https://www.high-endrolex.com/33

https://www.high-endrolex.com/33

رواية (حينما كان رجلا ) للشاعر محمد عبدالله حرسم - منتديات الملوك
حساب الحمل | سيو | الاخت مسلمة
نقل عفش بالرياض | نقل عفش جدة | نقل عفش مكة | نقل عفش بالمدينة المنورة | شركة تنظيف برياض | افضل شركة تنظيف بجدة | شركة نظافة بمكة | شركه تنظيف بالمدينه المنوره | مكافحة حشرات بالرياض | مكافحة حشرات بجدة | مكافحة الحشرات بالمدينة المنورة | شركه رش حشرات بمكه | طارد الحمام بالرياض | شركة طارد الحمام بجدة | تركيب طارد الحمام بالمدينة المنورة | سباك الرياض | معلم سباك بجدة | معلم سباك بالمدينة المنورة | سباك بمكه | افضل نجار في الرياض | معلم نجار بجده | نجار المدينة المنورة | نجار مكه | كهربائي منازل بالرياض | كهربائي منازل جدة | كهربائي منازل بالمدينة المنورة | فني كهربائي مكه | معلم دهانات بالرياض | معلم دهان جده | معلم دهانات بالمدينة المنورة | معلم بويه مكه | كشف تسربات المياه بالرياض | كشف تسربات المياه بجدة | كشف تسربات المياه بمكة | كشف تسربات المياه بالمدينة المنورة | نقل عفش حولى | هاف لوري الجهراء | نقل عفش المنطقه العاشره | نقل عفش السالميه | نقل العفش الكويت | نقل عفش السلام | شركة نقل عفش الزهراء | الجزيرة لنقل العفش | شركة نقل عفش الفحيحيل | نقل عفش الفروانيه | شركة نقل عفش مبارك الكبير | نقل عفش الاحمدى | نقل عفش الفنطاس | شركة نقل عفش العدان | نقل عفش الجابريه | نقل عفش القرين | نقل اثاث صباح السالم | نقل عفش سلوي | نقل عفش كيفان | نقل عفش جابر الاحمد | نقل عفش صباح الأحمد | نقل عفش مشرف | نقل عفش القصور | صباغين الكويت | صباغ مبارك الكبير | اصباغ الفروانية | صباغ حولى | صباغ الاحمدي | صباغ بالجهراء | شركة كشف خرير المياه بالكويت | شركة كشف تسربات المياه بالكويت | سباك صحي الكويت | سباك صحي الجهراء | سباك صحي السالمية | رش حشرات الكويت | مكافحة الحشرات حولي | شركة مكافحة حشرات الجهراء | مكافحة القوارض بلدية الكويت | شركة رش صراصير الكويت | شركة تنظيف الكويت | تنظيف منازل الكويت | تنظيف شقق الكويت | شركة تنظيف كنب بالكويت | ستلايت الكويت
نقل عفش بالرياض | نقل عفش جدة | نقل عفش مكة | نقل عفش بالمدينة المنورة | شركة تنظيف برياض | افضل شركة تنظيف بجدة | شركة نظافة بمكة | شركه تنظيف بالمدينه المنوره | مكافحة حشرات بالرياض | مكافحة حشرات بجدة | مكافحة الحشرات بالمدينة المنورة | شركه رش حشرات بمكه | طارد الحمام بالرياض | شركة طارد الحمام بجدة | تركيب طارد الحمام بالمدينة المنورة | سباك الرياض | معلم سباك بجدة | معلم سباك بالمدينة المنورة | سباك بمكه | افضل نجار في الرياض | معلم نجار بجده | نجار المدينة المنورة | نجار مكه | كهربائي منازل بالرياض | كهربائي منازل جدة | كهربائي منازل بالمدينة المنورة | فني كهربائي مكه | معلم دهانات بالرياض | معلم دهان جده | معلم دهانات بالمدينة المنورة | معلم بويه مكه | كشف تسربات المياه بالرياض | كشف تسربات المياه بجدة | كشف تسربات المياه بمكة | كشف تسربات المياه بالمدينة المنورة | نقل عفش حولى | هاف لوري الجهراء | نقل عفش المنطقه العاشره | نقل عفش السالميه | نقل العفش الكويت | نقل عفش السلام | شركة نقل عفش الزهراء | الجزيرة لنقل العفش | شركة نقل عفش الفحيحيل | نقل عفش الفروانيه | شركة نقل عفش مبارك الكبير | نقل عفش الاحمدى | نقل عفش الفنطاس | شركة نقل عفش العدان | نقل عفش الجابريه | نقل عفش القرين | نقل اثاث صباح السالم | نقل عفش سلوي | نقل عفش كيفان | نقل عفش جابر الاحمد | نقل عفش صباح الأحمد | نقل عفش مشرف | نقل عفش القصور | صباغين الكويت | صباغ مبارك الكبير | اصباغ الفروانية | صباغ حولى | صباغ الاحمدي | صباغ بالجهراء | شركة كشف خرير المياه بالكويت | شركة كشف تسربات المياه بالكويت | سباك صحي الكويت | سباك صحي الجهراء | سباك صحي السالمية | رش حشرات الكويت | مكافحة الحشرات حولي | شركة مكافحة حشرات الجهراء | مكافحة القوارض بلدية الكويت | شركة رش صراصير الكويت | شركة تنظيف الكويت | تنظيف منازل الكويت | تنظيف شقق الكويت | شركة تنظيف كنب بالكويت | ستلايت الكويت

 
 
العودة   منتديات الملوك > أدبيات دنقلا > القصة والرواية والشعر > القصة والرواية
 
 

Tags H1 to H6

منتديات الملوك

رواية (حينما كان رجلا ) للشاعر محمد عبدالله حرسم

رواية (حينما كان رجلا ) للشاعر محمد عبدالله حرسم
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1  
قديم 11-05-2016, 12:02 PM
خالد ابودنيا غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 2361
 تاريخ التسجيل : Oct 2008
 فترة الأقامة : 5687 يوم
 أخر زيارة : 30-04-2019 (02:10 PM)
 المشاركات : 680 [ + ]
 التقييم : 10
 معدل التقييم : خالد ابودنيا is on a distinguished road
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رواية (حينما كان رجلا ) للشاعر محمد عبدالله حرسم




رواية (حينما كان رجلا )

آآه يا ادريس
كم كنت غبيا حينها
الم تر كيف كنا ذاك الزمان ...لا ترهقنا ابدا احلام البحث عن شقاوة ..ابدا ابدا
الساعة الثانية عشر ظهرا ..شمس الظهيرة تلهب الحماس وتهبنا بقية من عرق لا ننتبه اليه كثيرا
يا ادريس ادخل من هناك ..مد يدك ..دعنا نسرق ال(البتيخ)..ههههههههه ..اتذكر يا ادريس تلك الايام ..حين كنا ندخل الزريبة من كل ناحية ..زريبة السكة حديد بمدينة البحر والجبل ..حيث يجلبون البطيخ من سنار والسوكى والموز من كسلا ..زريبتنا لم تكن تنقصها سوى قليل فهلوة لنحصل منها على الحياة

عمك ميرغنى ه هل تذكر يا ادريس
عم ميرغنى رجل قصير جدا بدين لا يستطيع الجرى خلفنا بالذات خلفك انت لانك كنت اكثرنا شقاوة ...عمنا ميرغنى حماره ايضا عجيب شكلا ولونا وحركة وذنبا ونهيقا
اتذكر يا ادريس
كنت الاكثر فينا معرفة يتكنيك السرقة
كنت تبدأ بحمار عمنا ميرغنى تنسحب قليلا قليلا دون ان يراك عمنا ميرغنى فتفك قيد الحمار فيجرى مطلقا نهيقا و(ضراطا) لطريقة تعاملك معه ليكون سريعا فى انطلاقته ويكون عمنا ميرغنى قد استعاد بعض وعيه من نعاس دوما ما يصيبه فى تلك الساعة من الظهيرة ولا يحس بكل ذلك الذباب الذى يسكن وجهه الا عندما يصل الامر لحماره فهى وسيلته الوحيدة للذهاب من سكة حديد حتى ديم جابر ....مسافة فى ذاك الحين لرجل فى سن عمنا ميرغنى مسافة كبيرة لذلك كان يحافظ على حماره كمن يملك ميرسد س يهتم بماكله ومشربه وبردعته
حين ينام عمنا ميرغنى فى ساعة الظهيرة لا يصحو الا على صوت حماره وهو يجرى ويهنق لانه يعرف صوت حماره من بين الاف الحمير
وعمنا ميرغنى رجل ذكى جدا لكن جسده لا يساعده لانه يستطيع ان يقبض عليك بطريقة لا تتوقعها لانه يغير فى كل مرة طريقة حراسته للزريبة الا انه لم يستطع أبدا الامساك ولا مرة بهذا الادريس

آآآآه يا ادريس
حين تفك قيد الحمار يظل يجرى ويلهث لانك تضربه فى مكان ما يطريقة ما لا يصلح لفعلها الا انت - وتجعله يجرى باسرع ما يملك وحين يفيق عمنا ميرغنى يكون الحمار قد قطع شوطا بعيدا فيجرى عمنا ميرغنى خلف حماره تاركا الزريبة والابواب وعربات السكة الحديد التى تحمل الخضار والفواكه ملكا مشاعا لمن يسرع ويغتنم الفرصة التى لا تتاح بسهولة ابدا الا نادرا رغم جميع المحاولات اليومية لسرقة ما لذ وطاب بالذات البطيخ الوارد من السوكى لانه بالفعل كان لذيذا جدا وخاصة لاننا قد تعودنا حين عودتنا من المدرسة ألا نعود الى البيوت مباشرة رغم ان جرس نهاية اليوم الدراسى يتبعه اصواتنا وكانها تتناغم (بيوت بيوت بيوت)
عمنا ميرغنى يلهث خلف حماره وعثمان وغراب وطه واولنا ادريس يكون قد حملوا ما استطاعوا ان يحملوه ويختفون داخل تلك القطاطى التى بنيت من ايام الانجليز قرب المحطة التى بنيت قرب الخزان الذى يوجد بالقرب من الزريبة التى بنيت قرب ورشة السكة حديد الذى لسؤ حظ اهله واهلنا اننا وجدنا فى الدنيا قرب هذا المكان
عمنا ميرغنى خلف حماره وادريس يحمل اكثر من (بتيخة) هو ينفجر من الضحك لان لشكل الجرى عند عمنا ميرغنى مشهد مهما كنت مؤدبا لا تملك الا ان تنفجر ضاحكا حين تراه...عم ميرغنى يلهث خلف الحمار وانا اتذكر هيئتك وانت تلهث خلف تلك (الغنماية ) وكنت اتحير وانا اراك تلهث ....وعم ميرغنى بعد أن يصل الى حماره يتنفس الصعداء ويجلس القرفصاء ويجر نفسا طويلا بكل جسده كانه يحمد ربه بسلامة الوصول وانت تلهث خلف (الغنماية ) وفى المغارب تتحول الاشياء كما الاشباح وقيل لى يومها بان الشياطين اجمل اوقاتها مع المغارب ... وها نحن يا أدريس قد حملنا ما لذ وطاب من اكبر البطيخ ونحن فرحين بانتصارنا على عم ميرغنى وشرطة السكة حديد.... فقط منظرك وانت تلهث خلفها كان يحيرنى
وهذا ال مجذوب قاس جدا هو الآخر لا ادرى لم سميناه غراب ...لكنه كذلك لا يعرفه احد الا بهذا الاسم وان جئت سألت عنه باسمه الحقيقى لن يعرفه احد ..الا ان قلت (غراب) اوصلك الف اليه هذا الغراب كان قاسيا جدا حين يجد فرصة فى قطة يدخلها فى (شوال) ثم يضربها وهى تقفز وتجرى داخل (الشوال) ثم يختم المشهد بان يضع راس القطة بين فضبان السكة الحديد فى منطقة التحويل وهى المنطقة التى يحول فيها القطار مساره ثم يرمى بمفتاح التحويل فترى ال بياض المخ والدم الاحمر وبعض الهياج ثم سكون
الا منظرك يا ادريس وانت تجرى تلهث
..وعم ميرغنى يعض شفتيه وعيونه فى ظهرك لانه يعرف انه لا يوجد فى الارض غيرك يفعل هذا ..وعيوننا جميعها تجرى خلف سكينة تلك البيضاء ذات الجسد الذى يملأ فراغ الحياة حول جفاف عيوننا يآآآه يا سكينة ليتك تدركين كم يتحرقون اليك هؤلاء الذين يجلسون فى امسيات الحى تحت عامود النور مساءا يجردونك من كل شىء يتخيلون مغامرات لا حد لها سوى لحظة قبض عم ميرغنى على حماره فى لحظة سعادة غامرة لا تعدلها لحظة سوى تلك التى يجدها عم ميرغنى حين يجلس مع عياله ينظر اليهم وهم يحملون كتبهم يذاكرون على ضؤ ذاك الفانوس .

سكينة حين تمشى صباحا الى المدرسة يحبس الجميع انفاسه فهى تمشى وكانها ترقص ولا تحدث احدا ابدا الا بايماءة او بابتسامة نادرة جدا لا يجدها الا من كان محظوظا يظل يتفاخر بها لحظة يجدها زمنا ..آمنة شندى وفاطنة الشايقية وحروم وحاجة نفيسة وكلتوم والكنينة نساء الحى يغرن من سكينة لانها لا تشبه احدا مثلها مثل (نادية جكسا) هى الاخرى ليس لها شبيه لكنهم يقولون انها لا تمت بصلة لذاك البيت التى تخرج منه يقولون ويتهامسون انهم تبنوها من بيت اللقطاء لانها اتت بطريقة غير شرعية ..سكينة وهى تمشى فى الحى صباحا الى المدرسة وتعود عند الظهيرة وهى ترى ادريس يحمل بطيخة او ثلاثا او اكثر يجرى ويتفاخر بين اقرانه بما يفعل لان ما يفعله لا يفعله غيره متفردا يجرى كذلك خلف تلك الغنماية

اتذكر يا ادريس
يوم تشاجرت الكنينة وآمنة شندى
يآآآآآه فى ذاك اليوم من الحى لم يخرج ليتفرج او يشارك الا هى هذه السكينة التى كما النسمة ترطب مناحى وجهنا حين نراها صباحا وتشبعنا قبل دخول ظهرا وتخيلاتنا حين يجىء المساء الكنينة امرأة تسمى الاشياء باسماءها ولا تصمت الا حين تقتنع هى فقط بان الصمت جاء لكنها تصرخ وتقول ما تريد حين تريد كيفما تريد لا يهمها كائنا من كان وانت يا ادريس كنت لحظتها تمسك (ثوب)امك حتى لا تنجرف هى الاخرى وتدخل المعركة لان طرف السوط قد (هبشه)
حلتنا
ما اجمل حلتنا
وعم ميرغنى حين يمسك بحماره فرحا يعود الى مربطه و(كشكه) سعيدا بحماره ليكتشف بان الاولاد قد سرقوا البطيخ وهربوا واختفوا هو يعرفهم فردا فردا لكنه لا يملك دليلا واحدا ...غير انه فى ذاك اليوم فتح بلاغا فى مكتب الشرطة فتحركت عربات الشرطة نحو الحى لتفتيش البيوت القريبة ولكن الشرطة حين وصلوا للحى تفاجئوا بالميادين مليئة بالبطيخ فعرفوا انهم انهم لن يجدوا بطيخا واحدا داخل البيوت فرجعوا وهو يضحكون حتى اسماعيل الشرطى رجل المباحث كان يعرف ان وراء الفكرة ادريس ...الكنينة تتهم سعاد بت آمنة شندى بالتحرش بابنها سيف الدين , وتعيد بناء تاريخ حضور آمنة شندى الى الحى من يوم دخولها الحى , سردت كل مخازيها بدءا من زوجها المؤذن الذى لا يهش ولا ينش , هو حتى لا يعرف ما الذى يحدث حوله بالكاد يعود من العمل لينام ثم ليذهب الى المسجد ليؤذن العصر ثم يجلس هناك طويلا ثم يعود ليدخل ويخرج مرة اخرى سريعا للمغرب والعشاء ولا يعود الا ليجد العشاء جاهزا يتعشى وينام ليسمع شخيره كل الذين لديهم آذان مرهفة
الكنينة تردح وتوصف وبعض نسوة يحاولن اسكاتها ومرة مرة امرأة قوية تقول ليها (عيب يا الكنينة ) كفاية كدى الله يرضى عليكى كفاية عيب نفرج الناس علينا عاد النقول شنو حلة نقول شنو يا نسوان ما بتقدرن على السكوت يا الكنينة اقيفى وحين تبدأ الكنينة بالسكوت ارضاء لهذه المرأة ومجاملة لها ..الا وتبدأ آمنة شندى انتى يا الكنينة قايلة تاريخك مدسوس ..وتبدأ فى موالها

وانت يا ادريس ماذا دهاك لتجرى خلف تلك الغنماية بكل تلك القوة لتمسك بها والدنيا مغارب
سكينة لا تتحدث ابدا مع اى بنت من بنات الحى ابدا عكس نادية جكسا التى كانت تفضل دوما اللعب مع الاولاد ليس ذاك فحسب انما كانت تضاربهم وتخوفهم وترهبهم ..كانت نادية لا تخاف ابدا اى شىء ..ابدا لا تخاف وكانت تدرى كثيرا عن اشياء لم نكن ندرى عنها وقتها ..تعالوا نلعب (دسوسية) وهى لعبة نختفى فيها عن بعضنا ونتقسم الى فريقين يختفى فريق ويبحث عنه الفريق الآخر ومن يجدوه يعتبر خاسر ..ايضا كان ادريس ونادية حين يختفون لا يجدهم احد على الاطلاق الا حين يظهرون برغبتهم وهم يضحكون ..ويتغامزون ..وسعاد تهمس لابتسام همسة فيها كثير معانى لم نفهم يوما ما كانوا يقصدون البيوت كما البيوت كل شىء عادى الا (الادبخانات ) لم تكن لها آبار كما الآن كانوا يصنعون الادبخانة مرتفعة قليلا ثم من خارج المنزل يضعون (جردلا) على الفتحة وكانوا يتركون الجردل على ثلاث حوائط صغيرة المساحة يمكن لاى منا ان يختفى هناك ان استطاع ان يحتمل رائحة الجرادل

يا حضرة الناظر هاشم اقسم بالله انه ليس انا , انه ادريس ..مرة اخرى يا ادريس نلتقى كما القدر صديقان مولودان فى ذات الفترة وليسا من ذات الاسرة لكنهما كما التوأمان فى كل شىء من الخلف حين تنظر اليهما بالكاد تفرق بينهما ويندر ان تجد احدهما ولا تجد الآخر (المزيرة)مكسورة احد الازيار قد فرغ منه الماء نهائيا ..وهناك اداة من ادوات الجريمة للفاعل , انه كيس (صعوط) او تمباك كما نسميه ..من يكون ؟
كل الطلبة يعرفون لكنهم لا يتجاسرون للحديث او مجرد الاشارة اليه ..وحضرة الناظر هاشم يعرف انه هو , لا يوجد غيره من يفعل ذلك ..حليمة ست السندوتشات ايضا تعرف انه هو لكنها تغمض عينها عن كل ما ترى , ما الذى يحدث حولها ان تكلمت واشارت اليه كما تلك المرة فانها ستخسر كثيرا من السندوتشات والكبابى الشاى وبعض نقود وفردة شبشب هذا الادريس يخافه الجميع وهو الوحيد الذى يخاف منها ..
سكينة حين تنظر اليه يكاد يذوب او يدخل فى نفسه كما الفار المزعور ثم يجرى يجرى بلا هدى من عيونها منها منةرائحتها..لكنه ليس كالجرى خلف تلك الغنماية ساعة المغارب عيدروس شاب جرىء جدا فى التعامل معهن دوما ما تجده مع واحدة وقل ما تجده لوحده وهى لحظات نادرة لكنه لا يتوقف عند الكلام انه يمارس كل شىء مع من يمشى معها ..تحداه ادريس ذات يوم
الا سكينة
ضحك وقال له اى فتاة مهما كانت لا تمانع المعضلة فقط فى المفتاح وهو كيف تقنعها ويضحك ضحكة تهتز لها كل بيوت القطاطى ومبانى المدرسة الخشبية وذاك الزقاق الضيق ..عيدروس كثير الخروج مع ابتسام فتاة مهجنة من اب سودانى وام حبشية تمتاز بجمال لا تخطئه العين ابدا لكنها فقط قصيرة لكنها ذكية جدا وتحب اكثر من واحد ومغامرة تملك الجرأة لتخرج مع اى شاب يملك تلك الجرأة ..هى تغرى خضر الطيب وعصام الحاوى وامين غزاوى وتاج السر ومحمد على جميعهم يعتقدون بانها هى ملك له وحده تحسسهم بذلك وتملك المقدرة على ادارة كل هذه العلاقات بجدارة كأنها مع عيدروس فى علاقة مفتوحة وضعيفة ..وتضحك على الضعفاء منه المحبين حولها ..فى ذات مرة قالت لتاج السر ان خضر كتب لها خطابا يهددها بقطع علاقتها بتاج السر والا قام خضر بنقل الكلام الى الحاج ..لم يتوقف تاج السر ليسمع باقى الكلام انما حمل نفسه الى خضر وحين وجده لم يقل له شىء انما دخل عليه ضربا وشتما ولا احد من الذين يحاولون ايقافه يعرفون سبب المشكلة وخضر نفسه لا يعرف لم يهاجمه تاج السر رغم علاقاته الطيبة معه الا بعد فترة عرف كل منهما كيف ضحكت عليهما هذه الابتسام التى وقعت ذات مرة فى شر اعنالها حين وجدها ابوها مع عيدروس فى زقاق المدرسة فضربها وارسلها الى البيت وقاد عيدروس الى البيت واصر ان يضع له الشطة فى.......... والناس يتدخلون لكنه لا يبوح لهم اين وجد عيدروس مع ابنته لكنه يقول لهم ان هذا الولد قليل ادب ولا بد ان يتربى..والناس يتدخلون لكنه لا يبوح لهم اين وجد عيدروس مع ابنته لكنه يقول لهم ان هذا الولد قليل ادب ولا بد ان يتربى
الحبل يا ولد ..جيبوا الحبل وعيدروس يقاوى ويلاوى وعمك الحاج يمسك به من يده بقوة وجاء الحبل ..جاء الحبل سميكا وقويا وتمت مهمته فى وقت وجيز وجد فيها عيدروس نفسه لا يقوى على الحركة تماما والحاج يصيح (الشطة)
سرعة جيبوا الشطة يا مرة والناس يحاولون ان يثنوه عن رايه وعما يريد ان يفعل
لكنه مصر وادخله الغرفة ..غابوا مدة ..وخرج بعد فترة يداه مطلوقتان
وراسه مطأطأ..والحاج يضحك ..والناس حائرون ..ماذا جرى

آآآآآآآآآآه يا ادريس
من يومها وابتسام نفسها لا تستطيع ان تنظر فى عين والدها ولا فى عين عيدروس
وسكينة كما هى تتهادى بين عيوننا وقلوبنا والبطيخ يا ادريس ..وعم ميرغنى وحماره
ونادية جكسا ..وعم صالح المؤذن والكنينة ..وحلة تخفى ما بين طيات ضحكتها اشياء صغيرة لم تكد تكتشفها الا حين مناص ..وحين يبدأ الليل فى الدخول تبدأ اسرار هذا الحى فى السفور كلما رايتك يا ادريس تجرى خلف تلك الغنماية كان ذهنى لا يستوعب لم يجرى انسان خلف حيوان ساعة المغارب
نعم كان عمك محمد المصطفى يخرج قبل المغرب بفترة قصيرة يبحث عن غنمه ليفتح لها الزريبة ويدخلها ثم يضع لها الطعام والحشيش والماء ثم يذهب الى المسجد لكنه لم يكن يمارس الجرى واللهث خلف اى غنماية ..حتى كان ذاك اليوم يا ادريس ..ليت الفضول لم يسقنى الى الجرى خلفك لارى ما الذى يجعلك تجرى هكذا ونفسك يكاد ينقطع ..حكت لى نادية جكسا ذات مرة بعد ان انقشع غبار معركة بينى وبينها فى تلك الحفلة من اجل ان سهام جلست بجانبى وراتها نادية تمسك بيدى
آآآآآآه يا ادريس
خلف كل هذه الوجوه الضاحكة ستار من عالم غير مرئى..نزلت فاطمة مجوك من التاكسى فى زقاق بيتنا بعد العشاء وفى ذاك الزمان بعد العشاء يعتبر سهر مصادفة خرجت من باب بيتنا لغرض غير شريف لحظة عجيبة بقليس كانت تنتظر لكنها توارت عندما وقف التاكسى وانا كنت قد خرجت بكامل هيئتى لذا لم يكن بد من رؤية المشهد والمشاركة فيه قائد التاكسى كان يميل على فاطمة مجوك بطريقة تجعل الفصل بينهما مستحيلا ..بلقيس جلست ترتجف ..انا وقفت متسمرا ..رآنى سائق التاكسى
ابتعد عنها سريعا ..التفت ..نزلت بسرعة وجات الى شبحى الواقف حيث انه لم يكن انا الواقف ..مسكتنى من يدى وقادتنى وانا مستسلم تماما من داخلى اصرخ وباعلى صوتى لكن صوتى لا يخرج ...فاطمة مجوك اتركينى ..فكى.

وعكس سكينة ونادية جكسا كانت نادية المصرى - اطلقوا عليها هذا الاسم لانو اباها يقال له حسن المصرى لانه عاش فى مصر كثيرا وعاد ليمارس بعض تجارة -عاد بعد فترة طويلة الى السودان ليكن بيت والده الخشبى لانه لم يجد غيره سكنا لم يخرج من الدنيا الا بها هذه ال نادية التى يميزونها عن بقية ال (ناديايات ) بكلمة المصرى
نادية المصرى حين تخرج من بيتها فى ذاك الزقاق الضيق وبلبسها الضيق تتهادى اتذكر قول الشاعر تمشى الهوينا كما يمشى الوجى الوحل تمشى واقسم انها كمن ترقص فى مشيتها الشارع كله يعرف ان نادية المصرى فى الشارع ..فالشارع بعد بيتها شارع طويل وواسع وهو الشارع الذى حين تمشى فيه يوصلها الى مدرستها مباشرة وهى المدرسة المصرية التى تمر قبلها بالمستشفى ..اصحاب العربات
واصحاب المتاجر ..الاطفال..النساء اللواتى يحملن (قفف) الخضار ينظرن بفرح لهذه الراقصة التى تمتعك فعلا بمشيتها ..هى فقط حين تسمع كلمة معاكسة تبتسم فى لطف ابتسامة تبهجك لكنها لا تسمح لك بالتجاوز لانها تعرف اين تقف الكلمات والنظرات والايادى ..اما فاطمة مجوك فقد كنت اتساءل يوما لم اطلقوا عليها لقب مجوك وهى شمالية ابا واما ...لم اكتشف سبب اللقب الا مصادفة .
آآآآآآآآآآآآه يا ادريس
نادية جكسا قابلتها يوما فى المستشفى وقد فاجئتنى
وجدتها الدكتورة المناوبة
تنظر الى وتضحك وتمسك بيدها وتقول لى بابتسامة جريئة (اديك كدا هسى ) وهى تمد يدها بقبضة متوهمة وتضحك
كيف لا تنسى هذه الجكسا
وانت يا ادريس تجرى كل مساء خلف تلك الغنماية
هل تزوجب يا نادية
عيونك اصغر من دهشتك
وانت تحاول ان تبتسم لهذه القبضة التى تجعل نادية جكسا تضحك من قلبها
- كان يوما عجيبا حين دخل الحى ذاك اليوم ثلاث سيارات تبحث عن عبد الرحيم (كجولة) والزغاريد فى كل انحاء الحى (كجولة) سيلعب لنادى الاتحاد بالدرجة الاولى عبد الرحيم(كجولة) فاشل فى الدراسة لكنه يلعب كرة القدم بشكل فيه كثير من الذكاء ويلعب القمار ويمشى مع الاطفال السمحين حتى فى لعب (البلى) يختار دوما اوسم الانداد -
ونادية المصرى تبتسم لك كانها تخصك انت
ومساء حيينا يخفى فى طياته اكثر مما يظهر
كم دفعوا لك يا (كجولة) تصدق انهم دفعوا له اكثر من راتب اباه لمدة عشرة سنوات وهو الذى كان يصيح فيه كل يوم نسمع صوته عاليا(لو فلحت بحلق دقنى دى ) انت اصلا فاشل وح تفضل فاشل حتى نادية جكسا \دخلت كلية الطب وانت ما قادر تغادر اولى وتمشى قدام لكنه فى ذاك اليوم ابتسامته كانت اكبر من امسيات الحى مسكتنى من يدى وقادتنى وانا مستسلم تماما من داخلى اصرخ وباعلى صوتى لكن صوتى لا يخرج
فاطمة مجوك اتركينى
فكى
آآآه يا فاطمة مجوك ما هذا ؟ ما هذا الذى فعلنا ؟ لا اصدق
امرأة يقل عمرها عن عمر امى قليلا لكنها تملك هذه الاثارة والبهجة والخفاء يا ايها الليل ألا نجلى لا ترفع سترك ولا تحرك لسانك نحوى تهزأ بى
وفجأة عرفت
يا فاطمة لن اتكلم اصلا دون الحاجة لكسر هذا الحاجز وادخالى فى دائرة هذه الجاذبية
كم عيون لنا ...عيون تعشق سكينة وهى تتهادى وترقب بلقيش وهى تتلوى ونادية المصرى وهى ترقص مشيا نحو المدرسة ...
كم عيون هى هذه العينان
وادريس يترك كل هذه المساحة ليجرى خلف تلك الغنماية
كم انت ساذج رغم كل ذكاءك السابق
تعال هنا
فاطمة مجوك تمنحك عطاء بلا حدود دعها تعلمنا كيف نمارس اىشىء

كان يوما بديعا يا ادريس
الناس كيمان كيمان والكراسى متفرقة وكانها قد فرغت لتوها من الرقص راسا على عقب وبينها بعض زجاجات فارغة من البيبسى وكاسات فارغة وبعض قوارير ماء
ذهب العريس والعروس والابتسامة تعلو الوجوه والزغاريد والتصفيق وبعض بقايا من صوت الفنان وهو يغنى يردد (يا عديلة يا بيضا)\وام العريس تدخل وتخرج وخواتها كانها تبحث عن شىء ما لكنها سعيدة تمشى ولا تتعب والاب قد نام وشخر هناك فى سريره قرب بيت الجيران ومعه اكثر من سرير من كبار الحى
ومن مكان من الظلام ظهرت فاطمة مجوك وهى تتبختر
وبعد قليل ايضا من ذات الاتجاه جات نادية جكسا
ابتسام لم تكن بين المتواجدين فى الحفل اصلا
غراب كعادته كان بين كوام الاكل المختلفة يسرق ويتذاكى ويمارس هوايته فى دس اللحم وتركيب اسنان اضافية
هدؤ يسود المكان
وكان احد اسرار ليل هذا الحى هو السكون الذى يخفى ما بين سواده
وتاتى الاسرار من جهة واحدة دوما
كنت قد سالتها فى تلك الليلة لماذا سموك فاطمة مجوك ضحكت ثم نظرت الى منطقة ما من جسدى ثم قالت لى لسه انت صغير
يا الله
صغير
بعد كل هذا

وفجأة استدار سيد النخناخ نحوى وسألنى (انت عيدروس دا وينو طولت ما شايفو)
هو لم يسمع بالقصة ولا يدرى ما حدث ببراءته المعهدة سؤاله جاد جدا وبمحبة
ولم اجد له جوابا غير ان ابوه نقلوه لى سكة حديد مدنى
وقال لى بذات السذاجة (بالله)
ومضينا كل واحد منا فى طريقه هو الى الكهرباء وانا الى السكة حديد مكتب الاقليم
فائزة واميرة وسهير وحنان وحنان ينتظرون قدومى لنبدأ حوارا ساخنا كل يوم الا فى ذاك اليوم لم يكن مزاجى مناسبا فدخلت وكما دوما ارمى الكلام اى كلام كما يجىء الى لسانى دون ترتيب
لم الاحظ وجومهم وسكوتهم لكنى كما العادة دخلت مهرجا حتى وصلت الى يد فائزة وانا اداعبها وهى عابسة جدا لم اعهدها هكذا فقلت لها (مالك ياخى اصلو سرقوكى ثلاثة جنيه؟)
فضحكوا جميعا وضحكت معهم ثم مضيت ولم الاحظ اى ترتيب لضحكتهم
جلست الى مكتبى وبعد قليل جاءتنى اميرة تسالنى عن سر الثلاث جنيهات ومتى اخذتها من شنطة فائزة وبدهشة ياتو ثلاثة جنيه ؟ اميرة مفزوعة هسى انت مش قلت لى فائزة سرقوك ثلاثة جنيه؟
لم انتبه لمغزى كلامها الا فجأة لما يمكن ان يحمل هذ الكلام من معنى حبيث
قفزت من مكان نحوها لكنها هربت فى اللحظة المناسبة واحتمت بمكتبها
لا اله الا الله ما هذا ؟ ما الذى يحدث ما الذى جرى
يحى الطاش داخلا تصدق الليلة اول مرة تحصل سرقة فى المكتب دا
سرقة شنو؟
ما سمعت فائزة سرقوا من شنطتها ثلاثة جنيه
لا اله الا الله
لسانى هذا كيف قالها
لم اختار فقط هذه الثلاث ولم يختر الخمسة مثلا
ولم الى فائزة تحديدا
يكاد يغمى على
يا يحى حصل وحصل وانا جيت داخل وقلت وقلت وقلت
هاج يحى لانه يعرفنى جدا لكنه كان قبل كلامى يشك فى احد المراسلات فذهب اليه وجره من اذنه جرا

ثم مارس معه ما يعرف ان به سيقول الحقيقة وفعلا تحت الضغط اعترف الولد صلاح بانه مد يده مجبرا لاخذ الجنيهات لشراء دواء لوالدته المريضة
كيف سرقت الفلوس؟ ويده تمتد الى وجه صلاح وصلاح يقسم ودموعه تسبق كلماته بان المكاتب وقت الفطور تكون خالية ووجدت شنطة فائزة على مكتبها فتحته واخذت منه المبلغ وارجعت لها باقى المبلغ الذى كان موجودا اصلا بالشنطة
هات الروشتة ؟
اخرج صلاح الروشتة بالفعل وقيمة الدواء وباقى المبلغ
ونادى يحى فائزة
لكنه غير رايه
ثم ذهب بصلاح الى مكتب فائزة وزملاءها
وحكى القصة
ثم عاد
بعد ان سألنى كمسؤل عن الجمعية الخيرية بان نعطيه المبلغ من الجمعية
وانا خارج الدنيا والزمن والناس والتاريخ وكانى بى لا ارى ولا اسمع اجبت براسى ايجابا
هذا ماقاله لى يحى بعد فترة
ثم جاءتنى اميرة
تبكى
وقفن جميعا بالباب
فائزة وحنان و..و...و...و
لكنى كنت قد غبت عنهن تماما
آآآآه يا ادريس لو تدرى الوجع الذى احسسته لحظتها

آآآآه يا ادريس لو تدرى الوجع الذى احسسته لحظتها
يا دكتورة النهار كلو ما بكون حاسى بى اى حاجة فقط اول ما تجى المغارب ابيحصل لى ما يعلم بيهو غير رب العالمين
ونادية جكسا تنسى انها دكتورة
تضحك حتى تدمع عيناها
وقبضة يدها بلا حنة
على فكرة يا دكتورة انتى ما عرسوكى لسع ههههههه وهى بذات ضحكتها هو منو المجنون القنعان من روحو عشان ياخد معاى تأبيدة ؟
وعم ميرغنى كل وجعه فى هذا الادريس
كلما بنى خطة نفد منها بذكاءه
لكنه احكم فى ذات مرة خطة لا يتوقعها احد وسيمسك بادريس بالجرم المشهود
وبالفعل جاء برجل امن سرى اوقفه بعيدا من الحمار حتى اذا اطلق ادريس بيده الحمار لا ينشغل به عم ميرغنى ووضع رجلا امن لا يبعدان كثيرا عن المكان الذى يدخل منه العيال لكنه لا يريد الا ادريس
وبالفعل
جرى جميع العايل معهم ما حملوه الا انه استطاع ان يمسك بادريس وعلى كتفه البطيخة وهو بين المدخل قرب المخرج ومعه رجلا الامن ورجل الامن يصيح بادريس اقيف وهو يتلفت بسرعة البرق
كيف هرب الباقون
اذن انها مكيدة مدبرة

آآه يا ادريس واخيرا وقعت وما حد سمى عليك انظر الى ابتسامة عمك ميرغنى ابتسامة النصر والرضا واخيرا وقعت يا ادريس بعد كل هذه السنوات والعذابات التى سببتها لى
وبنهرة قوية امسك شيل البطيخة فوق كتفك زى ما كنت شايله
منظر فائزة وهى تبكى منظر مواز لمشهد ادريس هو يتلفت كالغراب بسرعة وخوف بل وهلع
العسكرى يمسك بادريس من قميصه وينهره وعمك ميرغنى بجانبه بابتسامة رضا
وتحرك الوفد كله ونحن من بعيد نراقب خوفا من ان يتحدث ادريس ويفتن علينا جميعا اذن لا بطيخ يدخل اى بيت اليوم لان الشرطة ستداهم الحى فى تفتيش بمعلومات من ادريس تحت التهديد
ادريس يتحرك كما الآلة والبطيخة على كتفه والعسكرى يمسك به من قميصه من اللياقة وعم ميرغنى فى فرح يشمت
وبين الزريبتين وقريبا من مكاتب الشرطة ونحن جميعا ايقنا بان ادريس هالك لا محالة
وفائزة دموعها لم يشفع لها عندى ابدا كنت قد اتخذت قرارا بان لا احدث بعد ذاك اليوم اى امرأة فى المكاتب جميعها بدون تمييز ولا ادرى هل كان عقابا لهن ام لى
لكنى قلت فى نفسى لن احدث بعد ذاك اليوم ولن اضحك وساحبس لسانى جدا دون المرور من لحظة العفوية هذه التى تنطق ما يربكنى تماما دون ان ادرى لماذا ؟
وفجأة ادريس ياخذ قرار خطيرا جدا
مرا بحافة حفرة قبل الملف الاخير نحو مكاتب الشرطة
ادريس يهوى بالبطيخة بطريقة مفاجئة مستفيدا من رخوة العسكرى الذى استكان لانتصاره
البطيخة تهوى على حافة البلوك منفجرة الى الف قطعة
انفجر العسكرى ضاحكا
وعم ميرغنى مغيوظا
ويسال العسكرى ادريس لماذا فعلت هذا
ادريس يقول للعسكرى : انت دايرنى اشيل معاى ادوات الجريمة للقسم ؟
لكن هسى بمشى معاك ودينى اى حتة

العسكرى يضحك
وعم ميرغنى مغيوظ ونادية جكسا ضحكت حتى وقعت طرحتها مرتين, اما سعاد بت آمنة شندى ضحكت حتى سمع جميع الجيران ضحكتها الكبيرة كما صوتها كما حضورها فى اى مكان

وغراب كان اشدنا خطرا على الحالة العامة كان يوم يفجر مشكلة او يبحث عن مغامرة جديدة
وحين يضحك على كبير او صغير كان يحس بانتصاره الابدى جدا
فقط ما يريده هو حتى ان لم يجد ما يفعله حمل (نبلته) وذهب الى قرب قضيب السكة حديد ينتظر (المشترك) ليقف على مسافة ليست بعيدة وحين يرى الملوحون من الشبابيك فى القطار يرميهم بالنبلة دون اى شفقة ثم يجرى لانه يوقن ان لا احد بالقطار يمكن ان يتوقف ليجرى خلفه
ويمشى نتصرا الى بيته او قل الى الشجرة التى خلف بيته لينتظر فكرا جديدا او عملا جديدا
تلعب قمار ؟
القمار دا شنو كمان ؟
البوم دا انت ما بتعرف ضرة كتابة
ههههههههه لا
نص عمرك رايح
امشى جيب قرش وتعال اعلمك
وهكذا تبدأ دورة لفرد من افراد الحى

الكنينة امرأة تسمى الاشياء باسماءها ولا تتلفت حين تريد امرا
نادتنى يومها لم اتوقع ابدا ان احدا رآنى حين ذهبت مع فاطمة مجوك
الكنينة تمسك بى من اذنى وتلهب ظهرى بكلماتها وتلهب سمعى بالفاظها
آآآآآآآه يا ادريس وجع كان يومها وهى تنهر كل عظمة فى جسدى واحساس فى فهمى
اوعك تمشى مع فاطمة تعلمك الوساخة وانت ولد نضيف وامك نضيفة واهلك كلهم نضاف مالك ومال ال######
رغم خوفى كنت احاول ان افهم لماذا تسمى وتستخدم كلمة ال###### كثيرا
هل فاطمة فعلا ######انى وانا رغم خوفى اضحك واقول ان الكنينة لا تعرف فاطمة مجوك الرائعة التى تختفى خلف ثوبها ومشيتها وسكوتها
عمنا عبد الرحمن باشكاتب الحكومة رجل تجاوز الاربعين بقليل
لا نعرف عنه الا القليل لا تراه الا نادرا متأنق دوما حين يذهب الى العمل فى هيئة الموانىء وهو رجل ذو نفوذ ويرهبه الجميع
سافر فى تلك المرة واحضر (امونة) معه وقال لزوجته انها بت الحاجة حلييمة اسد الارملة بنت خالتها لزوجة عبد الرحمن وانها ستسكن معهم لانها ستعمل هنا فى هيئة الموانىء لتعول اسرتها حتى يرزقها الله برجل صالح
(امونة) امرأة بملامح قروية قمحاوية جميلة ضحكتها كما الموسيقى خجولة تكسر عينها عند اول طرفة من عين جريئة حولها لكنها ايضا صاحبة دعابة ودمها خفيف كما يسمونها فى المكتب والحى
نادية جكسا اول مرة لفتت نظرى الى ان وراء هذه الامونة سر
وسنكتشفها يوما ما
الاسرار هنا ليست طويلة الاعمار

عبد الرحيم(كجولة) فاشل فى الدراسة لكنه يلعب كرة القدم بشكل فيه كثير من الذكاء ويلعب القمار ويمشى مع الاطفال السمحين حتى فى لعب (اللبلى) يختار دوما اوسم الانداد.. تغيرت حياة الاسرة التى كانت بالكاد تستطيع ان تعيش حتى منتصف الشهر فظهرت سيارة امام منزلهم وظهرت الصحف تحمل اسم (كجولة)وصورته وتمر الايام وكجولة لا يصادق الا اوسم الانداد واجملهم شكلا ولبسا
وفاطمة مجوك الجارة التى تبعد فقط بابين من باب كجولة كانت تحكى لى عن هذا الولد الما نافع
آآآآآآه يا ادريس
الاسرار لا تدوم هنا
تفاجئك الاخبار كلما مضيت خطوة نحو اى آخر ملائكى الحضور تكتشف خلفه سر من الاسرار
الا تلك ال (سكينة) لم يستطع احد ان يكتشف ما وراءها ابدا

تذكر يا ادريس
البحر
ما اجمل البحر عندما كنا نذهب للاستحمام فى الاجازات
عند الكبرى القديم
نصعد الى اعلى ذلك المبنى ومن ذاك العلا نتنافس لننزل الى الماء برؤوسنا ونحن احيانا شقاوة نتقلب فى الهواء احسن من اى متنافس فى اولمبياد اثينا
حتى جاء يوم ذاك
يوم صعد طارق معنا ثم استعد كما العادة ورجع الى الخلف ثم طار فى الهواء
لكنه لم يصعد مرة اخرى حين نزل الى الماء
انتظرنا خمس دقائق ثم عشرة ثم بدأنا نقلق ثم قفزنا من نفس العلا نريد ان نراه ونحن فى البداية نضحك لانه كان اجملنا ويحب المقالب جدا ويضحك من قلبه
نزلت انا اولا
وبنفس سرعة نزولى صعدت وانا اصرخ
مات مات
اتذكر تلك الفاجعة
طارق لم يكن انسان عادى ابدا
خرجت كالمجنون وانا اصرخ بكلى ولم يصدقنى احد كما المكان احمر تماما وعشنا بعدها اياما وسنوات لم نر فيها البحر حتى على سبيل النزهة
وتلك المرة يا ادريس
حين جاء ذاك اليوم رجل نحيف اخضر لا تكاد تفرز ملامحه جيدا فقط حين يسبح كان لا يتحرك كثيرا لكن يده تتحرك كثيرا
ربما لمسك فى مرة كانه لا يقصد لكننا المرة بعد المرة اكتشفنا انه كان يقصد
آآآآه يا ادريس كم مرة خرجنا من البحر الى بيوتنا وكنت انت انت بالذات تغيب معه ثم نراك فيما بعد وقد اشتريت كثيرا من الطحنية كنصيحته لك ونذهب للسينما وتدفع لنا ولكنك لا تقول شيئا
ازهرى (جنو) هكذا كنا نطلق عليه كان شجاعا يفكر فى اى شىء ويقول اى شىء
يوما ما ونحن جلوس تحت عامود النور مساءا كان يحكى هو واحمد هو يتحدى ان كان فينا من يستطيع ان يمشى عريانا نهارا جهارا فى الحى
واحمد يقول ساكون طيارا امريكيا
كنا نضحك
لكننا فى ذاك اليوم اصبحنا على اصوات صياح فى الحى غير عادى ونحن نتأهب للذهاب الى المدرسة خرجنا مسرعين وجدت ابوالسيد بالخارج
وانا اتساءل وهو يموت من الضحك لقد فعلها ازهرى
مالو ؟
ماشى عريان
عريان؟
ايوا والله ربى كما خلقتنى

كان يوما بديعا يا ادريس
الناس كيمان كيمان والكراسى متفرقة وكانها قد فرغت لتوها من الرقص راسا على عقب وبينها بعض زجاجات فارغة من البيبسى وكاسات فارغة وبعض قوارير ماء ..لم يكن احد يصدق ان بلقيس هذه ستتزوج الجميع يعرف مهارتها وحركتها فى الحى وفى غير الحى
ازهرى عاريا وبدون تزييف هكذا قال لى يومها
بنات المدراس الشوارع كلها والرجال الذين جاءت مواعيد اعمالهم
الغريب فى الامر انه لم يتجرأ احد لايقافه وارجاعه الى البيت
ولم يتوسل احد اليه ليعود
او يلبس
كأن الدنيا اتفقت معه على ان يكون كما شاء وللفترة التى شاء
وطارق الذى غادرنا كان اول الفصل دوما وهو المغنى وهو لاعب الكرة وهو الحبيب وهو الشقى والملحن ومنظم الحفلات وعضو الكشافة وطلائع مايو
كل احد تلقاه يتمنى مكانه يسمع نفسه (ربنا يرحمه) شفتاه تتحركان دون ارادته
يا دكتورة
الحقنة دى حارة شديد وهى تضحك كلما نظرت الى وجهى
ما الشبه بينك وبين ادريس
سؤال يطل من فمها كما الضؤ فجأة تكتشف هى الحيرة التى فيها
سكينة ؟
ثم تقول لى بصوت عالى كان اسمع ما بداخلها : انتو ما عارفين حاجة ساكت
أمونة هى الاخرى لغز جديد يضاف الى الغاز امسيات الحى التى لا تلبث ان تبين كما الضحك الذى كنا نمارس ببساطة ودون تفتيش
عمك صالح دوما تراه متوضأ لكنه احيانا يمارس هواية لمس الاطراف التى حوله بيده كمن لا يقصد لكنها كانت متعته التى اكتشفنا فيما بعد انها نقطة ضعفه التى تستغلها آمنة شندى هكذا بقوة ولا يستطيع ان يرد عليها ابدا
والمحير جدا هذا ال مدعو (ابراهيمو) كما ناديناه له مال ويسكن بيتا حكوميا كبيرا لكنه لم يتزوج ابدا فقط يربى الكلاب والقطط والبهائم وتلك الغنماية التى يجرى خلفها ادريس كل مساء
(ابراهيمو) بالكاد يتحدث مع احد رجل يناهز الخمسين عاما

لا نعرف له اهل غير حيوانته التى يربيها ويتحدث معها ويحكى لها
يشترى لها احسن اكل وينظف لها المكان
اما ادريس
آآآآه يجرى خلف تلك الغنماية كل يوم
الا تتعب يا ادريس
وعيدروس اختفى تماما
وابتسام غابت عن كل شىء لم تعد تلك الشقية التى اتعبت الناس كانت ترينى الخطابات بالارقام كل حبيب برقم خاص وصل آخر رقم رايته يوما ما 27
تخرج للمدرسة بهدؤ وتعود بلا ذلك الضجيج الذى كانت تمارسه عنوة
وكجولة صار من اثرياء الحى
وعمك عبد الرحمن
سرت اشاعة خفيفة ان امونة هذه ليست موجودة مصادفة ولا شفقة فى هذا البيت وان حليمة المسكينة لا تلاحظ ذلك وان الحى كله اصبح يتحدث فى السر بانها زوجة الباشكاتب اللغز وان الحى كله اصبح يتحدث فى السر بانها زوجة الباشكاتب اللغز

ابراهيمو بالكاد يتحدث مع احد رجل يناهز الخمسين عاما
لا تجده الا فى كامل هيئته صباحا حين يذهب الى العمل او مساءا وهو يشترى بعض حاجياته واغراض حيواناته
(اب جلمبو) جاره المواجه كان ربما الوحيد الذى يدور بينه وبين ابراهيمو بعض حديث هامس لا يعرف سره ولا غرضه احد
فى ذات صباح
والد (ابجلمبو) عمك بكرى صاحب البوفيه فى مكاتب الاقليم خرج على اثر اصوات حيوانات (ابراهيمو) وهى تمارس ضجة واصوات وصياح بشكل غير عادى
عمنا بكرى وقف مسافة يرخى سمعه والتفت يمينا ويسارا لمنه لم ير ابراهيمو خارج كعادته فى هذه الساعة الى العمل كعادته متانقا لكنه حاول ان يواصل مسيره لكن الصياح للحيوانات بداخل المنزل كان عاليا وقويا وغير عادى يلفت النظر
حاول فى المرة الاولى ان يبحث عن احد مار لكنه لم يجد
تشجع وذهب الى الباب وطرقه مرات ومرات فى البداية براحة ولكن ما لبث ان مارس الطرق بقوة
بقوة تفوق ضجيج الحيوانات التى لم تهدأ مدة طويلة
دخل بيته مرة اخرى ونادى (ابجلمبو) وكان يناديه كما يناديه اقرانه
وطلب منه ان يصعد الى الحيطة ليرى ما بالداخل
آآآآآآه يا ادريس
حتى غنمايتك التى كانت تمارس الركض أمامك ... تبكى وتولول الآن بطريقة ما
(اب جلمبو) فوق الحائط والنسوة اللائى كن يردن سوق الخضار يتوقفن ليمارسن هواية البحث عن موضوع يومى جديد
وما هى لحظات حتى صرخ (اب جلمبو)

ونادية جكسا بذات اليد الممدودة وضحكتها التى تصنع ضجيجا بأنحاء المستشفى
- صاحبك ادريس طلع اى كلام
هههههههههه وهى بذات الضحكة الصافية المزعجة التى يعرفها كل المستشفى
وسكينة صاحبتك انتو ما عارفنها ساى بس الادب قشرة يا فردة وقشرة دى بصوت خفيض وهى تنزل بجسدها كله عليك وانت متعب لكنك تحس بها وبهذا الجسد
الناس يسمعون صياح (ابجلمبو) فيهرولون تجاه الصراخ ..ينزل (ابجلمبو) من الحائط ويفتح الباب يدخل عمك بكرى وحاج احمد وعم ربيع والحاج عابدون وبعض الموظفين الذين كانو يتحركون نحو اعمالهم
وابتسام فى غرفة مجاورة بعد ان اقدمت على محاولة انتحار فاشلة
ونادية جكسا وهى فى نزولها نحوى سمعت ؟
وانا فى حالة التشبث بمقاومة هذا الجسد : شنو ؟
ابتسام كانت دايرة تنتحر
لا حولالالالالالالالالالا
يا اخوانا المستشفى اول نشوف الزول دا مات والا لا
محجوب الجزار يؤكد يا اخوانا ما تضيعوا وقتكم ساى الزول دا مات وشبع موت واكرام الميت دفنه
وهرج ومرج

لم يصدق احد ان هذا الهزيل الذى يجلس على الطريق العام مكسورا يتكلم لوحده بالفاظ تخدش الحياء هو عيدروس ذاك الشاب الذى كان حين يتمشى فى الحى عصرا تختلق البنات الاعذار للخروج لملاقاته
الا سكينة لم تكن تأبه به ولا له
أأأأأأأأأأ ه يا ادريس عمنا ميرغنى لا ينساك ابدا ابدا
وانت بعد ان اطلق يدك العسكرى جريت كما لم تجرى من قبل
وكسلا مدينة جميلة جدا لكنك لم تستطع ان تبقى فيها كثيرا
حدثتنى نادية جكسا ذاك الحديث العجيب
واتذكر البحر وذاك الرجل الاسود النحيف الذى يحرك يديه تحت الماء كمن لا يلوى على شىء لكنه يصطاد زبائنه هكذا
وانت كنت لا تحكى لى غيابك عنى فترة رغم انك كنت تحكى لى كل شىء

مسكتنى من يدى وقادتنى وانا مستسلم تماما من داخلى اصرخ وباعلى صوتى لكن صوتى لا يخرج
فاطمة مجوك اتركينى
فكى
آآآه يا فاطمة مجوك ما هذا ؟ ما هذا الذى فعلنا ؟ لا اصدق

هذا القطار يتلوى وهو يصعد نحو الاعلى
بورتسودان مدينة تقع على الساحل المنخفض بينما يصعد القطار نحو المدن والبلدان الاخرى من الوطن الواسع المرقع يصعد القطار حتى محطة صمد قبل محطة هيا بمحطة واحدة هناك تعرف انك قد صعدت حوالى ثلاثة آلاف قدم فوق سطح البحر
يآآآآآآآآآآآه كم هو مختلف احساسك تحت هناك على الساحل وانت هنا والقطار يئن تحت صليل الصعود وافواه كثيرة تمارس هواية الثرثرة تمضى الوقت فى شجار او ونسة مختارة او بحثا واختلاف عن مكان ان العلاقة بين السفر وبين مركبة السفر هى علاقة وطيدة حين تحب ممارسة الفعل
ياابتسام حتى هنا انتى صامتة
لم تعودى كما كنت ابدا
وهنا عندما يبدأ الظلام يبدأ الصمت الا من صوت القطار وعجلات القطار على القضبان وهى تعزف انشودة السفر وكانها ايضا تشاركنا مهنة المديح
يالله
ما اجمل هذه التكات المنغمة وكان القطار يشاطرنا حبنا للرقص على انغام المديح والاغانى كيفما كان المزاج
ما دلنا على موت (ابراهيمو) الا الدواب ... ياآآآآآه ما ارخض الانسان احيانا
(كجولة) الفاشل دراسيا الان يركب سيارته ويتهادى ما بين الحى والاستاد وقد خلقت له نجومية مشتهاة

و(كجولة) صار من اثرياء الحى
وعمك عبد الرحمن
سرت اشاعة خفيفة ان امونة هذه ليست موجودة مصادفة ولا شفقة فى هذا البيت وان حليمة المسكينة لا تلاحظ ذلك وان الحى كله اصبح يتحدث فى السر بانها زوجة الباشكاتب اللغز بينما كان الناس يتصافحون
ويتمتمون بطريقة آلية بدعوات وابتهالات

ربما وبعض كلام لا يفهم حتى قائله ماهو
وماهيته

آآه يا ادريس لو تدرى الوجع الذى احسسته لحظتها
يا دكتورة النهار كلو ما بكون حاسى بى اى حاجة فقط اول ما تجى المغارب ابيحصل لى ما يعلم بيهو غير رب العالمين
ونادية جكسا تنسى انها دكتورة
تضحك حتى تدمع عيناها
وقبضة يدها بلا حنة
على فكرة يا دكتورة انتى ما عرسوكى لسع ههههههه وهى بذات ضحكتها هو منو المجنون القنعان من روحو عشان ياخد معاى تأبيدة ؟
ثم
ومن بين ثنايا ضحكتها يبين حزن ما لا يعرفه الا من يعرف نادية جكسا
هى واضحة جدا
حتى عندما يقولون لها ان عبد الكريم هذا ليس اباكى
كانت تضحك وتقول حتى ولو ما كان ابوى الحقيقى هو برضو ابوى ربانى ولبسنى وقرانى وصرف على وآمنة امى تماما حتى لو ما ولدتنى
ثم تختفى فترة وجيزة حتى لا يكتشف الناس عجزها وضعفها
والقطار يتلوى وليل القطار ليل عجيب ..ينام الناس من الارهاق على صوت القطار وعجلاته على القضبان وكل يغنيه كما يشاء ..وتتعجب كيف ينامون
عندما ياتى الصباح يسال كل انسان نفسه كيف نام فى هذا المكان المحشور الضيق القذر الخشن ..لكنها الحوجة والارهاق
كانت تنام بالقرب منى بالمصادفة ضرب رجلى رجلها بخوف او بزهج رفست
رفعت راسى نظرت اليها فقط ظلام لا ترى اى شىء الا اذا جاء القطار الى مكان ياتى منه الضؤ خافتا ثم ينزوى كما الافكار التى تراودك
مرة اخرى القدم مع القدم حين حاولت هذه المرة رفس قدمى كانت قدمى الاسرع فى تثبيت قدمها وقبضه كانت قدم لا ككل الاقدام
لم تقاوم
سكن قدمها
ثم تململت
وطار النوم من عينى
وشعرت بان وضع القدم قد بدأ يتبدل

تمشى واقسم انها كمن ترقص فى مشيتها
الشارع كله يعرف ان نادية المصرى فى الشارع
نادية المصرى شىء آخر
وهناك يا ادريس حين كان القمر واسعا كاحلامنا كنت تجرى وتغنى يا طالع الشجرة جيب معاك بقرة وكنا نضحك بقرة؟ هههههههكذا وكنا نحس بالعبث فى هذا الطلب
الشجرة والبقرة وقطار يتهادى وظلام دامس وارجل تعرف كيف تلامس القلب ونزيف حاد وصوت القطار على القضبان وكان القطار صار اسرع
وصوت القضبان يمشى معك الى اغنية حسب حالتك وبعد مضى وقت قصير اصوات شجار ومعركة محتدمة ومن بين ركام المعركة ياتى صوت فاطمة مجوك مسدارا يحول اصوات عجلات القطار الى نسمة وفنان يضىء شغاف القلب
آآآآآه يا ادريس
لم كنت تركض خلف تلك الغنماية
وتتداخل الاصوات ما بين الماضى والقطار ..الكنينة وآمنة شندى وحاجة نفيسة والتكينة وكجولة حتى عمك ميرغنى بصوته الاجش وقامته النصف متر يجرى خلف حماره
وانت تضحك كمن يبكى
وسكينة
لا تاتى
هذه الاقدام تنادى ابتسام
يا امراة هجين ..منهارة تماما لحظة كان اباها الرمز قد بات عاديا ..هى بلا اصحاب
ولا صحبات ..ولا ارقام ..ولا خطابات
ممددة على ارض عربة القطار على خشب قوى تتخيل انها فى بستان

وحين يبدأ الليل فى الدخول تبدأ اسرار هذا الحى فى السفور
القطار هو القطار والحى حى السكة حديد والليل ليل القطار والسكة حديد
آآآآآآآآه يا ادريس
هذا الاسود النحيل الذى يحرك يديه داخل الماء كمن يسبح فى صمت لا يتحدث كثيرا لكنه بمهارة فايقة يعرف كيف يختار فريسته
لم تخبرنا يوما يا ادريس ماذا كنت تفعل معه
لكننا فى ذاك اليوم كان عيدنا لاننا كنا ناكل ما لذ وطاب وندخل السينما ..ثم فى اليوم التالى نتعشى (بالمخبازة(
وكلما سالنا ادريس كان لا يجيب بل كان يضحك
وليل القطار دوما حين نسافر طويل وممل الا بالتسلية ولعبة الاقدام والارجل
كان ليل القطار قصيرا جدا ..لا يقطعه سوى كمسارى التذاكر وبعده بقليل مفتش التذاكر كانوا يختارون الليل لان المتعبين كانوا ينامون ولا يستطيعون الهروب فى الممرات والوقوف بين العربات او فى سطوح العربات
كانت اللحظات الوحيدة التى يضىء فيها بقعة واحدة حين يضىء الكمسارى ببطاريته نخو التذكرة الممدودة له من يد متعبة منهكة كسلى
والكمسارى يمر بصعوبة بين الاجساد الممدة على طول الطريق من اول العربة الى آخر العربة
فجأة تذكرت عيدروس ؟
لمذا صار خارج التغطية ويتكلم كيفما اتفق بلا رابط يفك الشفرات كلام يستحى المرء ان يسمعه او يقوله او يكتبه لا يبتسم الا اذا راى ازهرى جنو وبينهما علاقة من نوع ما
آآآآآه يا ادريس
كيف وافقوا لك على الزواج من سكينة ؟

جاءنى الخبر مثل الصاعقة
عم ميرغنى مرة اخرى
هذه المرة يده ممدودة نحو فمه تحمل لقمة وتوقفت اليد فى منتصف الطريق وفارق الحياة فى كشكه
ما دلهم على موته الاصوت حماره
آآآآآآآآه يا عم ميرغنى لم تشف غليلك من هذا الادريس الذى اتعبك
تعرفى يا نادية هذا الجرح والالم لا ياتى الا ليلا
حين اتذكر
وهى تضحك يا دكتورة لو سمحت ؟اديك كدا دا (وبيدها دوما كما (ام دلدوم)
هذه النادية تضحك وهى بالفعل ذات دم خفيف جدا رغم انها امرأة الا انها لا تظهر عليها اى اعراض انثى الا اذا ابتسمت بحنية وهى نادرا ما تحدث
والقطار كمن قاله له احد ما اسرع ينهب الارض نهبا وصوت العجلات يتغير حسب مزاجك
عم ميرغنى
هذا الانسان
كم اتعبناه
تصدق بعد موته عرفنا انه كان يربى مع ابناءه السبعة بنات اخته الثمانية
غفير بمرتب غفير (خفير) كيف كانت تكفيه هذه الجنيهات

لا يبتسم الا اذا راى ازهرى دنو وبينهما علاقة من نوع ما
آآآآآه يا ادريس
كيف وافقوا لك على الزواج من سكينة ؟

القطار
والبحر
والارجل تتشابك والايادى تتحرك تحت الماء بخبث
وادريس يسافر معها الى كسلا
حيث درج العرسان ان يقضوا شهر عسلهم هناك مع الجبل والماء ونهر القاش والخضرة واناس اجمل ما فيهم ابتسامتهم
آآآآآه يا ادريس
هذه السكينة تغرى اكبر راس فى العالم كى يحنى جبهته لها
كيف اكتسبت ميزة انك الاقوى فى حينا
من خلال فهلوة
وصورة رسمت بدقة وعناية فائقة
سلبت بها لب هذه ال (سكينة)
آآآآآآه يا ادريس وانت جالس معها فى (الكوشة) وكثير من البنات تمنين ان يكن فى مكان سكينة وكثير من الرجال تمنوا ان يكونوا مكانك

آآآآآآه يا ادريس وانت جالس معها فى (الكوشة) وكثير من البنات تمنين ان يكن فى مكان سكينة وكثير من الرجال تمنوا ان يكونوا مكانك
سيد النخناخ ببساطته وهو يبشر وبصوته الجهورى (تستاهل )ومعها حركة وصياح ويده اليمنى فى الهواء فى سرعة لتدرك انجاح فرحته بك يا ادريس

مدن من العيون تسكن بينك وبينها
ومقارنات
وتمنيات
وعيون حاسدة
وعيون فاسدة

وعين واحدة تضحك
فقط
تضحك وفى لحظة خبيثة قال لى وهو يغمز (شال القفة)

آآآآآه يا ادريس
هذه السكينة تغرى اكبر راس فى العالم كى يحنى جبهته لها

كسلا بكل جمالها وخضرتها تحولت الى لهب حار ودخان كثيف
والارجل فى الظلام تلتقى ويد الرجل النحيف تحت ماء البحر تتحرك كمن يبحث عن صيد ما تبدأ كانها بدون قصد ثم يمارس بعدها هواية الصيد البشرى
والكمسارى يقفز فوق كيمان البشر يرى احيانا الالتصاقات لكنه يتغاضى
بعده المفتش بضؤ بطاريته يتقافز فوق اطنان اللحوم البشرية التى تغط فى نوم احيانا
وتمارس الطرقعة احيانا وتغنى مع اصوات عجلات القطار على القضيب بصوت اجش لا يسمع لكنه يطرب صاحبه لانه يقضى على الملل
كسلا لم تعد تلك التى دخلها
آآآآآآآآآآآآه يا ادريس
من يرى كل هذا الدخان واللهيب
من يرى دمعتك
عيونك تتقافز وتدور ولا تستقر
وعم ميرغنى بيده اللقمة
وحماره يصيح
ومجيدو
تصور يحكى لى عمك جمبلان عندما فرغوا من دفن عمنا محمدو هذا المجهول عادوا ليمارسوا العزاء قال لى جمبلان فجأة تذكرت الحيوانات التى يربيها الرجل فارسلت اليها من يعطيها غداءها لكنه دخل وخرج اكثر من مرة يبحث عن حيوان واحد
ولم يجد

كسلا بكل جمالها وخضرتها تحولت الى لهب حار ودخان كثيف

آه يا ادريس
كنت تركض كل مساء خلف تلك الغنماية بسرعة مذهلة
اتدرى لم اكن لحظتها مترقبا كنت اترقبك كل مساء الا فى ذاك المساء
وسكينة لم تكن تلك التى تحدث الناس عن نفسها ولا تلتقى باترابها كثيرا ولا بنساء الحى آمنة شندى غاضبة دوما منها كلما جاءت سيرتها لعنتها ونعتتها بالمتعجرفة
اما الكنينة فكانت تقول دوما ان هذه العيون وراءها ما وراءها كما اكتشفت ان عم عبد الرحمن الباشكاتب يوم جاءت حليمة تبكى (اتارى الراجل متزوجها ويقول لى انا بحن عليها لانها يتيمة ) وسكينة لم ترتعش وهى تدخل الفندق ولا يبدو عليها انها ذاهبة الى لحظة فاصلة فى حياتها ..لا ترقب ..ولا قلق
وادريس كمن جاء من مكان سحيق ينادى كل قوته ليذهب هذا القلق الذى بدأ يغزوه كمن زاحمته ابتسامته حتى تحولت الى مصطنعة
آآآآآآه يادريس كم تبدو الصورة غريبة كلوحة سريالية مليئة ومزدحمة جدا اللوحة
وغناء الفنان (حيدر بورتسودان) يملأ الاذن ..اذن واحدة فقط وعين واحدة فقط ..
العين الاخرى كانت هناك مع هؤلاء الواقفون خلف الكراسى اصحاب الياقات البيضاء والمفاتيح التى بين اليدين والسبحة القصيرة الصغيرة ذات المدلولات والطلاسم التى لا يفسرها الا من كان داخل ذاك العالم
هذا المساء كنا ننوى ان نذهب الى السينما
اتذكر
وانت نسيت
نسيت حتى ان تخبرنا انك لا تريد

)امونة) امرأة بملامح قروية قمحاوية جميلة ضحكتها كما الموسيقى خجولة تكسر عينها عند اول طرفة من عين جريئة حولها لكنها ايضا صاحبة دعابة ودمها خفيف كما يسمونها فى المكتب والحى.. نادية جكسا اول من لفتت نظرى الى ان وراء هذه الامونة سرما وسنكتشفه يوما ما
الاسرار هنا ليست طويلة الاعمار
يا عم عبد الرحمن كيف تعيش بوجهك الاول وانت صارم وقوى تبدو منك ملامح الطيبة احيانا كمن يحمل (سبحة)فى يده اليسرى دوما يحركها بسبب وبلا سبب
يتمتم فمه اولا يتمتم
حركة لا ارادية ..ويكتشف الحى كله ان (امونة ) هى زوجة الباشكاتب

هذه اللوحة وكأنها لوحة سريالية ..مع هزة القطار وتشابك الارجل
مشهد يتداخل لارجل تلهث خلف تلك الغنماية مع بدايات الظلام
ويد الدكتورة نادية جكسا تمسك بك بحنان
وشاب نحيل ينزوى يتحدث بكلمات جارحة وبذيئة كيفما اتفق يسألونه عن اسمه يقول كان اسمه عيدروس وسيد النخناخ كما عادته كل صباح ولان صوته دوما عالى ونقى يسمعه كل الحى حين يلقى بالتحية لمن حوله ولو كانوا على بعد خطوات منه فان سكان الخزان يسمعونه يلقى السلام واحيانا وهو يغنى بذات الصوت لا يهمه من يسمع
ولالا ينسى منظر غراب ويده فى قيد حديدى يركله رجل الشرطة
وعمك عبد الرحمن الباشكاتب قد انفضح سره
الكنينة تصرخ (ما قلت ليكم )
وكجولة اصبح صورة فى الجرائد لا نراه الا نادرا بيننا وبينه زجاج سيارته
وعم ميرغنى ويده على السندوتش وبقايا ضحكة لم تكتمل ونههيق حماره
وآمنة شندى مبسوطة لان الكتوف اتلاحقت لن يعيروها بعد اليوم بان سعاد طلقوها يوم دخلتها
اما نادية المصرى فقد اختفت فجأة بعد وفاة ابيها دون ان يعرف اى احد الى اين
فقط اختفت
واختفت معها تلك الرقصة الصباحية
وتلك المتعة التى كانت تهبها لمن كان له عين وقلب ونار
آآآآآآآآآآآه يا ادريس
انظر الى اللوحة وانت تحكى
ادخل
لا تتلفت
ابك
ابك
فى الخفاء
لانه لم يطاوعك لحظة احتجت اليه الآن ..لا لن تستطيع ان تبوح حتى لاقرب الناس اليك..الا نادية جكسا كانت اقرب الى سكينة مما نتصور
ويدها كما دوما وتلقى الى عيناى بضحكتها وتقول لى (اديك كدا )
لم اكتشف انها انثى الا فى تلك الليلة نادية جكسا تملك مؤهلات مثلها مثل الاخريات لكنها تبدو كمن لا يملك شىء اقتربت كثيرا تلك الليلة حتى ظننت ان روحى قد فاضت من ثقل جسمها على كتفى وانا الهث تحت جسدها بصعوبة
يا دكتورة ما هنا
ثم نمت ..وعند الصباح كان أول وجه وجدته امامى ..وجه نادية كما الشعاع
براءة لها الف شكل لكنه محبب الى النفس , نائمة على كرسى
وانا بى بقايا انهاك
انظر الى ذاك الوجه , يا الله ما اجمل هذه الانسانة ,حتى فى نومها مبتسمة

ما أسوأ الخبرة احيانا
لم تدخل وتخرج عادى هذه ال سكينة ؟
هل هى سمات اسمها كما يقولون لنا دوما بان كل انسان يحمل من اسمه صفات وراثية
يآآآآآآه كان الواثق يحكى لى عن هذه الليلة كثيرا بان العروس تدخل هذه الليلة وهى خائفة بل ومذعورة وتترقب كل حركة من الرجل .. وهى ببساطة تدخل وتخرج
بل وتقول لى انت تعبان نوم والصباح رباح وهى تضحك
وبى غمزة
يآآآآآآآآآآآه ما هذا الوجع
كيف وفى لحظة انقلب ما بداخلى هذا الى جحيم ..انا الذى كنت اصول واجول فى هذه الساحة انا بطل الابطال فى نفس ساحة معركتى فى الحياة ..لا يقف ابدا حائل بينى وبين ما اشتهى واريد ..ان الاصل عندى ان كل امرأة يمكن الوصول اليها شرط ان تملك مفتاح الدخول اليها
هههههههههههههههههه
كنت ذاك البطل الذى يربط طرف قميصه ليؤكد مقدار ما يستطيع قبل ان يفعل
ماذا دهانى الآن
الدموع تتقاطر من عين واحدة ويعض على شفتيه بطريقة موجعة وهو يحكى والقهوة امامه واليد لا تتحرك لكنها تقف فى منتصف المسافة بين الفنجان وبين ركبته
آآآآآآآآآآه يا وجعى حين انادى شىء ما احتمى به ليدفع عنى وولكن
ما اوسع هذه الهوة التى اكاد اسقط فيها
وانا بسذاجة :ما حكيت لى اى حاجة لغاية هسى
كلو كلام عام وفى حاجة انا ما قادر افهمها عشان اساعدك لازم تحكى لى بالتفصيل
هى نامت بعد ان غيرت ملابسها وقالت لى انت تعبان هسى بكرة الصباح رباح ونامت بمجرد ان تمطت على السرير , وانا انظر اليها , كيف تنام هكذا
كيف , وهى لاول مرة تدخل معى غرفة نوم
هل هو التعود؟
لالالالالالالالالالالالالالا اله الا الله لا تدع الافكار تذهب بك بعيدا
ربما هى نفسها بالفعل مرهقة لان الايام بالنسبة لها كانت طويلة لم تنم فيها كما كانت تحكى لى
هذا الوجه متعادل , لا ابتسامة فيها
ولا (نووورا) تبين على ملامحها كما كانت حبوبتى تقول لى ان للعروس والعريس (ووورا) تجعل هما يبدوان كانهما من كوكب آخر ويكونوا اجمل ما يكونون فى تلك اللحظات , لماذا لا استبين ملامح هذه الكلمة ولا ارى
انها عادية جدا
تنمام وانا لا انام وقلبى يحدتنى
ومنقبض
واليد كما الاشياء الجامدة تقف فى منتصف المسافة
والقهوة قد بردت وتوقف الدخان فى الفنجان لكن الدخان انتقل الى رئتيه
وهو يتمتم لعن الله الخبرة احيانا

آه يا ادريس كنت تركض كل مساء خلف تلك الغنماية بسرعة مذهلة اتدرى لم اكن لحظتها مترقبا كنت اترقبك كل مساء الا فى ذاك المساء
امى دوما عندما ياتى المساء وقبل غروب الشمس بقليل تفتش علينا تنادينا ب اعلى صوتها وهى مذعورة وتخاف لحظات الغروب لانها تعتقد جازمة بانها لحظات يكون الشياطين فيها فى كل مكان ويسهل صيد الاطفال
هكذا كانت تعتقد
وهكذا صرت عندما رايتك تجرى خلفها حتى جذبتها من ذنبها المرة الاولى لكنها افلتت لكنك ما زلت تقاوم ولم تيأس .... ومرة بعد مرة تفلت لكنك لم تزل على ذات الاصرار ..ولا ترى الاها ..ولا ترانى خلفك.. .. وانا فجأة انتبهت عندى حاسة التلصص وحب الاستطلاع والكنينة تنادينى لكنى انا ايضا لا اسمع وامى تنادى وانا لا اسمع
فقط اتابع عيناى ودهشتى ورجلك ولهاثك ومحاولاتك المستميتة من اين يكتسب هؤلاء جرأة مثل هذه الجرأة
عبد الرحمن يتزوج وياتى بزوجته الى بيت زوجته الاولى وكجولة يهرب من نادية المصرى وابتسام بعد لقاء القطار تختفى وعيدروس كلما عطس احد تذكر الشطة
واياد تتحرك تحت الماء بسهولة ويسر اولمغارب مرتع الشياطين كما تقول لى امى
والضؤ فى الحى خافت يكاد ان يكون معدما وبالذات فى بعض اجزاء الحى وخاصة تلك المربعات التى تنؤ الى الداخل بين الحيطان تخفى تحتها الدرادل ومخرجات الجسم والروائح التى تزكم الاتوف
يآآآآآآآآه يا ادريس
رايتك بام عينى هاتين اللتان سياكلهما الدود رايتك لكنى لم اجرؤ ان احدث احدا ابدا
ولم اشأ ان اراك تخفض عينك مكسورة لذا لم اخبرك انى رأيتك

آآآآآآآآآآآآآه يا نادية جكسا
من اسماك هكذا جنى عليك تخرجين الى لملاعب والازقة وتلعبين وكفك فى كف عفاريت الحى تجرين وتندسين بينهم كما انتى مثلهم تشاكثين وتهربين وتملكين مفاتيحهم واسرارهم ورغم ذلك لم يكتشف احد هذا الجمال الذى فيك
تخبئين كل ذلك وتدخرينه لمن يستحق اليس ذلك ما قلتيه ؟
البحر امامنا والقهوة من يدك اشبه بمنحى بطاقة صعود طائرة السعادة
قلتها وانا لا اشعر الا بانى يجب ان اقولها
- تتزوجينى يا نادية
ونطقتها بدون لقب دكتورة وكان ردك اول وهلة - اديك كدا
ثم ضحكتى ثم هرولتى من امامى حين نظرتى الى عيناى واكتشفت لحظتها انك انثى
هربت هروبا حقيقيا وحياءا نزل عليك لاول مرة كما المطر الذى يهطل بلا ميعاد ولا امارات

يآآآآآآآآه يا ادريس
رايتك بام عينى هاتين اللتان سياكلهما الدود
رايتك
لكنى لم اجرؤ ان احدث احدا ابدا
ولم اشأ ان اراك تخفض عينك مكسورة لذا لم اخبرك انى رايتك
لعلك انت تركض الآن لكنك جالس فى ذات كرسيك ويدك بين القهوة وبين البحر وعيونك تعيد انتاج دمعة ما تشىء بانتقال الالم من القلب الى اللسان
يآآآآآه يا ادريس
اوجعتنى لم تقل لى باقى الحكاية لكنى احسستك
حكاية تتداخل فيها الحاضر مع ماض مكسور وارجل تتلاحق وانفاس غضبى وملامح كمن جاء آخر النهار من مكان سحيق
يآآآآآآه

احك
احك يا ادريس
ابك
ابك
دع الحروف تتقاطر ودع ما انقبض فيك دعه ينفرج ..سكينة اينما كانت تربك حضورنا جميعا ليتك تكلمت ..ليتك صرخت ..الشك لا يذهب اليقين
وامى ساعة المغارب كما هى لم تغير عادتها ابدا
يولد الشياطين تعال خش بسرعة وادخل مع مغريات الكعك والبسكويت وشاى المغربية وحمام بماء دافىء على صفيح مملؤ بمهل حيث لا دش ولا مواسير تصعد الى اعلى الحمام كل شىء كان بسيطا جدا هناك
الاسرار نفسها كانت لا تدوم كثيرا
يغيب اناس ويسافرون ويعودون وتتغير ملامح البشر فى الحى ولكن يظل الحى هو هو
سافرت الكنينة وهى تضحك وتقل لى يا ولدى اوعك من تبارى فاطمة مجوك دى,الببارى الجداد بمش الكوش وانت ولد نضيف سمعتنى
سافرت الى الخرطوم جاءت بعدها حجة نفيسة هى ذات الملامح فقط يحتلف فيها الشلوخ الكبيرة وهى هى تبدأ فى علاقات بسيطة لكنها تشاكس اول ما تبدأ مع آمنة شندى وسعاد لم يدم زواجها اكثر من ساعات فرحنا رقصنا طربنا وجهزنا للحفل اكثر من شهر خبيز وبسكويت وارز ودقيق وبيبسى ووماء وبراميل وكراسى وصيوان
ثم تم تجميل العربية ثم ودعناها الى الفندق مع هذا الذى جاء من اغتراب طويل
كنا كاننا على موعد مع وجه لم نحببه كثير لكننا كنا نفرح بفرح واحدة من اهل الحى
سالت ادريس : ياخ الزول دا فى حاجة ما مريحانى فيهو

آآآآآآه يادريس كم تبدو الصورة غريبة كلوحة سريالية مليئة ومزدحمة جدا اللوحة
ما اقساك يا الواثق وانت تحكى لى تجارب انا بنفسى كنت شاهدا عليها
(شيلوه القفة) كنت تقولها وانت تضحك حتى تسلتقى على قفاك وعلى يمينك (كباية)الشاى التى كل مرة تضحك فيها تهتز حتى ترمى (الكباية) وتكسرها فى غالب الاحيان ولا اراك فى تلك الحالة الا عندما نكون لوحدنا
وها انا ذا الآن امر باحلك لحظات عراكى مع وجهك وال(الكباية ) المكسورة وقلبى المكسور وعيناى المهدمة وبعض قوتى التى احاول ان استجمع
تنام وكان شىء لم يكن ولا كان شىء لا يكون
الامر الواقع لا محالة وجه الواثق كل مرة يرعبك ويدك فى منتصف المسافة تركت تلك الاقاويل تهزمك يا ادريس
تركت تلك الوساوس تهزك
ومالو ياخ عادى جات مرهقة ودايرة تنوم
فيها شنو كمان ياخ خاف الله بنات الناس لعبة فى يدك ياخ دى حلالك وحرام تخش اول يوم وانت كاسر كدا ومكسور هههههههههههه وجه الواثق يزيل تلك الهواجس ويبنى مكانها وساوس لا قبل له بها تنام هل هذا يوم ينام فيه العرسان
هل هذا يوم تنام فيه العروسة واثقة هكذا ولا ترمش لا عينها ولا تتحرك اهدابها
ولا بعض جسدها آآآآآه يا صاحبى فى زحمة هذه الهواجس لم ترى عيناى هذا الجسد الممدود كبجال ووديان من وبعض رحيق الصمت وكثبان الخيال
ما رأت عيناى اجمل من ذلك المشهد(امونة) حامل ..صرخة قوية مكتومة سرت اول الامر كالنار فى الهشيم بدأت من كلتوم جارة حليمة التى سمعت صوت حليمة وهى تولول وتندب وتهول وتتشاجر مع امونة دا من متين ؟ يا عيب الشؤم يا امونة دخلتينا فى خشم الناس يا فضيحتك يا حليمة سنين وسنين وانا فى الحلة مرة الباشكاتب لا فى زول بهبش لى طرف ولا فى زول برفع عينو فى عينى ولا فى زول بقدر يقول لى تلت التلاتة كم الليلة جيتى تفضحينى
كلتوم تمد اذنها بقوة وتقترب من الحيطة لتسمع جيدا ما هى المشكلة ثم تسمع الكلمة التى تبحث
- حامل ؟
وبدأت الكلمة تنتقل من فم الى فم ومن اذن الى اذن والعيون تتضارى
حليمة تذهب الى الجارة تحس بعيونها كمن يخبى شيئا ما لكنها لا تعرف انهم جميعا قد عرفوا الخبر حتى حدثتها آمنة شندى عادت الى بيتها مكسورة
خرجت اول الامر تبحث عن (داية ) تستر الامر وتجهض (امونة ) وينتهى الامر لكنها الآن فى ورطة الحى كله يعرف و(امونة) لم تقل ابدا رغم الحاحى وضغطى عليها ان تقول لكنها كتمت ولا تتحدث الى ابدا فى الامر ولولا بطنها ربما لم اكن لاعرف الخبر

فجأة تذكر عم صالح المؤذن كيف صار هكذا لا يهش ولا ينش رجل شكله جميل بالذات ذاك الوجه الملائكى الحائر بلمسات زمن جعل بعضه كما التجاعيد لكنها ليست كذلك يرى بام عينه آمنة شندى وهى تشتم وتعارك الجيران ولا يستطيع ان يقول لها كفى لانه جرب ذات مرة فكان نصيبه ان تهزأ امام الجيران ومن يومها حلف ان لا يدافع عنها ولا يسالها ولا يعبرها دعها تتصرف كما تشاء وانا مالى اريح دماغى

كان ابو السيد طالبا كسولا جدا يخرج آخرنا
حتى ونحن معا نهرول نحو المدرسة والطابور كان يدخل آخرنا
كان يقول لى دوما : ياخى لو كان الزول يقدر يجر الظلط دا يجيب المدرسة هنا ويدخل وبعدين يفط الظلط ما كان كويس
خيال جاد جدا لانه يرى الحياة بهذا المنظور وجدته ذاك اليوم مديرا لتلفزيون الولاية
كنت اتعجب جدا ما بين ادريس وابوالسيد من هواجس وتشابه كان ابوالسيد رغم كل كسله انسانا رائعا جدا كان يشتبك مع ادريس دوما حين يعاكس عم ميرغنى ويمكن ان تتحول المهاترات بينهما الى تشابك بالايدى وعراك لا دخل لاحدهما فيه سوى ان ابوالسيد انسان لا يرضى ان ينتهك كرامة رجل اكبر منا وفى عمر والدنا
ابوالسيد كان يعرف شيئا عجيبا ايضا حين نكون لوحدنا يخبرنى من التى تاتى سرا بعد مغرب كل يوم على عربة تاكسى وتنزل تتلصص الشوارع الخالية لتدخل الحى من أأمن الازقة كان يقولها بحسرة على تلك الدقون النافرة والهيئات المحترمة التى لا ترى ولا تدرك ما يحدث خلفها وفى ظهرها
ابوالسيد مديرا
مشهد له ما بعده سالته ذات مرة لم تشتبك مع ادريس
ضحك وقال لى ادريس هذا نمس ومجرم بالفعل لكنه طيب القلب وسيهزم مع ذاته يوما ما وانا فى سرى : مع ذاته سيهزم يوما ما ؟
ولم افهم يومها كيف يرى هذا ال ابوالسيد مشهد هذا الادريس
كيف رأى الداخل من ادريس كما كان يرى الخارج منه
وكسلا ظلام تام ودامس واليد ممدودة بين الكباية وبين الفم ..والفم لا يكاد يبدو فما
وتحدثت الايادى ورعشة الشفاه ..وكل شىء بينهما حتى الصمت كان يتحدث الا
فم ادريس
وانا فى صمت اصرخ فيه
قل يارجل ..ثم استدرك ..رجل ؟
ثم اسرح
بعيدا جدا

رغم كل هذا الكسل كان ابو السيد يتحفنا باشراقات التامل فى اى كلام جميل يجى جارى جرى ليحدثنا عن الشعر والادب ويلوح لى من بين كل السطور حميد هذا الشاعر الانيق الذى لقيته فى ذاك المساء مستخبى بينى وبين ادريس:
وكل الرياح فوقا بتمر .. يكفيها دا .. ويكفيها صاح
ما استسلمت لي ريح غريب .. وكل الرياح فوقا بتمر ..
والنخلة ما بتخبر خلاف ريح اللقاح
والهمبريب وريح الصلاح
يا معوض الليل بالصباح
يا معود النار اللهيب .. روض نخلنا على الرياح
وفي لجة البحر الغريب .. أدي الرواويس الصلاح
يكفينا دا .. ويكفيها صاح

آآآآه يا نادية جكسا حين قلتها كانها خرجت منى من فم مدفع لانها انطلقت بسرعة البرق ونفذت الى قلبك الذى ما كان يامل ولا يتوقع ان يجد من يعرف انك انثى
ضاعت ملامح كثيرة فى ذاكرتك وحتى ذاكرة الذين حولك من اى مكان جاء هذا الصوت
- تتزوجينى يا نادية
بقايا ذاك الوجه الملائكى ينحز تحت ثقل قدميها وهى تجرى امامى كمن فجأة ادركت انها تستطيع ان تجرى ..وعرفت انها تستحى ايضا
آآآآآآآآه يا نادية
كم انت جميلة الدواخل رغم كل هذا الذى كان يبدو وكم انا فرح بك وانا اخطو نحوك لانى الوحيد فارس تلك المدينة التى بيننا ما عاد الناس كما هم
يخطفوون ويجرون ويتقافزون ويهرعون وانا نحوك اخطو كمن يدخل المدن منتصرا بعد صراع طويل هدتنى احزانى تلك لكنى الآن اقوى ..اقوى من كل الحى وذاكرته
حتى ادريس كان يغلبنا دوما لكنى الآن احس انى اهزمه بالقاضية

آآآآآآآآه يا ادريس
كنت تركض كل مساء خلف تلك الغنماية
بسرعة مذهلة اتدرى لم اكن لحظتها مترقبا
كنت اترقبك كل مساء الا فى ذاك المساء
وابو السيد كان يلمح لى افعالك الباطنة والتى خلف الابواب الموصدة وفى الازقة ولم اكن اصدقه ابو السيد كان يغنى كلما رايته للفنان ابراهيم عوض
(يا زهرة نادية
نادية فى خيالى
ضماها قلبى
وعاشت ليالى )
ثم يقفز فى الهواء يمد رجلا ويثبت بالاخرى ثم يرفه اليدان فى شكل نصف ارتفاع مع ايقاع الاغنية كمن يغيظ شخص ما قادم من الازقة ونحن لا نلمحه
ادريس ليتنى لم اراك
وليتك لم تحك
جلست تنظر اليها والى تلك الاودية والجبال وخط الافق المتعرج لكنك لم تكن هناك معها فى ذات الغرفة قاتل الله الخبرة والشك والانغماس بعضه والفرجة كلها
تتفرج على نفسك الآن ولا تنفك تنتظر وتتوقع شىء ما سيحدث
مترقبا
وبعض انفعالك يجعل الكثير من الجسد يرتعش وترتجف مفاصلك والبطن كما الصدر يعلو ويهبط وتتصلب اواخر الاطراف والعرق ينزل من كل مكان حتى جبهته
تنطفىء فى ملامحه تلك (النوووورة) التى تحدثنى عنها جدتى
وهى كأن شىء لم يكن تنام ملء جفونها وجه هادىء لا ابتسامة فيها ولا حوار
لكنك تفور وانت جالس وجهها متعادل جدا ومتصالح مع لحظتها
لا كما كنت تركض خلف الغنماية ترتجف لاكما كنت ترتعش لحظة وصولك الافراغ
وتستحى حيث كنت لا تستحى مع شيطانك

فجأة تحول الحى الى ثكنة عسكرية
رجال بسلاح ..رجال يلبسون الزى الرسمى وآخرون بجلابيب بيضاء ومزركشة لكنها مميزة وهمهمات وكل شىء يتم فى سرعة عجيبة ...اسرار هذا الحى لا تدوم
الكنينة وهى تودع نساء الحى وهى تغمز حلتكم كلها بس ورا النسوان ههههه وهى تضحك ضحكة خبيثة وخرجت الحاجة (زليخة ) وكما يحلو لنساء الحى مناداتها بلكنتها المحببة صليحاااااا ..تصرخ فى وجه هؤلاء القادمين تدفعهم دفعا للابتعاد عن ابوالسيد وابوالسيد بيده شنطة صغيرة كل محتوياتها صابون وفرشة ومعجون وبشكير وكفن
دوما يكون جاهزا لكننا لم نكن ندرك بانه قد تحول الى رقم ما يبحث عنه كل هؤلاء
وبسذاجة سيد النخناخ هو فى شنو يا جماعة ديل مالم ومال الراجل الطيب دا والله ابوالسيد دا احسن واحد فى الحلة دى واطيب واحد مع الصغير صغير ومع الكبير كبير
ديل دايرين شنو حاول ان يتدخل لكنه وجد وجوه صارمة وعابسة وقوية وناهية بشكل حاد فتوقف عن المحاولة لكنه قال فى نفسه يكون عمل ليهو عملة كبيرة ياربى
ومضى يحاول ان يفهم لكنه لم يستطع وفى سره يتمتم (يكون جاسوس لاسرائيل؟)

ابو السيد
لماذا يسبونك هكذا هؤلاء الذين يمسكون بك ويركلونك
لم نفهم لحظتها لماذا؟
وللمرة الثانية ايضا وفى اقل من يومين وجوه اخرى وعساكر يحيطون بالحى
هذا الحى عجيب جدا اما لمة نساء او لمة عساكر
ونادية جكسا ويدها امامى وضحكتها كما النوارس (اديك كدا )
وفى منتصف تلك الساحة الخالية من المنازل والعوائق جسم ممدد وصوت نساء تبكى
عبد العزيز ممدد على الارض وادم من كل مكان لكنه يبدو كمن هو نائم
عزو كما يحلو لناس الحى منادته اوسمنا على الاطلاق واكثرنا رشاقة ورياضة فى الجمباز ممدد على الارض والرجال الذين يلبسون القبعات وبعض الهمهمات
واصوات العويل يرتفع حتى يبلغ الخبر (خضرة) و(خضرة) كما عادتها فى كل نازلة لها او لاحد من الحى تخرج مولولة دون ان تعرف الخبر جيدا وتشارك ثم تجلس لتسال بعد ذلك هذه المرة جاءها الخبر اولا خرجت تجرجر بالفعل ثوبها وحافية و(الكمشة) فى يدها خرج عزوز ليصلى العشاء ولم يعد وليس غريبا ذلك لانه يغيب ساعة ثم يحضر ما الذى جعل الناس يجتمعون حوله هنا وهو (جثة )هامدة

ابو السيد , لماذا يسبونك هكذا هؤلاء الذين يمسكون بك ويركلونك
لم نفهم لحظتها لماذا؟ وابوالسيد يصيح باعلى صوته
(يسقط يسقط حكومة العسكر..يا ظلمة يا فسدة ..لن نركع ولن نستسلم لكم ..لا زلنا) ...
هو يصرخ فى وجوههم وهم يسبونه ويركلونه وهو يزداد شراسة
والحى ثكنة عسكرية ملابس عسكرية للجيش والبوليس والامن والمباحث
واسئلة لا اول لها ولا آخر وعبد العزيز جثة مسجى هناك ولاول مرة ارى الحى هكذا
ولاول مرة تختفى مشاهد كانت عادية فى الحى وبدأت مشاهد غير معتادة
حتى (كجولة ) لم يعد مهما ان جاءت صورته فى الجريدة او التلفاز وهو مقرون بشخصية العام لم يعد مرور سكينة بذات الوهج والرونق
لم تعد آمنة شندى بذات صوتها العالى لم يعد حتى سيد النخناخ يحاول غير الهمس
لم يعد احد يذكر عم ميرغنى ولا لقمته ولا حماره لم يعد احد يتذكر ابتسام
ولا عيدروس لم تعد الحكاوى كما هى
اسبوع متوتر جدا زاد غموضه ان عبد العزيز لم يكن ذاك الشاب العابث ولا زائع الصيت ولا سيرته الا فى حدود جغرافية اصدقاء يعرفون كيف يتعايشون معه
اسبوع كشف فجأة قناع ابوالسيد البسيط الذى تحول فجأة فى كل لسان
بطلا حينا وشيوعيا حينا ومناضلا حينا آخر والبعض من البسطاء يتغزل فى الغموض ويقسم بان المسالة فيها وفيها وفيها ..الحيكومة ليست مغفلة حتى تاتى وتترك اشغالها فقط لتتفرغ ل ابوالسيد ..ان كان بريئا , وبدأت بعض الحكاوى تنسج حوله وبعض الاحداث المنسية التى مرت تعود الى ذاكرة الناس الى السنتهم ويتبارون فى سردها

انت تركض الآن لكنك جالس فى ذات كرسيك ويدك بين القهوة وبين البحر وعيونك تعيد انتاج دمعة ما تشىء بانتقال الالم من القلب الى اللسان
يآآآآآه يا ادريس
اوجعتنى
لم تقل لى باقى الحكاية لكنى احسستك كنت تركض خلف تلك(الغنماية ) بشره لكنك الآن تركض منها هذه ال (سكينة) ونادية جكسا غابت يومان كاملان انتظرت فيهما بشكل غير مسبوق غابت وحين حضرت بعد يومين كان قد تغير شكلها , التسريحة
واحمر شفاه ورقة فى حديث وخجل كثيف حد منابت حضورها كلها
تلهفت لاسالها لكنى فهمت , وبقدر ما رايت انها لى لكنى فى ذاك اليوم احسست انها ملكى انا احببتها بيدها ولكمتها وحديثها ورجولتها وانوثتها احببتها بطبها وانسانيتها نسيت ما قيل عنها يوما ما , لم تعد الاشياء عندى كما يرون هؤلاء البشر
الحى كله الآن لا حديث لهم سوى من قتل عزوز , ومن قبض ابوالسيد ولماذا ؟ حتى صالح المؤذن صار يهتم بتفاصيل لم يكن يهتم بها سابقا .. كسلا بكل جمالها وخضرتها تحولت الى لهب حار ودخان كثيف والارجل فى الظلام تلتقى ويد الرجل النحيف تحت ماء البحر تتحرك كمن يبحث عن صيد ما تبدأ كانها بدون قصد
وانت تركض خلفها من ذنبها تمسك تارة وتارة ظهرها وهى تركض امامك مذعورة كما يظن كثيرون وربما يغنج لك لانها تعرف متى ستستلم لك
المتحرى صاحب الشنبات الغزيزة يقف وهو يحدق فى شىء ما على الارض
ويسأل الزول دا كان بيسف صعوط والاجابة لا
لماذا هو بلا بنطلون ؟
واين اداة الجريمة ؟
والقصاص ينظر الى اثر الارجل الكبيرة ويقرر ان الرجل نحيف لكنه اعور
وبه عرجة خفيفة هى اوصاف يعرفها البعض لكنهم يمارسون حرفة السكوت ومن خاف سلم وعبد الرحمن يعلن فى كل مكان فى اركان الحى بان (امونة) هى زوجته على سنة الله ورسوله والعجبو عجبو والما عجبو يشرب من البحر وان الطفل القادم هو من صلبه
ونادية جكسا آآآآآآه منها حين مارست انوثتها لم يكن سؤالى لها مجرد سؤال عادى
ان سؤالى فجر فيها منطقة كانت مغلقة جدا

آآآه يا ادريس
احسستك
احسست قساوة لحظتك
تنظر اليها وهى مكدسة داخل سريرها بينك وبينها لحظة صغيرة تمد يدك اليها ستحضنها لكنك رايت المسافة بينك وبينها اعوام من البعد
ما الذى يوقف زحفك سيدى ها هى سكينة مدلوقة امامك بكل ما فيها لم تترك خلفها شىء جاءتك بقدها وقديدها وعنفها ولينها وحرها وسمومها وبردها وانينها وابتسامتها ومشيتها وفخامتها وهى مكومة امامك , ما الذى امات فيك الاندفاع , ما الذى توقف وحال بينك وبينها الدهشة اكثر ما جعل المسافة تبدو وكانها الاف المدن والسدود مد يدك اليها اخمش خذ ما يكفيك
التهم
لكن الجسد منهك وعيونك غائرة
لحظك مسمر , يقتات بلاهته ومفجأته وسر لجم انفاسك
يا لله
يا ادريس
ما الذى يحول بينك وبينها

تمدد
آآآآآآآه يا ادريس جسدك لا يطاوعك
يختلف قلبك وعقلك
يتعارك ضميرك وشهوتك وشهيتك
ما اتعسك
والمتحرى صاحب الشنبات الغزيزة يتمشى خلف شىء كما على الارض يتبعه
ثم يأمر رجاله بعد تصوير الموقع والجثة بحملها (حريقة) واحد من اصدقاء عزوز المقربين (حريقة) كثير الحركة ولا يتستقر ابدا على حال كل قلق الدنيا فى عيونه ويداه
يبصق الصعوط بسرعة كما يسفه بسرعة يجرى خلف الكرة بسرعة ويزهج منها بسرعة يغنى ثم يترك الغناء يلعب الجمباز كما عزوز ثم يترك الجمباز ينتشى بالسينما ثم يترك السينما كل شىء يفعله بلا سبب ثم يتركه بلا سبب كانه يفتش عن شىء ما

آآآآآآآه يا ادريس جسدك لا يطاوعك
يختلف قلبك وعقلك
يتعارك ضميرك وشهوتك وشهينك
ما اتعسك

ما أسرع كل شىء هنا
نادية اكملت تحولها الى انثى سريعا ولم تعد تقول لى (اديك كدا) , لكنها استبدلت اناقة حضورها بانوثة لم تكن تعرف مكانا فى حياتها وتفجرت , وصرنا معا دوما وذات مرة سالتنى فجأة : الم تعترض امك على زواجنا ؟
قلت لها امى امرأة حكيمة تعرفنى وانا حين اقرر شيئا فانها تعرف انى لا اتنازل ابدا واصل الى ما اريد لكنى فجأة سالتها لماذا قبضوا ابو السيد وكبلو يديه ورجليه انه لا يبدو مجرما ولا يبدو غير انسان جميل نعرفه ببساطته تعرفى يا دكتورة
جلست تضحك وتضحك
دكتورة دى كمان شنو ؟
وتضحك معها كل اوزان الشعر وقافية النسيم واجراس المعابد , تضحك معها الافئدة والنيل كله ونجرى كما تجرى وهى تضحك , دكتورة كمان شنو بلكنة محببة الى نفسى تحاكينى فيها بكل ما اوتيت من انوثة.

انت تركض الآن لكنك جالس فى ذات كرسيك ويدك بين القهوة وبين البحر وعيونك تعيد انتاج دمعة ما تشىء بانتقال الالم من القلب الى اللسان
يآآآآآه يا ادريس
اوجعتنى
كنا لا نفهم ابدا ما يعنى ابوالسيد حين كان يدندن بصوته الاجش محاولا ابداء صرامة فى وجهه فى جدية ظاهرة
يا شعيا لهبك ثوريتك
ما كنا نحس غير ان لحنها جميل ونضحك على صوت ابوالسيد وحركاته لكنه كان يغرق كما الصوفى فى جديته حتى تنقشع امارات تلك اللحظة المهيبة
فيعود ضاحكا ( كنا واقفين وين ؟)
نادية جكسا اصبحت كل شىء فى حياتى وانا كذلك اصبحت حياتها كاملة غير منقوصة
كنا نذهب معا حتى نصل المستشفى اودعها واذهب الى عملى واعود اليها مع نهاية يوم عملها ونذهب على ارجلنا وهى تضحك وتحكى لى ثم تتذكر كثيرا تذكر يوم عرس (عمر حلة) تعرف ليه سموه (عمر حلة) لانو كان بياكل فى الحلة ويوم عرسه قامت كتاحة الليلة وباكر والخيمة اتفرتكت وعبد الجليل الطباخ حلف ما يدخل يده فى حلة تانى اها يلا قام غراب المصيبة داك شال ليك لحم الدنيا والآخرة لما الدنيا راقت جا عبد الجليل بى زعلته قال ال نتم ليكم الجميل لقى ليك الدنيا خلا وحلف قسم ما يكون عملها الا هو والا ادريس وادريس لحظتها كان فى كسلا مع المتعوسة سكينة وتضحك ثم تقول لى بحكى ليك سرها كلو عندى , وانا اضحك واحكى لها عن صداقتنا انا وادريس والبحر وبعض شقاوات كنا نمارسها والبطيخ والبوليس وغراب وازهرى جنو وعيدروس وصلاح كمشة وعماد فار وحكايات وحكايات لا تنتهى الا حين ندخل البيت لنمارس حياتنا معا
المطبخ معا
الغسيل معا
والضحك معا
كانت فردتى التى كنت ابحث
اين كان كل هذا يا نادية ليتهم يدركون سعادتى

المتحرى صاحب الشنبات الغزيزة يقف وهو يحدق فى شىء ما على الارض
ويسأل الزول دا كان بيسف صعوط
والاجابة لا
لماذا هو بلا بنطلون ؟
واين اداة الجريمة ؟
والقصاص ينظر الى اثر الارجل الكبيرة ويقرر ان الرجل نحيف لكنه اعور
وبه عرجة خفيفة
من اصحابه ؟
السؤال يخرج من بين شنباته بطريقة حاسمة ويكتبون اسماء بطريقة الاقرب فالاقرب
ثم يصر على حضورهم جميعا فى اللحظة والتو
والمتحرى يلاحظ ويامر الكاتب بالتسجيل لكل شاردة وواردة
ورجال الامن يدورون وسط الناس يتسمعون ويسمعون ويسجلون ملاحظاتهم
والخوف يسيطر على الحى , متى كان هذا الحى به دماء ,متى تحول الناس هكذا؟

فى اسبوع واحد يدخل الحى رجال المباحث والامن الوطنى ووجوم على الوجوه واسئلة وفجيعة وحيرة , لم تعد الحكاوى كما هى
اسبوع متوتر جدا زاد غموضه ان عبد العزيز لم يكن ذاك الشاب العابث ولا زائع الصيت ولا سيرته الا فى حدود , كان لا يتحدث كثيرا الا مع (الثعيلب)
و(الثعيليب) لم يكن لاعبا قديرا ولم يكن فنانا ماهرا ولم يكن عازفا ماهرا ولم يكن ايضا شاعرا قديرا ولم يكن ملحنا وكاتبا , لكنه كان متحدث لبق جدا وجرىء وحافظ اسرار وكاتم بيان , حين تخبره بشىء لا تجد اثره لا على وجهه ولا على احد من حولك
لذا كان الحميم جدا الى عزو كما كان يناديه
ساله المتحرى بصوت حاتم
هل كان للمرحوم اعداء؟
(الثعيلب) وهو يبكى بحرقة وبصوت جرىء وحاسم : لا

(اتارى الراجل متزوجها ويقول لى انا بحن عليها لانها يتيمة)
حليمة كمن مسها شىء , تتحدث بسبب وبلا سبب , الى اشخاص تراهم هى
او الى جيرانها , او الى الحائط , تتحدث عن شىء واحد فقط امونة جابها من البلد ويقول لى يتيمة ونربيها ونشغلها تصرف على اهلها
وهو قد تزوجها
هو يقول كدا
لكن الدليل شنو انو الفى بطنها دا ما حق زول تانى وحاة الله مشينا الدكتور اربع مرات وهو يقول لى انتى مافيكى شىء العيب فى زوجك اها يلا يقوم يتزوجها وتحمل هو شنو عاد كيفن الكلام دا وحاة الله اكان مافى شق ما بقول طق
هوى آ يا آمنة عليكى الله الكلام دا كيفن , انتى بتصدقى بعد السنين دى كلها خائن العشرة , قال داير يشوف جنا , هووووى يا يا شامة ماليكى دخل ما تخشى بينى وبين الراجل.

ما أسرع كل شىء هنا
نادية اكملت تحولها الى انثى سريعا ولم تعد تقول لى (اديك كدا)
لكنها استبلدت اناقة حضورها بانوثة لم تكن تعرف مكانا فى حياتها وتفجرت
والا حداث فى الحى اصبحت كمن بها سعار وكجولة لم يعد يهم احدا فى الحى سوى انه كلما جاءت سيرة نادية المصرى صاحبة المشية الرقصة تاتى سيرته ضمنا
كجولة اصيب فى مباراة هامة فى احدى قدميه ولم يعد ذلك الذى كانت تقف له الجماهير حين يقود هجمة الى الشباك مباشرة حتى وان الفريق الخصم عشرون لاعبا
كان يستطيع ان يمارس قدرته على المراوغة وقدرته على ابتكار اساليب جديدة فى كل مرة يفاجىء العدو وتصفق الجماهير ويزيد وهجه
وكل ما يملك من راسمال هو موهبة ارجله
وها هو قد اصيب , لا احد يسال ولا صاحفة ولا تلفزيون ولا اصدقاء ولا نادية حتى
لا احد على الاطلاق .
نادية حين هربت معه كانت تهرب من نفسها قبل حيها لان طموحها كان اكبر من بيت الخشب الذى تسكنه , فجأة بعد موت والدها اكتشفت انها وحيدة وان وسيلة حمايتها الوحيدة هى جمالها وانوثتها ويجب ان تبقى هناك , وبمصاحبة كجولة وصلت الى هناك , اعلى الهرم , وحيث ما راوها تنافسوها , لم يكن كجولة يعترض على ممارسات كثيرة لانه كان ايضا يعود اليها من حين لآخر حيث كان يهرب من انوثتها الطاغية التى تتعارض مع مهنة الرياضة , كجولة ممدد على السرير اكثر من عام
ولم تعد تزوره نادية المصرى وسمع هو تحت تحت انها الآن مع اكبر راس يدير الفريق حيث يخبيها هناك فى منزل لا يعرفه احد , والحى كله صار يعرف
وابوالسيد اطلق سراحه لعدم كفاية الادلة , ولا زال البحث جار عن اسباب وفاة عبد العزيز , ونادية جكسا صارت امنية الكل لانها فجأة راوها كما لم يروها من قبل وعادت الى الحى ذاته بعد رحلة طويلة من الارهاق والنجاحات والاصرار على الثبات
ذات صباح وبينما ابوالسيد يستعد للخروج من منزله الى العمل فاذا به يفتح الباب ليجد خروفا مذبوحا , الخروف كله دم , ولا احد بجوار ,وبفطنته عرف انها رسالة له شخصيا , الحى كله الآن حول الخروف يفتشون عن الفاعل , لم يجدوا اى اثر ولا دليل
ولكن ابوالسيد فهم الرسالة , وخرج العصر الى الحى موجها نداء ,ووقف ينادى بلادى وان جارت على عزيزة وقومى وان ضنوا على كرام
بلادى بلادى فداكى دمى
ويفغر البعض افواههم
دمى
وينظرون الى يده وهو يهتف فيهم ان السكوت يصنع لكم الجبابرة والفرعون
لا تسكتوا على اى حق كل صاحب حق يجب ان يفتش عن حقه وكل فرد يعرف حقيقة فيجب ان لا يخفيها , ةهؤلاء الساكتون هم شياطين , مهما كانت طيبتهم فهم اغبياء
لا يجب السكون على الباطل , الحياة قيمة يجب ان نعيشها كما ينبغى ويجب لا كما يريدوننا ان نعيش كما الموتى (نمشى جنب الحيط) (درب السلامة للحول قريب )
والفاظ وجمل تذبحنى من الوريد الى الوريد.
ما اتعسك يا كجولة
التحول من النقيض الى النقيض سىء الا كما تم تحول نادية جكسا

عاد ادريس
ولكن , عاد من كسلا عين مغمضة وعين تقف على عتباتها دمعة ,وعين ترى حولها
وعين ترى الى داخله . عاد آخر
تعال يا (ادريستى ) هكذا نادته
انت قاعد بعيد كدا ليه ؟ مالك؟
وانت ليس هناك على الاطلاق
الجسد لا يطاوعك والعين تشتهى وبعض من رحيق متدفق امامك مجرى الدم
يآآآآآآآآآآه يا ادريس
كثيرون يتمنون هذه اللحظة
انت نفسك تحس بانك لم تعد انت , لم تعد تقود اى شىء حتى نفسك
كنت تقود الاصدقاء والنساء والغنم والخفراء والبوليس والشقاوة وفرق الكورة والغناء
كنت انت القائد لانك تملك ما تحتاج اليه وتحصل على ما تريد متى ما تريد
الآن
ها هى سكينة متدفقة امامك مكومة كما صحن الكاسترد وكما الفواكه المشكلة كل نوع فيه وانت وعيناك بين كل جزء فيها مرسوم مقسوم وكانما هى من ارادت ان تكون هكذا وهى تبتسم اليك ,(ادريستى) , وانت تصرخ لكنه صراخ مكتوم , لم اعد يا سكينة ادريس الذى تعرفين تعطلت ما بين الحركة نحوك واشتهاءك , يا ويحى .
عاد الى الحى
ودخل من حيث الامر والحى كله لم يعد الحى الذى سافر منه رجال يدخلون ويخرجون وسكينة كذلك لم تعد (نووووووووورتها) كما قالت حبوبة ذات مساء والاصدقاء صاروا لا يرون الملائكة حول ادريس هكذا يتخيلون وهم يهنئونه بسلامة العودة
الشهر مر كما التو , وانتفخ بطن (امونة) وعبد الرحمن يوزع الحلاوة وحليمة تزيد فى الصراخ من مكان الى مكان ومن اذن الى اذن , تكلم الحيطان والاشياء حتى الموتى تكلمهم , عبد الرحمن لا يملك ان (يخلف ) هكذا قال الطب , عبد الرحمن .
آآآآآآآآآه يا عبد الرحمن
سرك الذى كتمت طويلا يخرج الآن الى العراء حيث كنت تخاف حليمة لم تدع حائطا ولا نفساء ولا بكر ولا طفل الا وحدثته حدثت الهواء وتذكر لحظتها قول الكنينة هذا الحى اسراره لا تدوم طويلا , هو نفسه من كتر ما يرى التساؤل فى عيون الناس بدأ يرتاب قليلا
كان بلا ولد لكنه كان محترما جدا
كان بلا ولد لكنه لم يكن يرى فى عيون الحى الا الوقار والاحترام هذه العيون الآن تحتقره وتزدريه , كل شىء الآنيحسه فاغرا فاه دهشة وتصنعا
كنت لا ترى فى الحى الا وجوه فاتنة ونساء يتحركن بمنتهى الثقة والجمال مشية كغناء العصافير ومشية كما تثنى الزهرة وغصن بهجتها .
الآن ارجل غليظة , امسيات اصبحت اثقل من عيون اهلها , تفتيش , كل يوم تفتيش يبحثون عن مجرم مفترض , او قاتلا يافع مع فتاة يافعة , طفل ملقى على قارعة الطريق حتى آمنة شندى لم تعد بصوتها الذى يسمعه كل اهل المحطة والخزان والقرى المجاورة لم تعد هى هى , الكنينة سافرت وتركت وراءها سيل من الاسئلة وابنها سيف الدين هرب من محنته مع سعاد بنفاد جلده , وقفت تقول لهم يوم وداعها هادى طرفى من حيكم ومن دمكم ومن عشرتكم انتو يا حلة حلة نسوان ورجال الفى والمافى واحد وسركم فى خشم الناس وكل زول فاكر نفسه سرو مدسوس وهو مطلوق فى الهواء
هى لم تر كيف كانت جثة عبد العزيز ملقاة فى المسافة الفاضية فى تلك الظلمة التى يمكن لاى من المارين ان يسمع صوت انين لكنهم لم يكونوا يهتمون حين استنجد عبد العزيز لم يكن احد يسمعه

ودخلت الحى خائفا تتلفت
تترقب
كل عين تراها كانها تعرف القصة
آآآآآآآآآه يا ادريس
وجع ظنك حد التخمة , ولانك تهرب من كل عين ونظرة جاءت تتقدل اول امرأة رايتها فى الحى وكان قدرا ان تكون هى فاطمة مجوك , يا لله
- ادريس انزيك كيفنك اها ان شاء الله انبسطت سلموك النوارة زينة الحى ان شاء الله انسترت
وهى تتضحك بغمزة ما , بتلميحة ما , بقرينة ما , كانها رأت عيونك المكسورة الخجلى
سيدتى لو تعرفين شهرا كاملا اراها بين يدى لكن جسدى لكم يطاوعنى ما اروع هذا الجسد وما أسوأ الخبرة

الحاج السر طه حلف طلاق ما يعمل عزاء الا بعد معرفة القاتل
وبعد ان استلم الجثة صلوا عليها ودفنوها باقتضاب
اوجع الحاج السر طه صورة ابنه ملقى هناك بدون بنطلون وبدون سروال داخلى وبدون عضو اصيل من جسده
والدم
من قلبه
ومن بطنه
ومن بين ارجله
ويداه وكانه كان يمسك بالسكين من يد القاتل , او كأن القاتل قتله غيلة , لان الحراك فى المكان لم يكن كثيرا , انينه كان يسمع على مقربة من واحدة استجمعت قواها واخمدت مشاعرها واختارت الصمت
والحاج السر طه يسأل اصحاب عزو
لكنه ابدا لم يسأل صاحبات عزو لانه يعرف ان عزو لم يكن يعرف واحدة ابدا الا اخته حنان
وعبد الرحمن كلما دخل اجتماع خرج الناس من حوله
ولا يدرى لماذا؟
واذا اراد ان يصلى بهم كما العادة فى تلك المصلاية التى كانت تجمعهم ساعة المغارب وجدهم لاسباب غير ما كان يقولون يختفون ثم ما لبثوا ان اختفوا تماما من تلك الجلسات التى كانت تجمعهم وتلك الحكاوى التى كانوا يتسلون بها واصوات الدومينو على الخشبة وطرقعات الاصابع واصوات شفطات شاى المغرب
وصوت امى
ياولد تعال الشياطين فاكنهم ساعة المغارب الله يهديك تعال خش .
وعلى اغراء البسكويت والكيك خطواتى تسرع دوما للاستجابة لها بل هواية فى اصطياد اكبر كم من الكيك من تحت ايدى الذين يعيشون معى .
آآآآآآآآآآآآه يا ادريس
وحشتنى جدا تلك الايام والاوقات , لم يمض عليك شهر كما اظن
قالت نادية جكسا بعد خرجت ذات يوم وغابت امسية عادت وقالت لى صاحبك روح
وانا اسال , وهى تجيب , ما عمل اى حاجة
ونادية وهى تضحك انا اصيح فيها هوى اعملى حساب ال فى بطنك دا براحة اليقوم يجى مارق.

جاء يوما
ودخل الحى بي شنطة هاندباك صغيرة اوقف التاكسى فى وسط الحى ثم بدأ يسال
يا اخوانا بسأل من عمى ابراهيمو ويبدأ الاطفال يديرون رؤسهم الى هنا وهناك يفتشون عن هذا الاسم ولا يجدون
- يا زول ما عندنا زول بالاسم
ويبدأ يشرح لهم وظيفته وسكنه وعدم زواجه ولا يتذكر احد حتى جاء مصادفة مار من هناك عمنا جمبلان , وقف وقال له تعال وقاده الى منزله وقال ليهو نتغدى اول وبعدين نتكلم , ودخل معه البيت
وساله انت اسمك منو
قال - عماد نقد
وصاح عمك جمبلان يا بت جيبى الغداء للضيف
وفجأة تذكر الناس طارق لانه كان مغنى الحى ولاعبه مات حين قفز من اعلى الغرفة التى قرب البحر من كان معه فى الاعلى , كيف سقط
اسئلة وكانها ذات مغزى والمقصود هو فتح الجرح من جديد
ان موت او قل قتل عزو فتح الباب الموارب فى الحى الذى كانت اسراره كلها نساء
واغنيات خلف الامسيات وابواب مغلقة وتكاسى وبعض زجاجات وقمار
ها قد حانت لحظة تعرى الباشكاتب عبد الرحمن صاحب الحضور المميز دوما
ها هو قد فقد شرعيته واحترامه فجأة وامونة تحلف ولا يصدقها احد وحليمة كلما خبأ الحديث عن الفضيحة اشعلت الكلام مرى اخرى وحدثت الحوائط والازقة حتى عمال النظافة كانت تحدثهم وهى تلبس الشبط فردة فردة كما لاحظها بكرى اصغر اطفال الحى قدوما وجمالا , صوته كما البلبل ونكتته جاهزة كمن تلقاها مع لبن امه
وعم صالح يحدث الناس (فالتقمه الحوت ) ويمارس هواية يظنها مخفية عن العيون ويده تتلصص اللحظات لتلمس مكان ما دوما وكانه لا يقصد
ولكن ما اشقاك يومها يا ادريس , حين رايته ينادى حمادة فى ذات اللحظة خرجت آمنة شندى بنظرتها وعينها المنتفخة وصوتها القادم من كل الجهات وكرشها يسبقها دوما
آآآآآآآآه يا ادريس
كانت تلك الايام اجملها , لكنك الآن عيونك انطفأ بريقهما , وخطواتك ما عادت تلك التى تلهث وتجرى خلف تلك الغنماية بتلك القوة تمشى الهوينا وكان عمرك صار مائة
ولا تنظر الى اى احد الا وكانك تنظر الى الفضاء وتتشاغل
وسكينة فى صمتها
لكنها صارت اكثر حراكا فى الحى تشارك الناس اعيادهم وافراحهم وتخدم بكل همة وتضحك وتبتسم احيانا وتركض احيانا اخرى , لكنها ابدا لم تحك الا لمحة لنادية جكسا
حتى سألتها زليخة فى ذات مساء
- انتى يا بتى لى هسى ما حملتى ليه ؟

ودخل معه البيت
وساله انت اسمك منو
قال - عماد نقد
وصاح عمك جمبلان يا بت جيبى الغداء للضيف
وجاءت الصينية مليئة بما لذ وطاب وعم جمبلان يسأل عماد وعماد يجيب
وعماد يسأل وعم جمبلان لا يستطيع ان يجيب فقط من يوم موت مجيدو لم يستطع احد ان يلمس اى شىء داخل البيت حتى ناس الحيكومة جو ومنعناهم الا بعد يجو اهله
هكذا سرد له عم جمبلان القصة وما فيها لا يعرف احد من اين جاء ابراهيمو ولا من اهله لانه لم يكن يحدث الناس كثيرا ولم يتشاجر مع اى احد السلام عليكم وعليكم السلام اكثر عبارات كان يمكن ان تسمعها منه كان همه جين ياتى آخر النهار من مكتبه وعمله ان يقف على قدميه حتى تشبع جميع الحيوانات التى كانت بطرفه
ثم بعد ذلك ياكل هو
كل ما يعرفه عم جمبلان عن ابراهيمو حتى هو لم يسال لم يناديه الناس بابراهيمو هل لانه يملك لكنة اجنبية كاهل شرق افريقيا
بينما هم كذلك يسمع عم جمبلان صوت نباح الكلاب خارج البيت
وكانه سمع هذا الصوت من قبل وارخى اذنيه

آآآآآآه يادريس كم تبدو الصورة غريبة كلوحة سريالية مليئة ومزدحمة جدا اللوحة
وغناء الفنان (حيدر بورتسودان ) يملأ الاذن ..اذن واحدة فقط وعين واحدة فقط ..
العين الاخرى كانت هناك مع هؤلاء الواقفون خلف الكراسى اصحاب الياقات البيضاء والمفاتيح التى بين اليدين والسبحة القصيرة الصغيرة ذات المدلولات والطلاسم التى لا يفسرها الا من كان داخل ذاك العالم
يآآآآآآآآآآآه ما هذا الوجع
كيف وفى لحظة انقلب ما بداخلك هذا الى جحيم
انها عادية جدا تنام وانا لا انام وقلبى يحدتنى , ومنقبض
واليد كما الاشياء الجامدة تقف فى منتصف المسافة
احك يا ادريس
ابك
ابك
دع الحروف تتقاطر ودع ما انقبض فيك دعه ينفرج
سكينة اينما كانت تربك حضورنا جميعا ليتك تكلمت ..ليتك صرخت
الشك لا يذهب اليقين , هى ترقد كما اى انسان ؟ هلى هى انسان , ما اجمل هذا الجسد وما اجمل انحناءه , ما الذى سرى الآن فى الجسد ما الذى انطلق يركض بين عقلى وقلبى وجسدى شىء ما تحرك كانما هو يحمل سيفا ورصاص يقتل كل حركة فيه
يا ادريس
انت اكثرنا حظا
آآآآه ليتكم تدركون ما يحدث لى , احاول ان اقف ولكن لا استطيع ,احاول ان اساعده
ولكن , لا يتحرك شىء فيك ولا حولك , وسكينة صامتة تنظر اليك , هل هى نظرة شماتة ام حزن ام ضيق ام ذهول , لم تستطع ان تقول اى شىء
تحاول ان تتدارك ,ولكن بعد فوات الاوان

آآآآآآآآآآآآه يا ادريس
وجهك الآن بلا ملامح ولا صوت , وعيونك كانها لا ترى , لا تحدق فى وجوه من يتحدثون اليك , تهرب منهم , كانك تهرب من نفسك الى عوالم غير هناك ,هذا الجسد انهكه الشك قبل الممارسة , وانهكه التوقع قبل الاقتحام , كيف تقتل الخبرة سيدها حين يتوقع ان يحدث العكس
عبد الرحمن وجه آخر انهكه محاولة الحديث واقناع الحى بان الذى فى بطن امونة منه
وعم صالح يدرك ان وجهه لم يعد صالحا للآذان وان سكوته على آمنة شندى بدأ يبين ملامحه
من من هذا الحى يعير البقية سمعا
وهذه الاقدام الغليظة وسط كل هذا الشك يقود الآن وجهة الحى نحو مشهد آخر
وال ك ل ب ينبح يصبح الصوت قريب جدا من عمك جمبلان ثم يبعد الصوت وعمك جمبلان يرخى اذنيه ويتعجب فى كل مرة ويسأل عماد من اتى معك يا بنى
وعماد يجيب ان لا احد
ونادية جكسا وسط كل منابر الحى ما عادت تلك التى تمد يدها اولا
ولا لسانها بما تريد من قول وبطنها المنتفخ اصبح يعطيها ملامح انثى مكتملة الانوثة
وحمود يغنى يا ليلى ليلك جن معشوقك اوه و ان .
وغراب فى محطته وفى يده زجاجة وكوتشينة وبعض نقود يبعثرها كيفما اتفق
والايادى كما هى تمتد كانها بلا قصد تتلمس اشياء كثيرة لا تحق لها ,اى حى هذا الذى لم اعد اعرف , حتى اصوات القطار لم يعد كما هو , كان القطار كما بق بن حين تسمع الصافرة وتدير عينك الى الساعة تجد المؤشر فى الميعاد بالتمام , اما الآن وحين ياتى الموعد فلا تسمع ولا ترى ولا تجد ما كان

آآآآآآه يادريس كم تبدو الصورة غريبة كلوحة سريالية مليئة ومزدحمة جدا اللوحة
وغناء الفنان (حيدر بورتسودان) يملأ الاذن ..اذن واحدة فقط وعين واحدة فقط ..
العين الاخرى كانت هناك مع هؤلاء الواقفون خلف الكراسى اصحاب الياقات البيضاء والمفاتيح التى بين اليدين والسبحة القصيرة الصغيرة ذات المدلولات والطلاسم التى لا يفسرها الا من كان داخل ذاك العالم يآآآآآآآآآآآه ما هذا الوجع كيف وفى لحظة انقلب ما بداخلك هذا الى جحيم انها عادية جدا تنام وانا لا انام وقلبى يحدتنى ومنقبض
واليد كما الاشياء الجامدة تقف فى منتصف المسافة
احك يا ادريس
ابك
ابك
دع الحروف تتقاطر ودع ما انقبض فيك دعه ينفرج سكينة اينما كانت تربك حضورنا جميعا ليتك تكلمت ..ليتك صرخت الشك لا يذهب اليقين هى ترقد كما اى انسان ؟ هلى هى انسان ما اجمل هذا الجسد وما اجمل انحناءه ما الذى سرى الآن فى الجسد
ما الذى انطلق يركض بين عقلى وقلبى وجسدى شىء ما تحرك كانما هو يحمل سيفا ورصاص يقتل كل حركة فيه
يا ادريس
انت اكثرنا حظا آآآآه ليتكم تدركون ما يحدث لى احاول ان اقف ولكن لا استطيع
احاول ان اساعده ولكن لا يتحرك شىء فيك ولا حولك وسكينة صامتة تنظر اليك
هل هى نظرة شماتة ام حزن ام ضيق ام ذهول لم تستطع ان تقول اى شىء
تحاول ان تتدارك ولكن بعد فوات الاوان

وحين يبدأ الليل فى الدخول تبدأ اسرار هذا الحى فى السفور
ولكنها هذه المرة اسرار بطعم العائد ازهرى جنو حين التقاهو سيد النخناخ مهلالا وصائحا (اووووووووه ازهرى جنو) لم يقبلها ازهرى ولم يمد يده لمصافحة سيد وجرى سيد غاضبا من مقابلة ازهرى له (هو فاكر القروش بتبقى الزول زول )
ولكن ازهرى عائد فقط وشهيته مفتوحة لشىء ما , شىء واحد يشغله تماما
لا يهمه ما الذى حدث فى الحى , ولا من مات ومن كبر ومن رحل ومن بقى
لا يهمه الا سكينة , وفاطمة مجوك التقطت اللحظة بذكاء ودهاء ولكن ما تزال سكينة فى لحظة لا هى بما كانت عندما كانت ولا بما آلت اليه عندما عادت من كسلا
وامونة اصبحت فى يد فاطمة مجوك كما تريد تقدمها الى من يشاء ومتى ما شاء وكيفما شاء وصالح المؤذن ركب آخر قطار مغادرا الحى بقطار يغادر الورشة وعيونه تزرف الدمعات لان يده وسر يده قد انكشف ولم يعد قادرا على مواجهة العيون التى ظلت تركض خلف سر صياح آمنة عليه وسر سكاته وصمته وازهرى يغتاظ
ويصر على فاطمة مجوك واعتماد تهزىء باسماء كثيرة فيها من هو حى وفيها من غادر الدنيا والسر طه بقى جاحظا من يفرتك ضفائر هذه الاسرار
من يقول له اى اسم هو الذى فتك بابنه ولكن سر ما بدأ يطفو على السطح عبد الرحمن هو الذى قتل لانه وجد عزو فى سرير واحد مع امونة سر يحضر كما الضيف لكنه يغادر الآذان بذات سرعة حضوره كما فعل عماد نقد عندما بدت له ان فك طلاسم اسرار مجيدو قد تدخله فى متاهات بعيدة بعد الانفجار الذى حدث فى البيت
وازهرى يبتسم الى سكينة ليلا ونهارا وفاطمة مجوك تحاول وتجثو وتأمل
وسكينة لم تعد سكينة
آآآآه يا ادريس
المقارنة معك دوما مربكة كما دوما فى حضورك وفى غيابك من انت قل لى بربك
فى حضورك زمنا طويلا لا يعرف الناس الجانب المظلم فقط يعرفون انك الاجمل والاقوى والارجل فينا وكل ام فى الحى تضرب بك المثل نجحنا لكن كما نجاحك
غنينا لم يكن كغناك لعبنا لم يكن كلعبك كل شىء كان مباحا لك الا نحن

آآآآآآآآه يا ادريس
كانت تلك الايام اجملها لكنك الآن عيونك انطفأ بريقهما كان يوما عجيبا جدا
فجأة تغير كل شىء ليلة طويلة بلا براحات لتخفيف تلك العواصف التى غزت القلب والجسد معا
ادريس لم يعد ادريس
سكينة على بعد ياردة واحدة من جسده لكنه لا يحرك ساكنا كان الحياة اقامت جدارا شاخصا بينها وبين اشتهاءه مرت لحظات ثم ساعات ثم وصوت حيدر بورتسودان

( عيد ميلادك يا الحبيبة جانا ممزوج بالامانى )
ورقص الفتيات والايدى المطرقعة والارجل الهابشة والعيون التى فى طرفها حور تقتل وايادى تمتد كانها لا تقصد وادريس يقاوم تلك اللحظة الاولى اقترب منها لا احساس
على الاطلاق لم يكن يدخن نزل واشترى علبة سيجائر وبدأ يدخن وسكينة تحاول معه ان يهدأ لتعرف كيف تعينه لكنه دخل فى صمت رهيب كان يغنى بصوته الاجش

(-البيوت والناس بتسال عن صبية )
سيد النخناخ كما تعوده ناس الحى لا يعرف الحديث براحة ولا الغناء براحة رغم ان الناس قد منعوهوا ذلك مرار لكنه عندما يطرب يمارس تلك العادة بلذة لا مثيل لها
(البيوت والناس بتسال عن صبية )
ولا يزيد لانه لا يعرف غير ذاك البيت .. ما بال الحى ..اصبح الاختفاء والقتل ينغص حياة الناس ثلاثة ايام مرت وصلاح مختف ..ليس له عداوة مع احد يبتسم بى سبب وبلا سبب .. كان يستعد للزواج من تلك البنية التى كانت فى القرية هناك على تلك التلة الرملية .. لكنه اختفى بعد ان جهز كل شىء... لا يزال الناس يبحثون عن ادريس الذى غاب فاجأة .. حتى ياتى خبر صلاح .. ولكن لم يدم البحث طويلا ..صلاح فى (فنطاز)
ما الذى اوصلك الى هناك عبد الجليل دوما يعرف كيف يجعل اى شىء لخدمته من اجل المال لا يعرف احد سر ذهابه ليلا الى (الفنطاز) بين قطارات السكة الحديد و(الفنطاز) عربة دائرية الشكل يحملون فيها السوائل مثل الفيرنس والديزولين وبعد التفريغ فى مستودغ الورشة ستيقى فى آخر الفنطاز قليل فيصيدها عبد الجليل بواسطة الصبية الصغار... لكن صلاح عندما علم كيف يمكن للمال ان ياتى ورخاصة فى ظل شح البنزين فى المدينة هكذا رحل صلاح وهو داخل الفنطاز دون ان ينتبه اليه احد الا بعد ثلاثة ايام ونحن نبحث عنه بين المخازن وعلى الساحل بينما الناس تتقول الاقاويل التى يشيب لها الراس.. وهو ما قيل فى ادريس.. انه اختفى مرة قرب البحر

لم يعد اى شىء كما كان .. لا الشارع ولا الغناء ولا التلاقى .. ولا القهوة والبن ..ولا جلسة البرش فى مغارب الزمن .. ولا الشياطين انفسهم ..جف حتى خزان الماء لكثرة الناس الذين ازداد عددهم الذى لم يكن من ضمن دراسات انشاء الخزان
قطار السكة حديد لم يعد فى توقيته .. ولا فى جماله .. ولا حيويته.. حتى صافرته لم تعد قوية كما كانت حتى الارجل القوية التى جابت الحى يمينا وشمالا لم يعودو كما كانوا كل شىء بدأ قويا وعاليا وجميلا وحيويا الآن يعود كبيرا لكنه بلا حيوية

ويتساءلون , كلما مرت جنازة , وكلما صاح مناد لحفل على عربة تاكسى ,وكلما ناحت نائحة قفزت العيون الى عضو عزو المقطوع , وكلما غنت فنانة وحنانة اشتاقت العيون لصوت تهانى الحلبية , وكلما وقفت سيارة تاكسى رأت الناس فاطمة مجوك وهى تتابط امونة وكلما جاءت اللاندكروزر الجديدة شم الناس عطر ازهرى الباشا كما اطلق على نفسه واصر ان ينادوه الناس كذلك ,لم يعد كجولة يملأ الميدان , ولا أدريس لم يعد حديث الناس , بعض الهمس يعلو رويدا رويدا , مجيدو جاسوس اسرائيلى
وعبد الرحمن هو قاتل عزو . وفاطمة تتحين الفرص لتهمس فى اذن سكينة شيئا ما يتمعر وجهها غضبا مرة وخجلا مرة ورغبة مرة وخوفا مراااات , ولا يعلم احد اين اختفى ادريس
وازهرى رغم غياب ادريس لم يشعر ابدا بالانتصار , كان يريد ان يعود وان يستقبله ادريس بذات هيبته , ولكنها الاقدار , السيجارة التى يتناولها من علبة لا تشبه سجائر الآخرين والعربة اللاندكروزر التى اشتراها مليئة بالعطر الغالى , وبيت اشتراه فى حى راق , لكنه لا يفارق الحى رغم كل ذلك لا يشعر ازهرى ابدا بلذة ما هو فيه وكانه سافر واغترب ليغيظ شامة زبير تلك التى كانت تكاويى بانه لا يساوى ولا ظفر ادريس

يآآآآآآآآآآآه ما هذا الوجع
كيف وفى لحظة انقلب ما بداخلى هذا الى جحيم , انا الذى كنت اصول واجول فى هذه الساحة انا بطل الابطال فى نفس ساحة معركتى فى الحياة ,لا يقف ابدا حائل بينى وبين ما اشتهى واريد , ان الاصل عندى ان كل امرأة يمكن الوصول اليها شرط ان تملك مفتاح الدخول اليها , ادريس يا ادريس , كان يوما عصيبا جدا , وكانت ليلة لا وصف
مرت لحظات ,وكمان ساعات ,ثم يوم , وليلة , ثم يومان , ويتكرر نفس السيناريو
وسكينة تقدم كل التسهيلات الممكنة وانت تتقزز اكثر كلما قاربت اليك الامر يبدأ الشك يتعمقك , خرج ادريس من الغرفة الى الشارع , الهواء فى الغرفة لم يكن يسعه
الشوارع خالية فى هذه الساعة , قط يمؤ , ونباح كلب من بعيد وسكران عائد من خلف ظلام كشبح يظهر ثم يختفى , خرج ادريس خلف فكرة ان يغيب عن وعيه لانه لا يحتمل ,
اين ادريس
لماذا انشق نصفه الى كيان فائر , لماذا ؟ ويكبر السؤال كلما احس بان الموضوع اكبر من فكرة انها لحظة صغيرة لا تلبث ان تنتهى , دام العجز وكلما مضت ليلة اخرى كبر الامر , ارهقه التفكير , ولا ينام , تمر الساعات ولا ينام , ولا يستطيع ان ينهش هذا الجمال الذى لم ير مثله فى حياته
ولكن

آآآآآآه يا ادريس
توقف كل شىء , الزمن والناس والليل والسواد والنهار والاشياء , السماء ذاتها تقف
والسحاب لا يمر ابدا والنسيم , اين هو النسيم , سمه الهواء , لا يمر , الناس يمرون من فوقه , مضى فى تجربة الهروب حتى النهاية , حمل معه زجاجته الى غرفته بالفندق وجلس يشرب وسكينة تنظر اليه فى حالة ذهول ما الذى حدث يا ادريس
ماذا دهاك , اهذا هو ادريس الذى كانت تحلم به البنات كلهن , لكنها تعود وتقول فى نفسها حالة عارضة , ان تجربة الكثيرات اللائى كانت تراهن فى معية ادريس كن يبدين مسرورات , وادريس حين يشرب , يغيب عن وعيه , يتذكر تلك الغنماية التى كان يجرى خلفها , يمسك بسكينة من ذنبها , وهى تقاوم , وهو يقاوم متقطع الانفاس حتى يهدأ , ثم ينام , وسكينة تخاف على دبرها , وتعطى وجهها للحائط وتبكى
ازهرى تبدو عليه الوجاهة كلها , سيارة اجمل ما فيها انها من احدث الموديلات وملابس تعيد انتظام النعمة على وجهه , وادريس يقف بينها وبينه , وكل بنات الحى يجرين خلفه , وهو لا يريد الا هى , وفاطمة مجوك تعرف كيف تحيط بها بسلاسة
وامونة تبدأ هى جلسة القبض على سكينة , وازهرى يدفع , والحى كله يعرف ان ادريس لم يعد هو ادريس
ولا يعرف احد اين هو.

راس السنة , والبحر وزحمة من الناس واصوات الابواق والبواخر والالعاب النارية
واشاعة قتل عبد الرحمن لعبد العزيز تكاد تكون حقيقة من كتر ما تناولها الناس
والليل فى الحى صامت بلا ضجيج يساعد , ولكن الحى كله اسرار , ولعبة فاطمة مجوك هى تلك اللحظات من الخوف حين يكثر الرجال ذوى الارجل الغليظة تبحث عن شىء ما , وحين يكون المال حاسما فى يد ازهرى , وهى تطلب وازهرى الباشا يجيب
فى انتظار لحظة الحسم , وبينما الليل فى الحى ظاهره صامت كان باطنه يغلى
كان شاب اسمر كث الذقن والشوارب يجرى خلف غنماية ,
عربة من الاتجاه الآخر , وصاحب الشعر الغزير يمارس ركضه بطريقة هستيرية
لا يكاد يرى الا ذنبها تلك التى تمارس الجرى , واذا بالعربة اللاندكروزر بذات سرعتها فى لحظة وازهرى يضحك بكامل ما يملك من فرحة وفى يده يد سكينة التى وجهها فى الشارع ومنقبضة ,تضرب الغنماية اولا ثم ماسك ذنبها ثم تنقلب العربة راس على عقب لسرعتها , والانوار فى الفضاء واصوات ابواق البواخر ,وفاطمة مجوك راسها الى الخلف تحت كرسى خلف السائق , واذا بكائن خرافى قربها , وازهرى ايضا قد فارق الحياة , والشاب ذو اللحية والشوارب والشعر الغزير قد دخل تحت السيارة وهو يمسك بذنبها تلك التى تعيد اليه شىء فقده , وعلى صوت ارتطام السيارة وتكومها على حائط الشيخ ابوبكر يخرج اكثر اهل الحى الذين لم يغادروا الحى لراس السنة
خرج الكهول
اخرجوا جميع من بالسيارة ومن تحتها
كلهم ماتوا
أزهرى
سكينة
فاطمة مجوك
والغنماية
وأدريس

والسؤال الذى يمر بين العيون سريها قبا الانقاذ ما الذى جمع كل هؤلاء فى عربة واحدة ومكان واحد فى ليلة مثل هذه الليلة .

وصرخة طفلة قطعت كل ذلك الحزن بزغاريد كانما هى اغنيات نادية جكسا تنظر الى طفلتها وهى تبتسم

- سكينة جات



v,hdm (pdklh ;hk v[gh ) ggahuv lpl] uf]hggi pvsl





رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:42 AM.




أقسام المنتدى

المنتديات الرئيسية @ المنتدى العــــــام @ المنتدى الاجتماعي @ قرى دنقــلا @ الرياضة @ أدبيات دنقلا @ القصة والرواية والشعر @ المنتديات الثقافية @ منتديات الأسرة @ المنتديات الادارية @ المسابقات والالعاب @ قسم الشكاوى والاقتراحات @ قسم المشرفين @ تقنية المعلومات @ الكمبيوتر والاتصالات @ الصور @ مناظر طبيعية @ صور مضحكة @ صور من شمال السودان @ تنمية وتطوير دنقلا @ منتدى اللغات والثقافات الأخرى @ قسم الارشيف @ قسم الروابط @ رابطة أبناء دنقلا @ الاسرة @ الشعر والخواطر @ القصة والرواية @ التصميم والجرافيكس @ الاتصالات والجوال @ برامج الكمبيوتر @ ركن المغتربين @ صور عامة @ مطبخ الاسرة @ الاسرة والمجتمع @ قسم التراث والحضارة @ القسم الاسلامي @ المنتدى الاسلامي @ أحداث وشخصيات غيرت حياتنا @ الطرائف والنكات @ قسم التلاوة @ ابداعات الاعضاء الخاصة @ قسم المرأة والبراعم @ المنتدى الزراعي @ قسم الحضاره والتراث @ قسم اللغات النوبية @ قسم السياحه والاثار @ قسم المناسبات @ قسم الترحيب بالاعضاء الجدد @ قسم الدراسات والاراء والاقتراحات @ قسم الخدمات وتشمل التعليم الصحه والبيئة والبنيه التحتيه @ قسم لقاء مع مسئول له علاقه بدنقلا @ روابط أبناء دنقلا بجميع انحاء العالم @ رابطة أبناء محلية دنقلا بالرياض @ رابطة أبناء دنقلا الكبرى بجده @ شخصيات في ضيافة دنقلا الاصالة والتاريخ @ موضوع الشهر @ موضوع الشهر @ إعلامي المنتدى @ حاتم حسن محجوب @ سيف الدين عيسى مختار @ عبد الله القاضي @ رابطة أبناء دنقلا الكبرى بالدوحة (قطر) @ المنتدى السياسي @ قسم المواضيع المنقوله @ قسم مجلس الإدارة @ قسم مجموعة أبناء دنقلا بالخرطوم @ طه كجوك @ قسم رابطة طلاب دنقلا بالجامعات والمعاهد العليا @ قوانين وشروط @ قوانين وضوابط المنتدى @ المستشار البشرى عبد الحميد @ مواضيع رمضانية @ الخيمة الرمضانية 1433هـ @ عصام دقداق @ رابطة دنقلا الكبري بجدة القسم الاداري @ رابطة دنقلا الكبري بجدة القسم الاداري @ الخيمة الرمضانية 1439 هـ @ مكتبة الاستاذ محمد فضل طبق @ مكتبة الاستاذ عباس حسن محمد علي طه @ الطب والصحة @ كمال القوصي @


فهم أصول وتاريخ منتديات الملوك

تعتبر منتديات "الملوك" أحد المظاهر البارزة في المجتمعات العربية عبر الإنترنت، حيث تُعد منصة افتراضية لتبادل الآراء والمعرفة بين أفراد مختلفين من جميع أنحاء العالم العربي. تحمل هذه المنتديات تاريخًا غنيًا وأصولًا عميقة، وتساهم في تشكيل الحوارات الرقمية والتواصل الثقافي بين الأفراد. يهدف هذا المقال إلى فهم أصول وتطور هذه المنتديات ودورها في بناء المجتمعات الافتراضية العربية.

أصول منتديات "الملوك": تعود جذور منتديات "الملوك" إلى فترة مبكرة من تطور الإنترنت في العالم العربي، حيث بدأت الحاجة إلى منصات تفاعلية تسمح للأفراد بالتواصل وتبادل الآراء والمعلومات. بدأت هذه المنتديات كمبادرات مجتمعية بسيطة، ولكنها سرعان ما نمت لتصبح مساحات حوار شاملة تجمع بين أفراد مهتمين بمواضيع مختلفة.

تطور التاريخي: شهدت سنوات التطور المبكرة لمنتديات "الملوك" نموًا ملحوظًا في عدد الأعضاء وتنوع المحتوى. بدأت المناقشات تتنوع بين المواضيع الاجتماعية والثقافية والسياسية والدينية وغيرها، مما أدى إلى تعزيز التواصل وتبادل الخبرات بين المشاركين. مع تطور تكنولوجيا الإنترنت، أصبح من السهل الوصول إلى المنتديات والمشاركة فيها، مما دفع بمزيد من الأفراد إلى الانضمام إلى هذه المجتمعات الرقمية.

أثر المنتديات على الثقافة الرقمية: تلعب منتديات "الملوك" دورًا حيويًا في تشكيل الثقافة الرقمية في العالم العربي، حيث تسهم في تعزيز التواصل وتبادل المعرفة وتشجيع الحوار البناء. تعتبر هذه المنتديات مكانًا للتعبير عن الآراء بحرية، وتعزيز التواصل الثقافي بين الأفراد من خلفيات ومناطق مختلفة. بالإضافة إلى ذلك، تشكل المنتديات مساحة للتعرف على وجهات النظر المتنوعة والتعلم من تجارب الآخرين، مما يعزز الفهم المتبادل والتعاون الثقافي.

التحديات والجدل: على الرغم من أهمية منتديات "الملوك"، إلا أنها تواجه تحديات متعددة، بما في ذلك الصعوبات في إدارة المحتوى وحل النزاعات وضمان الأمان الرقمي. قد تتعرض هذه المنتديات أيضًا للانتقادات بسبب انتشار المعلومات غير الموثقة أو التحريضية، مما يؤثر على سمعتها وشعبيتها.

التطلعات المستقبلية: رغم التحديات، يتوقع أن تستمر منتديات "الملوك" في النمو والتطور في المستقبل، خاصة مع تطور تكنولوجيا الإنترنت وزيادة الوعي الرقمي بين الأفراد. من المهم تعزيز الحوار البناء والتعاون المشترك بين المشاركين في هذه المنتديات، وتعزيز التوجه نحو الرقمنة والتكنولوجيا الحديثة في تقديم الخدمات وتحسين تجربة المستخدم.

تُعتبر منتديات "الملوك" أحد أهم الأدوات في بناء المجتمعات الرقمية العربية، حيث تسهم في تشكيل الحوارات الثقافية وتعزيز التواصل الاجتماعي وتبادل المعرفة. يجب على الأفراد المشاركين العمل معًا للمحافظة على هذه المنتديات كمساحات آمنة ومثيرة للاهتمام للتفاعل والتعلم والتواصل.

تطور وتنوع المواضيع في منتديات الملوك: نافذة على التنوع الثقافي والاجتماعي في العالم العربي

تعتبر منتديات الملوك منصة رقمية فريدة في العالم العربي، حيث تجتمع فيها مختلف الأفكار والآراء لتشكيل حوارات مثيرة ومفيدة. يتنوع محتوى هذه المنتديات بين المواضيع الثقافية والسياسية والاقتصادية والدينية، مما يعكس تنوع المجتمع وتعدد الهويات في العالم العربي. يهدف هذا المقال إلى استكشاف تطور وتنوع المواضيع المطروحة في منتديات الملوك، ودور هذا التنوع في تعزيز الحوارات وتحقيق التواصل الثقافي.

تطور المواضيع في المنتديات: شهدت منتديات الملوك تطورًا ملحوظًا في المواضيع المطروحة على مر السنين. بدأت المناقشات بالتركيز على المواضيع الثقافية والأدبية، مثل الشعر والأدب والتاريخ، ومن ثم توسعت لتشمل المواضيع السياسية والاجتماعية والدينية والعلمية. مع تطور التكنولوجيا وتوسع نطاق الإنترنت، زادت تنوع المواضيع واتسعت دائرة المشاركة.

تنوع المواضيع وتعدد الهويات: يعكس تنوع المواضيع المطروحة في منتديات الملوك تعدد الهويات والثقافات في العالم العربي. تجد في هذه المنتديات مواضيع تتناول قضايا الهوية العربية والتراث الثقافي، بجانب المواضيع الحديثة والعصرية التي تتناول التطورات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية. يعكس هذا التنوع غنى وتعدد المجتمع العربي، ويعزز التفاعل والتبادل الثقافي بين أفراده.

أثر التنوع على الحوارات الثقافية: يسهم تنوع المواضيع في منتديات الملوك في إثراء الحوارات الثقافية وتوسيع آفاق المشاركين. فمن خلال تبادل وجهات النظر المتنوعة، يتم تعزيز التفاهم والتسامح وتقبل الآخر. يمثل هذا النوع من الحوارات بيئة مثلى لنقل المعرفة وتبادل الخبرات بين الأفراد، مما يعزز التطور الثقافي والاجتماعي في المجتمع العربي.

التحديات والفرص: على الرغم من أهمية تنوع المواضيع في منتديات الملوك، إلا أنه يواجه تحديات عديدة مثل التطرف والتحريض ونشر المعلومات الكاذبة. يتطلب الحفاظ على هذا التنوع التحديث المستمر لسياسات المنتديات وتشجيع الحوار البناء والتعاون بين المشاركين. بالتالي، يمكن أن يكون التنوع في المواضيع فرصة لتحقيق التغيير الإيجابي وتعزيز التعايش السلمي في المجتمع العربي.

تشكل منتديات الملوك مساحة رقمية هامة لتبادل الآراء والمعرفة في العالم العربي. يعكس تنوع المواضيع المطروحة فيها تعدد الهويات والثقافات، ويسهم في تعزيز التفاعل والتبادل الثقافي بين أفراد المجتمع. من المهم الاستفادة من هذه الفرصة لتعزيز الحوارات البناءة وتحقيق التقدم والتطور في المجتمع العربي.

دور منتديات الملوك في بناء المجتمع الرقمي العربي: تحليل شامل وتقييم للتأثير تعتبر منتديات الملوك من أبرز الظواهر الرقمية في المجتمع العربي، حيث تشكل مساحة هامة لتبادل الأفكار والخبرات والمعرفة بين أفراد متنوعين. يُعتبر دور هذه المنتديات في بناء المجتمع الرقمي العربي ذا أهمية بالغة، حيث تسهم في تعزيز التواصل الاجتماعي، وتعميق الحوارات الثقافية، وتحفيز التفكير النقدي. يهدف هذا المقال إلى استعراض دور منتديات الملوك في بناء المجتمع الرقمي العربي، وتحليل تأثيرها على الثقافة الرقمية والتفاعل الاجتماعي.

التواصل وتبادل الخبرات: تُعتبر منتديات الملوك مكانًا مثاليًا لتواصل الأفراد وتبادل الخبرات والمعرفة. من خلال هذه المنصة، يمكن للمستخدمين طرح الأسئلة، والمناقشة في المواضيع المختلفة، والحصول على إجابات وآراء من أشخاص آخرين لديهم خبرات متنوعة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأعضاء أن يقدموا المشورة والدعم لبعضهم البعض، مما يساهم في بناء مجتمع رقمي تعاوني ومترابط.

تعزيز الثقافة الرقمية: تساهم منتديات الملوك في تعزيز الثقافة الرقمية في المجتمع العربي من خلال منصة للتفاعل الفعّال بين الأفراد. يتم طرح مواضيع متنوعة تشمل الثقافة والتاريخ والأدب والعلوم والتكنولوجيا، مما يسهم في توسيع آفاق المستخدمين وتحفيزهم على استكشاف مجالات جديدة من المعرفة. كما تُعد هذه المنتديات مكانًا لتبادل الآراء والتجارب حول الثقافة العربية وتعزيز التفاهم والتسامح بين الأعضاء.

تحفيز التفكير النقدي: يساهم دور منتديات الملوك في تحفيز التفكير النقدي لدى أفراد المجتمع الرقمي العربي. يتم تناول المواضيع الساخنة والجدلية، ويُشجع الأعضاء على التعبير عن آرائهم بحرية ومناقشة القضايا بشكل مباشر. هذا يعمل على توسيع آفاق الأفراد وتطوير مهاراتهم في التفكير النقدي واتخاذ القرارات المدروسة.

تحقيق التواصل الاجتماعي: تُعد منتديات الملوك مكانًا مثاليًا للتواصل الاجتماعي في المجتمع الرقمي العربي، حيث يتم بناء علاقات وصداقات جديدة بين الأعضاء. يمكن للمنتديات أن تكون منصة لتنظيم الفعاليات والنشاطات الاجتماعية التي تعزز التواصل بين الأفراد وتعزز الانتماء إلى المجتمع الرقمي.

باعتبارها مساحة رقمية ديناميكية، تُعد منتديات الملوك أداة قوية في بناء المجتمع الرقمي العربي. تساهم في تعزيز التواصل الاجتماعي، وتعميق الحوارات الثقافية، وتحفيز التفكير النقدي، وتعزيز التواصل الاجتماعي بين الأفراد. لذلك، يجب على المستخدمين والمشرفين في هذه المنتديات أن يستمروا في دعم هذه البيئة الرقمية الإيجابية وتعزيز دورها في بناء مجتمع رقمي مزدهر في العالم العربي.

تحديات وفرص تطوير منتديات الملوك في المستقبل: رؤية لتعزيز المجتمع الرقمي العربي

منتديات الملوك تعتبر منصة حوارية رقمية هامة في المجتمع العربي، حيث تسهم في تبادل الأفكار والمعرفة وتعزيز التواصل الاجتماعي. ومع تطور التكنولوجيا وزيادة انتشار الإنترنت، يواجه منتديات الملوك مجموعة من التحديات والفرص التي يجب التعامل معها بشكل فعال لضمان تطويرها المستدام في المستقبل. في هذا المقال، سنستعرض بعض التحديات والفرص التي تواجه منتديات الملوك وسبل التعامل معها لتحقيق التطور والنجاح في المستقبل.

التحديات التقنية: تعتبر التحديات التقنية واحدة من أبرز التحديات التي تواجه منتديات الملوك في المستقبل، حيث يجب مواكبة التطور التكنولوجي المستمر وتحسين تجربة المستخدمين. من بين هذه التحديات يمكن ذكر الحاجة إلى تحسين أداء المنتديات، وتوفير واجهات مستخدم جذابة وسهلة الاستخدام، وتطوير تقنيات الأمان لحماية بيانات المستخدمين.

التحديات الثقافية: تتمثل التحديات الثقافية في تعدد اللغات والثقافات في المجتمع العربي، مما يتطلب توجيه جهود لتعزيز التفاهم والتعايش الثقافي بين مختلف الأفراد. يجب على منتديات الملوك تطوير استراتيجيات لجذب المشاركين من مختلف الثقافات وتوفير بيئة ملائمة للتفاعل وتبادل الآراء بينهم.

التحديات في مجال الإدارة والتشغيل: تتضمن التحديات في مجال الإدارة والتشغيل ضرورة تطوير أنظمة إدارة فعالة تتيح للمشرفين إدارة المنتديات بكفاءة ومرونة. كما يتعين على المنتديات التحديث المستمر لسياسات الاستخدام وتطبيق القوانين بشكل عادل ومنصف.

الفرص للتطوير: رغم التحديات، فإن هناك فرصًا كبيرة لتطوير منتديات الملوك وتعزيز دورها في المجتمع الرقمي العربي. يمكن استغلال التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات لتحسين تجربة المستخدمين وتوجيه المحتوى بشكل أكثر دقة وفاعلية.

الاستثمار في التعليم والتوعية: تشكل التعليم والتوعية بشأن استخدام المنتديات بشكل آمن ومسؤول فرصة هامة لتعزيز مستوى الوعي والمشاركة الفعّالة للأعضاء. يمكن تطوير برامج تدريبية وحملات توعية للتأكيد على أهمية السلوك الرقمي الإيجابي ومكافحة التحريض والتطرف على الإنترنت.

يتطلب تطوير منتديات الملوك في المستقبل التعامل بشكل فعّال مع التحديات والاستفادة من الفرص المتاحة. يجب الاستمرار في تحسين التقنيات والتوجيه نحو تعزيز التفاعل الاجتماعي والثقافي، بالإضافة إلى تطوير سياسات إدارة فعّالة تضمن استمرارية نجاح المنتديات في المستقبل.

استراتيجيات التفاعل والمشاركة في منتديات الملوك: دليل شامل لتعزيز التفاعل الاجتماعي والثقافي

تعتبر منتديات الملوك مساحة هامة لتبادل الأفكار والمعرفة في المجتمع العربي، ولكن الفاعلية في المنتديات تعتمد بشكل كبير على مدى التفاعل والمشاركة بين أعضائها. يهدف هذا المقال إلى استعراض استراتيجيات التفاعل والمشاركة في منتديات الملوك، وتقديم دليل شامل لتحقيق تفاعل أكبر ومشاركة أفضل في هذه المنصات الرقمية الهامة.

فهم الجمهور واحتياجاته: أول خطوة في وضع استراتيجيات التفاعل والمشاركة هي فهم الجمهور المستهدف للمنتدى واحتياجاتهم. يجب أن تتضمن هذه الخطوة تحليلًا دقيقًا لسلوكيات المستخدمين واهتماماتهم المختلفة، وذلك من خلال دراسة البيانات واستطلاعات الرأي والتفاعل المباشر مع الأعضاء.

تحفيز التفاعل الاجتماعي: تعتمد نجاح المنتديات بشكل كبير على مستوى التفاعل الاجتماعي بين الأعضاء. يمكن تحفيز التفاعل من خلال إنشاء مواضيع مثيرة للاهتمام والتحفيز للمناقشة، والتفاعل النشط مع التعليقات والمشاركات، وتنظيم فعاليات وأنشطة تشجع على المشاركة الفعالة.

تشجيع المشاركة المتنوعة: يجب تشجيع المشاركة المتنوعة من خلال توفير منصة متنوعة للمواضيع والمواهب. يمكن تحقيق ذلك من خلال إطلاق تحديات ومسابقات متنوعة، وإتاحة فرص لعرض الأعمال الإبداعية والمشاركة في مناقشات متعددة الجوانب.

توفير بيئة آمنة ومحترمة: يجب أن تكون المنتديات بيئة آمنة ومحترمة لجميع الأعضاء، حيث يشعرون بالراحة للتعبير عن آرائهم دون خوف من الانتقاد أو التحرش. يتعين على المشرفين تطبيق سياسات صارمة للحفاظ على الاحترام والمسؤولية في المنتديات.

تشجيع التعاون والتفاعل البناء: يعتبر التعاون والتفاعل البناء أساسًا في نجاح المنتديات. يمكن تحقيق ذلك من خلال تشجيع المشاركين على تبادل المعرفة والخبرات، ومساعدة بعضهم البعض في حل المشاكل والاستفسارات، والمشاركة في المشروعات والفعاليات المشتركة.

تقديم المكافآت والتكريم: تعتبر المكافآت والتكريم وسيلة فعالة لتشجيع المشاركة الفعّالة في المنتديات. يمكن تقديم جوائز للأعضاء الأكثر تفاعلاً وإبداعًا، وتكريمهم عند تحقيق إنجازات معينة، مما يعزز شعورهم بالانتماء والتقدير.

الاستثمار في التحسين المستمر: يجب أن تكون المنتديات عملية مستمرة للتحسين والتطوير، استجابةً لاحتياجات الأعضاء وتطلعاتهم. يجب على الإدارة العمل على تحسين تجربة المستخدمين وتوفير المزيد من الخدمات والميزات المفيدة بناءً على ردود الفعل والاقتراحات.

تعتبر استراتيجيات التفاعل والمشاركة أساسية لضمان نجاح واستمرارية منتديات الملوك في المستقبل. من خلال تبني الاستراتيجيات المناسبة والاستماع لملاحظات الأعضاء، يمكن تعزيز التفاعل والمشاركة وبناء مجتمع رقمي فعال ومزدهر.

تأثير منتديات الملوك في تبادل المعرفة والخبرات: قوة التواصل الرقمي في بناء مجتمع المعرفة العربي

تعتبر منتديات الملوك أحد أهم الوسائل الرقمية التي تسهم في تبادل المعرفة والخبرات في المجتمع العربي. فهي تمثل منصة مثالية للتواصل والتفاعل بين أفراد متنوعين من خلفيات ثقافية ومهنية مختلفة. يهدف هذا المقال إلى استكشاف تأثير منتديات الملوك في تبادل المعرفة والخبرات، ودورها في تعزيز ثقافة المشاركة وبناء مجتمع المعرفة العربي.

تعزيز ثقافة المشاركة: تلعب منتديات الملوك دورًا هامًا في تعزيز ثقافة المشاركة في المجتمع العربي، حيث توفر منصة مفتوحة للتواصل والتفاعل بين الأعضاء. يمكن للمستخدمين طرح الأسئلة ومشاركة الخبرات والمعرفة في مجالات مختلفة، مما يعزز التفاعل الاجتماعي ويشجع على التعلم المستمر.

توفير فرص التعلم والتطوير: تعد منتديات الملوك مصدرًا غنيًا بالمعرفة والخبرات، حيث يمكن للأعضاء تبادل المعلومات والتجارب والنصائح في مجالات متعددة. هذا يوفر فرصًا للتعلم والتطوير المستمر، سواء في المجالات العلمية والتقنية أو الثقافية والفنية.

توسيع دائرة الاتصالات الاجتماعية: تسهم منتديات الملوك في توسيع دائرة الاتصالات الاجتماعية للأفراد، حيث يمكن للأعضاء التواصل مع أشخاص من مختلف الثقافات والبلدان والمجالات المهنية. يعزز هذا التواصل التبادل الثقافي والتفاهم المتبادل، مما يثري تجربة الأفراد ويفتح آفاقًا جديدة للتعلم والتطوير.

تعزيز التفاعل الاجتماعي والتعاون: تشجع منتديات الملوك على التفاعل الاجتماعي الفعّال والتعاون بين الأعضاء من خلال المناقشات والمشاركات المتنوعة. يمكن للمستخدمين أن يتعاونوا في حل المشاكل وتبادل الخبرات، مما يعزز روح التعاون والمساعدة المتبادلة.

تحفيز الابتكار والإبداع: تعتبر منتديات الملوك بيئة مثالية لتحفيز الابتكار والإبداع، حيث يمكن للأعضاء تبادل الأفكار والمشاريع الجديدة والحصول على تعليقات واقتراحات بناءة. يعزز هذا التبادل الإبداعي التطور والتقدم في مختلف المجالات.

توفير فرص الشبكة الاجتماعية والمهنية: تساهم منتديات الملوك في توفير فرص للشبكة الاجتماعية والمهنية للأعضاء، حيث يمكن للمشاركين بناء علاقات جديدة وتوسيع شبكاتهم الاجتماعية والمهنية. يمكن لهذه العلاقات أن تفتح أبوابًا جديدة للفرص الوظيفية والشراكات المستقبلية.

تؤثر منتديات الملوك بشكل كبير في تبادل المعرفة والخبرات في المجتمع العربي، وتلعب دورًا هامًا في بناء مجتمع المعرفة العربي المزدهر. من خلال تعزيز التواصل والتفاعل وتشجيع التعلم والتعاون، يمكن لهذه المنتديات أن تسهم في تعزيز التطور والتقدم في مختلف المجالات.

تأثير المنتديات الاجتماعية الأخرى على شعبية منتديات الملوك: دراسة تحليلية للتنافس والتأثير في المجتمع الرقمي العربي

تعتبر منتديات الملوك من أبرز المنصات الرقمية في المجتمع العربي، ولكن مع تزايد عدد منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، يطرح التساؤل حول تأثير هذه المنصات على شعبية منتديات الملوك. يهدف هذا المقال إلى إجراء دراسة تحليلية لتأثير المنتديات الاجتماعية الأخرى على شعبية منتديات الملوك في المجتمع الرقمي العربي.

المنافسة بين المنصات الاجتماعية: يشهد المجتمع الرقمي العربي تنافسًا شديدًا بين مختلف المنصات الاجتماعية، بما في ذلك منتديات الملوك ومنصات أخرى مثل فيسبوك، تويتر، وإنستغرام. يتنافس هذه المنصات على جذب انتباه المستخدمين وتحقيق أعلى مستويات التفاعل والمشاركة.

تأثير التوجهات الاجتماعية والثقافية: تؤثر التوجهات الاجتماعية والثقافية على اختيار المنصات الاجتماعية التي يفضلها الأفراد. فمن الممكن أن يتغير اتجاه الأفراد نحو استخدام منصات معينة بناءً على الاتجاهات الاجتماعية والثقافية في المجتمع.

التأثير الإعلاني والتسويقي: تعتمد شعبية المنصات الاجتماعية بشكل كبير على حملات التسويق والإعلانات التي تنفذها. يمكن للترويج والإعلانات عبر منصات مثل فيسبوك وإنستغرام أن تلعب دورًا كبيرًا في جذب المستخدمين وزيادة شعبية هذه المنصات.

تأثير الخصوصية والأمان: تؤثر مسائل الخصوصية والأمان على اختيار المستخدمين للمنصات الاجتماعية، حيث يفضل البعض المنصات التي توفر سياسات صارمة لحماية البيانات الشخصية والخصوصية.

تأثير التطور التكنولوجي: يمكن أن يؤثر التطور التكنولوجي على شعبية المنصات الاجتماعية، حيث قد تظهر منصات جديدة تقدم تجارب مستخدم مبتكرة ومثيرة تجذب الأفراد.

المميزات والخدمات المقدمة: تتنافس المنصات الاجتماعية على تقديم مميزات وخدمات تجذب المستخدمين، مثل خدمات البث المباشر والقصص القصيرة والميزات الإبداعية الأخرى.

تظهر دراسة تأثير المنتديات الاجتماعية الأخرى على شعبية منتديات الملوك أن هناك تنافسًا قويًا بين المنصات الاجتماعية، وأن عوامل متعددة تؤثر على اختيار المستخدمين للمنصة المفضلة لديهم. يتطلب هذا التحدي مزيدًا من البحث والدراسة لفهم الديناميات وراء تفضيل المستخدمين للمنصات الاجتماعية معينة وتأثير ذلك على منتديات الملوك وغيرها من المنصات الرقمية في المستقبل.