاح والكراع والعدة والنفقات. حصل على كل ذلك من غير أن يقوم بمثقال ذرة من الظلم والطغيان والبغي والعدوان على عباد اللَّه. وقد غير أغراض الحروب وأهدافها التي كانت تضطرم نار الحرب وجلها في الجاهلية، فبينما كانت الحرب عبارة عن النهب والسلب والقتل والإغارة والظلم والبغي والعدوان، وأخذ الثأر، والفوز بالوتر، وكبت الضعيف وتخريب العمران وتدمير البنيان، وهتك حرمات النساء، والقسوة بالضعاف والولائد والصبيان وإهلاك الحرث والنسل، والعبث والفساد في الأرض - في الجاهلية - إذ صارت هذه الحرب - في الإسلام - جهاداً في تحقيق أهداف نبيلة، وأغراض سامية وغايات محمودة، يعتز بها المجتمع الإنساني في كل زمان ومكان. فقد صارت الحرب جهاداً في تخليص الإنسان من نظام القهر والعدوان، إلى نظام العدالة والنصف، من نظام يأكل فيه القوي الضعيف، إلى نظام يصير فيه القوي ضعيفاً حتى يؤخذ منه، وصارت جهاداً في تخليص المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك ولياً، واجعل لنا من لدنك نصيرا، وصارت جهاداً في تطهير أرض اللَّه من الغدر والخيانة والإثم والعدوان إلى بسط الأمن والسلامة والرأفة والرحمة ومراعاة الحقوق والمروءة. كما شرع للحروب قواعد شريفة ألزم التقيد بها على جنوده وقوادها، ولم يسمح لهم الخروج عنها بحال، روى سليمان بن بريدة عن أبيه قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميراً على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى اللَّه عز وجل، ومن معه من المسلمين خيراً، ثم قال: اغزوا بسم اللَّه، في سبيل اللَّه، قاتلوا من كفر باللَّه، اغزوا، فلا تغلوا ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليداً.. الحديث، وكان يأمر بالتيسير ويقول يسروا ولا تعسروا، وسكنوا ولا تنفروا. وكان إذا جاء قوماً بليل لم يغر عليهم حتى يصبح، ونهى أشد النهي عن التحريق في النار، ونهى عن قتل الصبي، وقتل النساء وضربهن، ونهى عن النهب حتى قال: إن النهبى ليست بأحل من الميتة، ونهى عن إهلاك الحرث والنسل وقطع الأشجار إلا إذا اشتدت إليها الحاجة، ولا يبقى سواه سبيلاً. وقال عند فتح مكة لا تجهزن على جريح ولا تتبعن مدبرا ولا تقتلن أسيرا، وأمضى السنة بأن السفير لا يقتل، وشدد في النهي عن قتل المعاهدين حتى قال: من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها لتوجد من مسيرة أربعين عاماً..إلى غير ذلك من القواعد النبيلة التي طهرت الحروب من أدران الجاهلية حتى جعلتها جهاداً مقدساً.


y.,m jf,;





رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:22 AM.




أقسام المنتدى

المنتديات الرئيسية @ المنتدى العــــــام @ المنتدى الاجتماعي @ قرى دنقــلا @ الرياضة @ أدبيات دنقلا @ القصة والرواية والشعر @ المنتديات الثقافية @ منتديات الأسرة @ المنتديات الادارية @ المسابقات والالعاب @ قسم الشكاوى والاقتراحات @ قسم المشرفين @ تقنية المعلومات @ الكمبيوتر والاتصالات @ الصور @ مناظر طبيعية @ صور مضحكة @ صور من شمال السودان @ تنمية وتطوير دنقلا @ منتدى اللغات والثقافات الأخرى @ قسم الارشيف @ قسم الروابط @ رابطة أبناء دنقلا @ الاسرة @ الشعر والخواطر @ القصة والرواية @ التصميم والجرافيكس @ الاتصالات والجوال @ برامج الكمبيوتر @ ركن المغتربين @ صور عامة @ مطبخ الاسرة @ الاسرة والمجتمع @ قسم التراث والحضارة @ القسم الاسلامي @ المنتدى الاسلامي @ أحداث وشخصيات غيرت حياتنا @ الطرائف والنكات @ قسم التلاوة @ ابداعات الاعضاء الخاصة @ قسم المرأة والبراعم @ المنتدى الزراعي @ قسم الحضاره والتراث @ قسم اللغات النوبية @ قسم السياحه والاثار @ قسم المناسبات @ قسم الترحيب بالاعضاء الجدد @ قسم الدراسات والاراء والاقتراحات @ قسم الخدمات وتشمل التعليم الصحه والبيئة والبنيه التحتيه @ قسم لقاء مع مسئول له علاقه بدنقلا @ روابط أبناء دنقلا بجميع انحاء العالم @ رابطة أبناء محلية دنقلا بالرياض @ رابطة أبناء دنقلا الكبرى بجده @ شخصيات في ضيافة دنقلا الاصالة والتاريخ @ موضوع الشهر @ موضوع الشهر @ إعلامي المنتدى @ حاتم حسن محجوب @ سيف الدين عيسى مختار @ عبد الله القاضي @ رابطة أبناء دنقلا الكبرى بالدوحة (قطر) @ المنتدى السياسي @ قسم المواضيع المنقوله @ قسم مجلس الإدارة @ قسم مجموعة أبناء دنقلا بالخرطوم @ طه كجوك @ قسم رابطة طلاب دنقلا بالجامعات والمعاهد العليا @ قوانين وشروط @ قوانين وضوابط المنتدى @ المستشار البشرى عبد الحميد @ مواضيع رمضانية @ الخيمة الرمضانية 1433هـ @ عصام دقداق @ رابطة دنقلا الكبري بجدة القسم الاداري @ رابطة دنقلا الكبري بجدة القسم الاداري @ الخيمة الرمضانية 1439 هـ @ مكتبة الاستاذ محمد فضل طبق @ مكتبة الاستاذ عباس حسن محمد علي طه @ الطب والصحة @ كمال القوصي @


فهم أصول وتاريخ منتديات الملوك

تعتبر منتديات "الملوك" أحد المظاهر البارزة في المجتمعات العربية عبر الإنترنت، حيث تُعد منصة افتراضية لتبادل الآراء والمعرفة بين أفراد مختلفين من جميع أنحاء العالم العربي. تحمل هذه المنتديات تاريخًا غنيًا وأصولًا عميقة، وتساهم في تشكيل الحوارات الرقمية والتواصل الثقافي بين الأفراد. يهدف هذا المقال إلى فهم أصول وتطور هذه المنتديات ودورها في بناء المجتمعات الافتراضية العربية.

أصول منتديات "الملوك": تعود جذور منتديات "الملوك" إلى فترة مبكرة من تطور الإنترنت في العالم العربي، حيث بدأت الحاجة إلى منصات تفاعلية تسمح للأفراد بالتواصل وتبادل الآراء والمعلومات. بدأت هذه المنتديات كمبادرات مجتمعية بسيطة، ولكنها سرعان ما نمت لتصبح مساحات حوار شاملة تجمع بين أفراد مهتمين بمواضيع مختلفة.

تطور التاريخي: شهدت سنوات التطور المبكرة لمنتديات "الملوك" نموًا ملحوظًا في عدد الأعضاء وتنوع المحتوى. بدأت المناقشات تتنوع بين المواضيع الاجتماعية والثقافية والسياسية والدينية وغيرها، مما أدى إلى تعزيز التواصل وتبادل الخبرات بين المشاركين. مع تطور تكنولوجيا الإنترنت، أصبح من السهل الوصول إلى المنتديات والمشاركة فيها، مما دفع بمزيد من الأفراد إلى الانضمام إلى هذه المجتمعات الرقمية.

أثر المنتديات على الثقافة الرقمية: تلعب منتديات "الملوك" دورًا حيويًا في تشكيل الثقافة الرقمية في العالم العربي، حيث تسهم في تعزيز التواصل وتبادل المعرفة وتشجيع الحوار البناء. تعتبر هذه المنتديات مكانًا للتعبير عن الآراء بحرية، وتعزيز التواصل الثقافي بين الأفراد من خلفيات ومناطق مختلفة. بالإضافة إلى ذلك، تشكل المنتديات مساحة للتعرف على وجهات النظر المتنوعة والتعلم من تجارب الآخرين، مما يعزز الفهم المتبادل والتعاون الثقافي.

التحديات والجدل: على الرغم من أهمية منتديات "الملوك"، إلا أنها تواجه تحديات متعددة، بما في ذلك الصعوبات في إدارة المحتوى وحل النزاعات وضمان الأمان الرقمي. قد تتعرض هذه المنتديات أيضًا للانتقادات بسبب انتشار المعلومات غير الموثقة أو التحريضية، مما يؤثر على سمعتها وشعبيتها.

التطلعات المستقبلية: رغم التحديات، يتوقع أن تستمر منتديات "الملوك" في النمو والتطور في المستقبل، خاصة مع تطور تكنولوجيا الإنترنت وزيادة الوعي الرقمي بين الأفراد. من المهم تعزيز الحوار البناء والتعاون المشترك بين المشاركين في هذه المنتديات، وتعزيز التوجه نحو الرقمنة والتكنولوجيا الحديثة في تقديم الخدمات وتحسين تجربة المستخدم.

تُعتبر منتديات "الملوك" أحد أهم الأدوات في بناء المجتمعات الرقمية العربية، حيث تسهم في تشكيل الحوارات الثقافية وتعزيز التواصل الاجتماعي وتبادل المعرفة. يجب على الأفراد المشاركين العمل معًا للمحافظة على هذه المنتديات كمساحات آمنة ومثيرة للاهتمام للتفاعل والتعلم والتواصل.

تطور وتنوع المواضيع في منتديات الملوك: نافذة على التنوع الثقافي والاجتماعي في العالم العربي

تعتبر منتديات الملوك منصة رقمية فريدة في العالم العربي، حيث تجتمع فيها مختلف الأفكار والآراء لتشكيل حوارات مثيرة ومفيدة. يتنوع محتوى هذه المنتديات بين المواضيع الثقافية والسياسية والاقتصادية والدينية، مما يعكس تنوع المجتمع وتعدد الهويات في العالم العربي. يهدف هذا المقال إلى استكشاف تطور وتنوع المواضيع المطروحة في منتديات الملوك، ودور هذا التنوع في تعزيز الحوارات وتحقيق التواصل الثقافي.

تطور المواضيع في المنتديات: شهدت منتديات الملوك تطورًا ملحوظًا في المواضيع المطروحة على مر السنين. بدأت المناقشات بالتركيز على المواضيع الثقافية والأدبية، مثل الشعر والأدب والتاريخ، ومن ثم توسعت لتشمل المواضيع السياسية والاجتماعية والدينية والعلمية. مع تطور التكنولوجيا وتوسع نطاق الإنترنت، زادت تنوع المواضيع واتسعت دائرة المشاركة.

تنوع المواضيع وتعدد الهويات: يعكس تنوع المواضيع المطروحة في منتديات الملوك تعدد الهويات والثقافات في العالم العربي. تجد في هذه المنتديات مواضيع تتناول قضايا الهوية العربية والتراث الثقافي، بجانب المواضيع الحديثة والعصرية التي تتناول التطورات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية. يعكس هذا التنوع غنى وتعدد المجتمع العربي، ويعزز التفاعل والتبادل الثقافي بين أفراده.

أثر التنوع على الحوارات الثقافية: يسهم تنوع المواضيع في منتديات الملوك في إثراء الحوارات الثقافية وتوسيع آفاق المشاركين. فمن خلال تبادل وجهات النظر المتنوعة، يتم تعزيز التفاهم والتسامح وتقبل الآخر. يمثل هذا النوع من الحوارات بيئة مثلى لنقل المعرفة وتبادل الخبرات بين الأفراد، مما يعزز التطور الثقافي والاجتماعي في المجتمع العربي.

التحديات والفرص: على الرغم من أهمية تنوع المواضيع في منتديات الملوك، إلا أنه يواجه تحديات عديدة مثل التطرف والتحريض ونشر المعلومات الكاذبة. يتطلب الحفاظ على هذا التنوع التحديث المستمر لسياسات المنتديات وتشجيع الحوار البناء والتعاون بين المشاركين. بالتالي، يمكن أن يكون التنوع في المواضيع فرصة لتحقيق التغيير الإيجابي وتعزيز التعايش السلمي في المجتمع العربي.

تشكل منتديات الملوك مساحة رقمية هامة لتبادل الآراء والمعرفة في العالم العربي. يعكس تنوع المواضيع المطروحة فيها تعدد الهويات والثقافات، ويسهم في تعزيز التفاعل والتبادل الثقافي بين أفراد المجتمع. من المهم الاستفادة من هذه الفرصة لتعزيز الحوارات البناءة وتحقيق التقدم والتطور في المجتمع العربي.

دور منتديات الملوك في بناء المجتمع الرقمي العربي: تحليل شامل وتقييم للتأثير تعتبر منتديات الملوك من أبرز الظواهر الرقمية في المجتمع العربي، حيث تشكل مساحة هامة لتبادل الأفكار والخبرات والمعرفة بين أفراد متنوعين. يُعتبر دور هذه المنتديات في بناء المجتمع الرقمي العربي ذا أهمية بالغة، حيث تسهم في تعزيز التواصل الاجتماعي، وتعميق الحوارات الثقافية، وتحفيز التفكير النقدي. يهدف هذا المقال إلى استعراض دور منتديات الملوك في بناء المجتمع الرقمي العربي، وتحليل تأثيرها على الثقافة الرقمية والتفاعل الاجتماعي.

التواصل وتبادل الخبرات: تُعتبر منتديات الملوك مكانًا مثاليًا لتواصل الأفراد وتبادل الخبرات والمعرفة. من خلال هذه المنصة، يمكن للمستخدمين طرح الأسئلة، والمناقشة في المواضيع المختلفة، والحصول على إجابات وآراء من أشخاص آخرين لديهم خبرات متنوعة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأعضاء أن يقدموا المشورة والدعم لبعضهم البعض، مما يساهم في بناء مجتمع رقمي تعاوني ومترابط.

تعزيز الثقافة الرقمية: تساهم منتديات الملوك في تعزيز الثقافة الرقمية في المجتمع العربي من خلال منصة للتفاعل الفعّال بين الأفراد. يتم طرح مواضيع متنوعة تشمل الثقافة والتاريخ والأدب والعلوم والتكنولوجيا، مما يسهم في توسيع آفاق المستخدمين وتحفيزهم على استكشاف مجالات جديدة من المعرفة. كما تُعد هذه المنتديات مكانًا لتبادل الآراء والتجارب حول الثقافة العربية وتعزيز التفاهم والتسامح بين الأعضاء.

تحفيز التفكير النقدي: يساهم دور منتديات الملوك في تحفيز التفكير النقدي لدى أفراد المجتمع الرقمي العربي. يتم تناول المواضيع الساخنة والجدلية، ويُشجع الأعضاء على التعبير عن آرائهم بحرية ومناقشة القضايا بشكل مباشر. هذا يعمل على توسيع آفاق الأفراد وتطوير مهاراتهم في التفكير النقدي واتخاذ القرارات المدروسة.

تحقيق التواصل الاجتماعي: تُعد منتديات الملوك مكانًا مثاليًا للتواصل الاجتماعي في المجتمع الرقمي العربي، حيث يتم بناء علاقات وصداقات جديدة بين الأعضاء. يمكن للمنتديات أن تكون منصة لتنظيم الفعاليات والنشاطات الاجتماعية التي تعزز التواصل بين الأفراد وتعزز الانتماء إلى المجتمع الرقمي.

باعتبارها مساحة رقمية ديناميكية، تُعد منتديات الملوك أداة قوية في بناء المجتمع الرقمي العربي. تساهم في تعزيز التواصل الاجتماعي، وتعميق الحوارات الثقافية، وتحفيز التفكير النقدي، وتعزيز التواصل الاجتماعي بين الأفراد. لذلك، يجب على المستخدمين والمشرفين في هذه المنتديات أن يستمروا في دعم هذه البيئة الرقمية الإيجابية وتعزيز دورها في بناء مجتمع رقمي مزدهر في العالم العربي.

تحديات وفرص تطوير منتديات الملوك في المستقبل: رؤية لتعزيز المجتمع الرقمي العربي

منتديات الملوك تعتبر منصة حوارية رقمية هامة في المجتمع العربي، حيث تسهم في تبادل الأفكار والمعرفة وتعزيز التواصل الاجتماعي. ومع تطور التكنولوجيا وزيادة انتشار الإنترنت، يواجه منتديات الملوك مجموعة من التحديات والفرص التي يجب التعامل معها بشكل فعال لضمان تطويرها المستدام في المستقبل. في هذا المقال، سنستعرض بعض التحديات والفرص التي تواجه منتديات الملوك وسبل التعامل معها لتحقيق التطور والنجاح في المستقبل.

التحديات التقنية: تعتبر التحديات التقنية واحدة من أبرز التحديات التي تواجه منتديات الملوك في المستقبل، حيث يجب مواكبة التطور التكنولوجي المستمر وتحسين تجربة المستخدمين. من بين هذه التحديات يمكن ذكر الحاجة إلى تحسين أداء المنتديات، وتوفير واجهات مستخدم جذابة وسهلة الاستخدام، وتطوير تقنيات الأمان لحماية بيانات المستخدمين.

التحديات الثقافية: تتمثل التحديات الثقافية في تعدد اللغات والثقافات في المجتمع العربي، مما يتطلب توجيه جهود لتعزيز التفاهم والتعايش الثقافي بين مختلف الأفراد. يجب على منتديات الملوك تطوير استراتيجيات لجذب المشاركين من مختلف الثقافات وتوفير بيئة ملائمة للتفاعل وتبادل الآراء بينهم.

التحديات في مجال الإدارة والتشغيل: تتضمن التحديات في مجال الإدارة والتشغيل ضرورة تطوير أنظمة إدارة فعالة تتيح للمشرفين إدارة المنتديات بكفاءة ومرونة. كما يتعين على المنتديات التحديث المستمر لسياسات الاستخدام وتطبيق القوانين بشكل عادل ومنصف.

الفرص للتطوير: رغم التحديات، فإن هناك فرصًا كبيرة لتطوير منتديات الملوك وتعزيز دورها في المجتمع الرقمي العربي. يمكن استغلال التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات لتحسين تجربة المستخدمين وتوجيه المحتوى بشكل أكثر دقة وفاعلية.

الاستثمار في التعليم والتوعية: تشكل التعليم والتوعية بشأن استخدام المنتديات بشكل آمن ومسؤول فرصة هامة لتعزيز مستوى الوعي والمشاركة الفعّالة للأعضاء. يمكن تطوير برامج تدريبية وحملات توعية للتأكيد على أهمية السلوك الرقمي الإيجابي ومكافحة التحريض والتطرف على الإنترنت.

يتطلب تطوير منتديات الملوك في المستقبل التعامل بشكل فعّال مع التحديات والاستفادة من الفرص المتاحة. يجب الاستمرار في تحسين التقنيات والتوجيه نحو تعزيز التفاعل الاجتماعي والثقافي، بالإضافة إلى تطوير سياسات إدارة فعّالة تضمن استمرارية نجاح المنتديات في المستقبل.

استراتيجيات التفاعل والمشاركة في منتديات الملوك: دليل شامل لتعزيز التفاعل الاجتماعي والثقافي

تعتبر منتديات الملوك مساحة هامة لتبادل الأفكار والمعرفة في المجتمع العربي، ولكن الفاعلية في المنتديات تعتمد بشكل كبير على مدى التفاعل والمشاركة بين أعضائها. يهدف هذا المقال إلى استعراض استراتيجيات التفاعل والمشاركة في منتديات الملوك، وتقديم دليل شامل لتحقيق تفاعل أكبر ومشاركة أفضل في هذه المنصات الرقمية الهامة.

فهم الجمهور واحتياجاته: أول خطوة في وضع استراتيجيات التفاعل والمشاركة هي فهم الجمهور المستهدف للمنتدى واحتياجاتهم. يجب أن تتضمن هذه الخطوة تحليلًا دقيقًا لسلوكيات المستخدمين واهتماماتهم المختلفة، وذلك من خلال دراسة البيانات واستطلاعات الرأي والتفاعل المباشر مع الأعضاء.

تحفيز التفاعل الاجتماعي: تعتمد نجاح المنتديات بشكل كبير على مستوى التفاعل الاجتماعي بين الأعضاء. يمكن تحفيز التفاعل من خلال إنشاء مواضيع مثيرة للاهتمام والتحفيز للمناقشة، والتفاعل النشط مع التعليقات والمشاركات، وتنظيم فعاليات وأنشطة تشجع على المشاركة الفعالة.

تشجيع المشاركة المتنوعة: يجب تشجيع المشاركة المتنوعة من خلال توفير منصة متنوعة للمواضيع والمواهب. يمكن تحقيق ذلك من خلال إطلاق تحديات ومسابقات متنوعة، وإتاحة فرص لعرض الأعمال الإبداعية والمشاركة في مناقشات متعددة الجوانب.

توفير بيئة آمنة ومحترمة: يجب أن تكون المنتديات بيئة آمنة ومحترمة لجميع الأعضاء، حيث يشعرون بالراحة للتعبير عن آرائهم دون خوف من الانتقاد أو التحرش. يتعين على المشرفين تطبيق سياسات صارمة للحفاظ على الاحترام والمسؤولية في المنتديات.

تشجيع التعاون والتفاعل البناء: يعتبر التعاون والتفاعل البناء أساسًا في نجاح المنتديات. يمكن تحقيق ذلك من خلال تشجيع المشاركين على تبادل المعرفة والخبرات، ومساعدة بعضهم البعض في حل المشاكل والاستفسارات، والمشاركة في المشروعات والفعاليات المشتركة.

تقديم المكافآت والتكريم: تعتبر المكافآت والتكريم وسيلة فعالة لتشجيع المشاركة الفعّالة في المنتديات. يمكن تقديم جوائز للأعضاء الأكثر تفاعلاً وإبداعًا، وتكريمهم عند تحقيق إنجازات معينة، مما يعزز شعورهم بالانتماء والتقدير.

الاستثمار في التحسين المستمر: يجب أن تكون المنتديات عملية مستمرة للتحسين والتطوير، استجابةً لاحتياجات الأعضاء وتطلعاتهم. يجب على الإدارة العمل على تحسين تجربة المستخدمين وتوفير المزيد من الخدمات والميزات المفيدة بناءً على ردود الفعل والاقتراحات.

تعتبر استراتيجيات التفاعل والمشاركة أساسية لضمان نجاح واستمرارية منتديات الملوك في المستقبل. من خلال تبني الاستراتيجيات المناسبة والاستماع لملاحظات الأعضاء، يمكن تعزيز التفاعل والمشاركة وبناء مجتمع رقمي فعال ومزدهر.

تأثير منتديات الملوك في تبادل المعرفة والخبرات: قوة التواصل الرقمي في بناء مجتمع المعرفة العربي

تعتبر منتديات الملوك أحد أهم الوسائل الرقمية التي تسهم في تبادل المعرفة والخبرات في المجتمع العربي. فهي تمثل منصة مثالية للتواصل والتفاعل بين أفراد متنوعين من خلفيات ثقافية ومهنية مختلفة. يهدف هذا المقال إلى استكشاف تأثير منتديات الملوك في تبادل المعرفة والخبرات، ودورها في تعزيز ثقافة المشاركة وبناء مجتمع المعرفة العربي.

تعزيز ثقافة المشاركة: تلعب منتديات الملوك دورًا هامًا في تعزيز ثقافة المشاركة في المجتمع العربي، حيث توفر منصة مفتوحة للتواصل والتفاعل بين الأعضاء. يمكن للمستخدمين طرح الأسئلة ومشاركة الخبرات والمعرفة في مجالات مختلفة، مما يعزز التفاعل الاجتماعي ويشجع على التعلم المستمر.

توفير فرص التعلم والتطوير: تعد منتديات الملوك مصدرًا غنيًا بالمعرفة والخبرات، حيث يمكن للأعضاء تبادل المعلومات والتجارب والنصائح في مجالات متعددة. هذا يوفر فرصًا للتعلم والتطوير المستمر، سواء في المجالات العلمية والتقنية أو الثقافية والفنية.

توسيع دائرة الاتصالات الاجتماعية: تسهم منتديات الملوك في توسيع دائرة الاتصالات الاجتماعية للأفراد، حيث يمكن للأعضاء التواصل مع أشخاص من مختلف الثقافات والبلدان والمجالات المهنية. يعزز هذا التواصل التبادل الثقافي والتفاهم المتبادل، مما يثري تجربة الأفراد ويفتح آفاقًا جديدة للتعلم والتطوير.

تعزيز التفاعل الاجتماعي والتعاون: تشجع منتديات الملوك على التفاعل الاجتماعي الفعّال والتعاون بين الأعضاء من خلال المناقشات والمشاركات المتنوعة. يمكن للمستخدمين أن يتعاونوا في حل المشاكل وتبادل الخبرات، مما يعزز روح التعاون والمساعدة المتبادلة.

تحفيز الابتكار والإبداع: تعتبر منتديات الملوك بيئة مثالية لتحفيز الابتكار والإبداع، حيث يمكن للأعضاء تبادل الأفكار والمشاريع الجديدة والحصول على تعليقات واقتراحات بناءة. يعزز هذا التبادل الإبداعي التطور والتقدم في مختلف المجالات.

توفير فرص الشبكة الاجتماعية والمهنية: تساهم منتديات الملوك في توفير فرص للشبكة الاجتماعية والمهنية للأعضاء، حيث يمكن للمشاركين بناء علاقات جديدة وتوسيع شبكاتهم الاجتماعية والمهنية. يمكن لهذه العلاقات أن تفتح أبوابًا جديدة للفرص الوظيفية والشراكات المستقبلية.

تؤثر منتديات الملوك بشكل كبير في تبادل المعرفة والخبرات في المجتمع العربي، وتلعب دورًا هامًا في بناء مجتمع المعرفة العربي المزدهر. من خلال تعزيز التواصل والتفاعل وتشجيع التعلم والتعاون، يمكن لهذه المنتديات أن تسهم في تعزيز التطور والتقدم في مختلف المجالات.

تأثير المنتديات الاجتماعية الأخرى على شعبية منتديات الملوك: دراسة تحليلية للتنافس والتأثير في المجتمع الرقمي العربي

تعتبر منتديات الملوك من أبرز المنصات الرقمية في المجتمع العربي، ولكن مع تزايد عدد منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، يطرح التساؤل حول تأثير هذه المنصات على شعبية منتديات الملوك. يهدف هذا المقال إلى إجراء دراسة تحليلية لتأثير المنتديات الاجتماعية الأخرى على شعبية منتديات الملوك في المجتمع الرقمي العربي.

المنافسة بين المنصات الاجتماعية: يشهد المجتمع الرقمي العربي تنافسًا شديدًا بين مختلف المنصات الاجتماعية، بما في ذلك منتديات الملوك ومنصات أخرى مثل فيسبوك، تويتر، وإنستغرام. يتنافس هذه المنصات على جذب انتباه المستخدمين وتحقيق أعلى مستويات التفاعل والمشاركة.

تأثير التوجهات الاجتماعية والثقافية: تؤثر التوجهات الاجتماعية والثقافية على اختيار المنصات الاجتماعية التي يفضلها الأفراد. فمن الممكن أن يتغير اتجاه الأفراد نحو استخدام منصات معينة بناءً على الاتجاهات الاجتماعية والثقافية في المجتمع.

التأثير الإعلاني والتسويقي: تعتمد شعبية المنصات الاجتماعية بشكل كبير على حملات التسويق والإعلانات التي تنفذها. يمكن للترويج والإعلانات عبر منصات مثل فيسبوك وإنستغرام أن تلعب دورًا كبيرًا في جذب المستخدمين وزيادة شعبية هذه المنصات.

تأثير الخصوصية والأمان: تؤثر مسائل الخصوصية والأمان على اختيار المستخدمين للمنصات الاجتماعية، حيث يفضل البعض المنصات التي توفر سياسات صارمة لحماية البيانات الشخصية والخصوصية.

تأثير التطور التكنولوجي: يمكن أن يؤثر التطور التكنولوجي على شعبية المنصات الاجتماعية، حيث قد تظهر منصات جديدة تقدم تجارب مستخدم مبتكرة ومثيرة تجذب الأفراد.

المميزات والخدمات المقدمة: تتنافس المنصات الاجتماعية على تقديم مميزات وخدمات تجذب المستخدمين، مثل خدمات البث المباشر والقصص القصيرة والميزات الإبداعية الأخرى.

تظهر دراسة تأثير المنتديات الاجتماعية الأخرى على شعبية منتديات الملوك أن هناك تنافسًا قويًا بين المنصات الاجتماعية، وأن عوامل متعددة تؤثر على اختيار المستخدمين للمنصة المفضلة لديهم. يتطلب هذا التحدي مزيدًا من البحث والدراسة لفهم الديناميات وراء تفضيل المستخدمين للمنصات الاجتماعية معينة وتأثير ذلك على منتديات الملوك وغيرها من المنصات الرقمية في المستقبل.